لم يكن مستوى منتخبنا أمام جنوب أفريقيا مطمئنا على الاطلاق. هذه هي المباراة التجريبية الرابعة قبل بدء البطولة يوم الجمعة القادم، وهي المباراة الوحيدة التي نلعبها أمام فريق كبير حضر بكل نجومه، وبالتالي فقد وصلتنا الرسالة التي ينبغي ان نفهمها جيدا، وهي أن فريقنا بهذا المستوى البدني والخططي والمهاري أبعد ما يكون عن المنافسة، وأن كثيرا من نجومنا المبهرة كانت أقل كثيرا من مستوى المنافسين الذين فرطوا في فوز بعدد وافر من الأهداف! الثغرات في كل الخطوط أكبر من ان تلتئم خلال الوقت القصير المتبقي، خط الدفاع هش للغاية يتم ضربه من خلال التمريرات السريعة العرضية التي تضع المهاجم المنافس وجها لوجه أمام مرمانا. مدافعونا فاقدو التركيز ويجهلون أبجديات التمركز السليم والضغط على الخصم. انظر الى الهدف الأول الذي نتج عن اصطدام الكرة بمهاجمنا عمرو زكي الذي كان في تلك اللحظة يؤدي واجباته الدفاعية، ستجد كثافة من لاعبينا في منطقة جزائنا مما أفقد حارس مرمانا عبد الواحد السيد التركيز في الترقي السليم لخطف الكرة، بينما اعتمد كل لاعب على الآخر في تشتيتها لتصل الى زكي الذي كان يتخذ وضعا غير سليم فتصطدم به وتدخل المرمى بكل سهولة! نفس هذه اللعبة تكررت كأنها نسخة كربونية، زحمة من لاعبينا واتكالية في تشتيت الكرة، ثم تصطدم بابراهيم سعيد ووجهه نحو عبد الواحد السيد، لكن الله سلم! مرمانا كان مشكوفا أمام سرعة هجماتهم، ودفاعنا بصراحة شديدة بهذه الحالة التي تكررت طوال المباريات التجريبية السابقة ليس على مستوى البطولة، وسيكون مطمعا للفرق التي نواجهها مثل المغرب وكوت ديفوار، وهما فريقان أعلى كعبا من جنوب أفريقيا! لا أعرف كيف اكتشف شحاتة مميزات محمد عبد الوهاب ليضمه الى المنتخب ويلعب أساسيا وهو غائب تقريبا عن مباريات ناديه لمعرفة الخبير البرتغالي مانويل جوزيه باخطائه في الضغط على الخصم والارتداد السريع، وبسبب ذلك جاء الهدف الثاني لجنوب أفريقيا! ورغم هذا الضعف الشديد في التركيز ومهارات المدافع، وعدم قدرة مديرنا الفني حسن شحاتة على علاج الثغرات الواضحة، فانه يصر على اللعب بطريقة 4/4/2 التي لا يجيدها اللاعب المصري لأن لياقته وسرعته وتحضيره البطئ لا تؤهله لهذه الطريقة! ميزة هذه الطريقة انها هجومية قادرة على غزو مرمى المنافسين، ولكنها معنا ستكون قربة مقطوعة، فكل الهجمات المرتدة السريعة الامامية والعرضية ستصل بسرعة فائقة الى منطقة جزائنا لتتحول إلى انفرادات تأتي منها الاهداف، ففرصة هذه الفرق بهدف، وليس مثل عمرو زكي الذي كان أمس في أسوأ حالاته، فقد فشل في ايجاد الحلول المناسبة أمام الرقابة التي تعرض لها، ولم يترجم فرصة هدف مائة في المائة من تمريرة أحمد حسن التي جعلته منفردا بالمرمى. لقد ظهر عمرو زكي في هذه التجربة القوية أنه مهاجم بلا عقل، أو أن عقله سارح في عرض الاحتراف الانجليزي الذي تلقاه مؤخرا، وهذه مشكلة لاعبينا عموما، تسرق عروض الاحتراف تركيزهم وكأنها نهاية طموحهم! أنا اعتقد ان الذين فكروا في التعاقد مع عمرو زكي، سيعيدون التفكير مرات بعد هذا المستوى السيئ الذي ظهر به، لقد فقد ميزة القاطرة البشرية التي كانت تهدد المدافعين، وهو بدونها لا يساوي شيئا لأن مهاراته متواضعة، وذكاءه الكروي محدود! عماد متعب وعبد الحليم علي خارج الفورمة، تحركاتهما بطيئة، وخطورتهما منعدمة، ولم يعد خارج هذه المباراة من المهاجمين النجوم سوي أحمد حسام "ميدو" ولا يمكننا أن نراهن عليه بمفرده! سيشعر حسن شحاتة اليوم أنه اخطأ كثيرا عندما أخرج أحمد بلال من تشكيلته التي سيخوض بها البطولة، فهو لاعب هداف ومشاكس ومحترف، ولياقته أعلى من كثير من مهاجميه المحليين الذين سيعتمد عليهم! الحديث عن تألق ابراهيم سعيد في التجارب السابقة جعله يزيدها حبتين فيجري بالكرة ويراوغ ويلف ويدور وكأنه يلعب أمام فريق السكة الحديد فيضيع على فريقه فرصة هجمة خطيرة! علينا أن نعترف الآن بأن فريقنا لم يستطع أن يتخلص من أخطائه، وأن فرصته ضعيفة في المنافسة بمستواه السيئ جدا الذي ظهر به أمام أول فريق قوي يقابله! [email protected]