أثار امتناع مندوب مصر في الأممالمتحدة السفير عمرو أبوالعطا، عن التصويت على قرار أممي بمعاقبة قوات حفظ السلام التي تركب جرائم جنسية، حالة من الجدل في الأوساط العالمية، لتبقى مصر الدولة الوحيدة من أصل 15 التي امتنعت عن التصويت. وكانت سامنثا باور سفيرة الولاياتالمتحدة لدى الأممالمتحدة، تقدمت بمشروع قرار ينص على أنه في حال اتهام أحد مبعوثي حفظ السلام بانتهاكات جنسية ولم تتخذ بلاده تحركاً إزاء ذلك، فإن الأمين العام للأمم المتحدة يستطيع أن يستبدل جنودًا آخرين من دولة أخرى بتلك الفرقة التي ارتكب أحد أفرادها الانتهاك. وقبيل التصويت تحفظت عدد من الدول في مقدمتها روسيا على آلية العقاب التي وردت بالقرار وهي إعادة القوات إلى بلادها، وذلك قبل التراجع و التصويت لصالح القرار، الذي امتنع المندوب المصري عن التصويت عليه، بعد أن رفض اقتراحها. فيما بررت الخارجية المصرية امتناعها عن التصويت بان ذلك "يتضمن نوعًا من العقاب الجماعي للدولة المشاركة بقوات في عملية حفظ السلام، وذلك إذا ثبت وجود نهج في ارتكاب أفراد منتمين لتلك الدولة من المشاركين في العملية لانتهاكات جنسية، في حين أن المفترض هو محاسبة الأفراد المتهمين وليس سحب القوات كلها". وردت السفيرة الأمريكية في الأممالمتحدة سامنثا باور على الرفض المصري "إن التعديل المصري كان سيُسيء إلى الهدف من القرار، وهو التصدي لسرطان الانتهاكات والاستغلال الجنسي الذي يقع ضحيته أناس منحوا ثقتهم لراية الأممالمتحدة". وأوضحت أنهم عندما يرون أحد جنود قوات حفظ السلام، فإنهم يعتقدون أنه سيحميهم، ولكنهم يهربون منه، لأنهم سيتعرضون لانتهاك جنسي، وهذا ما يجب أن نواجهه". وأضافت: "نأتي إلى هنا كل يوم، ونتأسف وندين الاعتداء وندين غياب المساءلة، ومن ثم نذهب إلى الجمعية العامة ويحاول البعض منا تخفيف الأحكام في محاولة لتعزيز النظام، ما الأمر؟". وتشارك مصر بنحو 2281 ألف جندي في قوات حفظ السلام، وتعد من أكثر 12مساهمًا في تلك القوات، بحسب تقرير صادر عن مركز القاهرة لتسوية المنازعات وحفظ السلام في أفريقيا التابع لوزارة الخارجية المصرية. ولم ينته الأمر على ذلك حيث كتب المتحدث باسم الخارجية الرسمي على حسابه الرسمي على "تويتر"، موجها كلامه لسامنثا باور: "حزين لفرض قرار على مجلس الأمن من أجل الدعاية والطموح الشخصي". بدورها، سخرت باور من الاعتراض المصري، قائلة: "اتهمت الولاياتالمتحدة بأنها لديها دوافع خفية في الضغط من أجل قرار مجلس الأمن، لدينا دوافع خفية وهي إنهاء الاعتداء الجنسي من قبل قوات حفظ السلام". ودخلت فرانشيسكا والش، المسؤولة عن ملف الانتهاكات الجنسية بمنظمة اللاجئين الدولية، على خط المواجهة قائلة في تغريدة عبر "تويتر" : "الأممالمتحدة تصوت على قرار ضد الانتهاكات الجنسية من قبل قوات حفظ السلام، 14-0، العار على مصر التي امتنعت". وأثار الخلاف المصري والأمريكي ردود فعل، إذ علق موقع بازفيد الأمريكي على الموضع قائلًا: إن مجلس الأمن شهد مسلسل درامي خلال التصويت على التصدي لوقوع انتهاكات جنسية من قبل أفراد في بعثات حفظ السلام. وتجدر الإشارة إلى أن مصر تم انتخابها أواخر 2015، كعضو غير دائم في الأممالمتحدة لمدة عامين، وقد حصلت مصر على 179 صوتاً من الجمعية العامة المؤلفة من 193 عضواً. وجاء السفير عمرو أبو العطا ممثلا لمصر بالمقر الدائم للأمم المتحدة بنيويورك بدلاً من السفير معتز أحمدين خليل الذي لم يكمل مدته القانونية في أول حركة تغييرات للخارجية يعتمدها السيسي في 26 يوليو 2014 منذ انتخابه رئيسًا للجمهورية. وشغل أبوالعطا عدد المناصب الرفيعة في الخارجية، حيث كان سفير مصر في الأردن، وفي 2 سبتمبر 2012 تسلم مهام منصبه كمندوب دائم لمصر لدى الجامعة العربية، ثم اختير كمساعد لوزير الخارجية لشؤون السلكين الدبلوماسي والقنصلي، كما تم ترشيحه لتولي منصب رئيس هيئة تنشيط السياحة خلفا لعمرو العزبي.