عكاشة طالب بانتخابات رئاسية فأسقطت عضويته وعبد العظيم كشف أسرار قائمة حب مصر فتمت الإطاحة به ومجدى حمدان دفع ثمن تصريحاته ضد النظام المطرودون من جنة السيسي: كشفنا حقيقة النظام فانتقم منا محللون: المطرودون من جنة السيسى أصبحوا كروتًا محروقة للنظام وانتهى دورهم التف العديد من الشخصيات السياسية والإعلامية والفنية، حول الرئيس عبد الفتاح السيسى، منذ وصوله للسلطة فى مصر لتدعيم أركان حكمه والحصول على مكاسب سياسية واجتماعية فى نظامه الجديد, وبعد الانتهاء من استكمال خارطة الطريق واستكمال المؤسسات السياسية عملت الأجهزة الأمنية بتوجيه من القيادة السياسية، على إسقاط العديد من الشخصيات المؤيدة للنظام بعد انتهاء دورهم المحدد, كما أن هناك بعض الشخصيات تبرأت من دعمها للنظام بعد كشف العديد من الحقائق التى تؤكد أن النظام غير ديمقراطى ولا يهدف إلى تحقيق أهداف ثورة 25 يناير من عيش حرية عدالة كرامة إنسانية، وأشهرهم الإعلامى توفيق عكاشة النائب السابق، والذى أسقطت عضويته من مجلس النواب مؤخرًا، والدكتور حازم عبد العظيم القيادى السابق بحملة الرئيس عبد الفتاح السيسى الانتخابية أثناء ترشحه لرئاسة الجمهورية، ومجدى حمدان القيادى السابق بجبهة الإنقاذ، مما أدى إلى فرض النظام عقوبات تمنع هؤلاء الشخصيات من ممارسة عملهم داخل مصر فى الوقت الحالى. «عبد العظيم» النظام يعانى من غياب الرؤية وخروجى من جنة السيسى كان بإرادة ذاتية دعم الدكتور حازم عبد العظيم، ترشح الرئيس السيسى لرئاسة الجمهورية بكل ما أوتى من قوة، وترأس لجنة الشباب بالحملة الرئاسية والتى مثلت وقود العمل للحصول على توكيلات الترشح للرئاسة, إلى أن «عبد العظيم» لم يحصل على مناصب سياسية, وفجأة أصبح من المغضوب عليهم وأشد الهجوم عليه من إعلامى السلطة واتهامه بالعمالة والخيانة, بعد أن كشف حقيقة تكوين قائمة فى حب مصر الانتخابية بواسطة الأجهزة الأمنية. يقول الدكتور حازم عبد العظيم القيادى بحملة الرئيس السيسى سابقًا: إن النظام الحالى يسير بلا رؤية واضحة, خاصة فى التعامل مع مؤيديه, فإسقاط عضوية توفيق عكاشة من البرلمان والقضاء عليه بين عشية وضحاها لم يكن لكونه قابل السفير الإسرائيلي, ولكنه نتيجة تجاوز عكاشة الخطوط الحمراء وتعدية على السيسى بالقول والمطالبة بانتخابات رئاسية مبكرة. وأضاف عبد العظيم, أن ائتلاف دعم مصر، هى سلاح السيسى الأمنى لإسقاط كل من يحاول أن يتطاول عليه ولكن بشكل قانونى . وتابع عبد العظيم قائلاً:"لقد تم الهجوم علىّ وإلقاء الاتهامات بحقى من قبل إعلام النظام, لأنى كشفت إدارة جهاز الأجهزة الأمنية للانتخابات البرلمانية وهو ما رفضت أن أشارك فيه, حيث عرض على التعيين فى البرلمان أو الدخول فى قائمة حب مصر لأتولى رئاسة لجنة الشباب بالبرلمان, وهو ما رفضته, وفضلت أن أعلن شهادتى على ذلك للشعب وعدم المشاركة فى النظام الحالي, الذى سأكشف الكثير عن خباياه بالأسماء خلال الفترة المقبلة". وأوضح رئيس لجنة الشباب السابق بالحملة الانتخابية لترشح السيسى, أن النظام لم يخرجنى من تحت عباءته, وأنا من فضلت الابتعاد, لكنه يأبى أن يقول هذا الكلام ويحاول أن يروج بأنه من أبعدنى عنه لعدم حصولى على منصب سياسى. وأشار عبد العظيم، إلى أن النظام يقصى مؤيديه إذا تجاوز أحدهم مستوى النقد ليصل الرئيس السيسى, تاركًا له مساحة نقد محدودة يتحرك فيها, وهذا ما حدث مع عكاشة بعد أن تخطى حدوده فتمت مهاجمته من إحدى الصحف الكبرى المدعومة من الأمن ومن ثم إسقاطه بواسطة ائتلاف فى حب مصر. « عكاشة» تم إسقاطه بعد انتهاء دوره تغيرت تصريحات الإعلامى توفيق عكاشة المثيرة للجدل بتغير الأنظمة الحاكمة، بدءًا من مبارك مرورًا بالمجلس العسكرى وجماعة الإخوان المسلمين ثم انتهاءً بحكم الرئيس عبد الفتاح السيسى، الذى أسقطه بواسطة ائتلاف دعم الدولة داخل البرلمان فى غضون أيام قليلة, عكاشة كان من أشد الداعمين للسيسى ونظامه وأعلن فى أكثر من مناسبة عن أنه يعمل مع الأجهزة الأمنية التى تمده بالمعلومات السرية, لشن الهجوم على من تغضب عليهم السلطة، إلا أنه بين عشية وضحاها انقلب عكاشة فى تصريحات مناهضة للنظام الحالى قائلاً: "البلد يدار من قبل العسكر بفكر سياسى عقيم عمره 60 عامًا ولا يزال مستمرًا حتى الآن، ولا أتوقع أن يحدث إصلاح فى ظل تلك العقلية التى تسيطر على مفاصل الدولة." وأضاف عكاشة المثير للجدل:"على المواطن المصرى أن ينسى الأمل فى التغيير، لأنه ببساطة مفيش أمل فى بكره، ولا فى أمل فى تعديل ولا فى أى حاجة"، مشيرًا إلى أنه قرر المشاركة فى البرلمان من أجل إصلاح الواقع المتردى فى البلاد ولكنه عجز عن ذلك وهو ما دفعه لمصارحة الشعب. وفى تصريح آخر، ربما كانت القشة التى قسمت ظهره, طالب عكاشة، بضرورة إقالة الحكومة ووصفها ب"العاجزة" التى لا تستطيع أن تدير أزمة، مضيفًا "ظهر ذلك جليًا فى أزمة ارتفاع سعر الدولار فى الفترة الأخيرة"، موضحًا أنه سيطالب أيضًا بانتخابات رئاسية مبكرة وبحل البرلمان وانتخاب برلمان جديد خاصة بعد قبول استقالة المستشار سرى صيام قائلًا "سرى صيام كان إضافة للبرلمان، وليس العكس". وكانت نهاية عكاشة، أنه تم إسقاط عضويته من البرلمان بين ليلة وضحاه على خلفية استضافته للسفير الإسرائيلى فى منزله وبذلك خرج عكاشة من جنة نظام السيسى للأبد . «مجدى حمدان»: السيسى تجاهل السياسيين واعتمد على العسكر فى الحكم انضم مجدى حمدان، إلى جبة الإنقاذ، التى ضمت عددًا من القيادات السياسية المناهضة لحكم جماعة الإخوان المسلمين, وشكلت الجبهة غطاءً سياسيًا لجميع الأحداث التى نادت بإسقاط الإخوان حتى تم ذلك فى يوليو2013, وحصل بعضهم على مناصب سياسية أبرزهم محمد البرادعى مساعدًا لرئيس الجمهورية ومنير فخرى عبد النور وزيرًا للصناعة والتجارة. ولم يحصل «حمدان»على منصب سياسي, كما أنه تراجع عن تأييد السيسى مؤخرًا بعد أن كان من أشد المؤيدين له وكانت نتيجة ذلك خروجه خارج مصر كاشفًا نظام السيسى فى إدارته للدولة . يقول مجدى حمدان أحد قيادات جبهة الإنقاذ وأكبر المؤيدين سابقًا لوجود نظام السيسى: كنت أرى فى السيسى خيرًا وكنت آمل أن يطبق خارطة الطريق والمسار المرسوم والذى كنت أحد واضعيه, دون أن أفكر فى تولى أى منصب سياسى فى الدولة. وأضاف حمدان, شاركت فى صنع ثورة 25 يناير، عندما كنت عضوًا بالمكتب التنفيذى بالجمعية الوطنية للتغيير, إلا أن اختلاف المسار وتغول السيسى على كل السلطات وإصداره القوانين وتقييده للحريات واتجاهه لعسكرة الدولة وتخليه عن كل مناصريه واعتبارهم غير موجودين، بالإضافة إلى إطلاق يد الداخلية فى القمع والسجن, جعلنى أحيد عن هذا الاتجاه والذى أيده أيضا فشل السيسى فى إيجاد أية حلول وخاصة فى ملف سد النهضة، الذى أظهر الوجه الحقيقى له, وهو تولى رئاسة مصر لتحقيق أحلامه بأن يكون رئيسًا بعيدًا عن تحقيق أى تنمية. وأكد حمدان، أن وعود السيسى المتكررة للشعب وعدم الوفاء بها جعلته على المحك, قائلاً:"ما زاد الطين بلة هو خطابه الأخير الذى أكد ديكتاتوريته فى الحكم", كما أنة سعى من أول يوم فى حكمه إلى تولى رجال مبارك شئون البلاد وعدم اهتمامه بمطالب الثورة. وتابع حمدان:"لم أعرض نفسى على النظام لكى يتجاهلني, بل كنت أؤدى واجبى الوطنى بلا أى مطالب لكنى رأيت ضرورة وضع خارطة للطريق بحيث يدير مصر أبناؤها السياسيون، خاصة وأنا أعلم جيدًا الكثير من الملفات وأدرك كيفية إدارتها إلا أن السيسى وجد فى جنرالاته ورجال نظام مبارك السند الحقيقى له بعيدًا عن أبناء الشعب". وأشار حمدان، إلى أن سعى النظام للتخلص من أبرز داعميه لتيقنه بأنهم أدركوا الخدعة وأن هذا النظام "واهى" بلا أى رؤية ولا توجه بخلاف تغيير نهج الدولة إلى دولة عسكرية. المشهد السياسى عبثى وإسقاط عكاشة لانتهاء دوره الأمني المحللون من جانبهم أكدوا أن النظام يقوم بطرد كل من ينتقده حتى لو سانده فى بداية حكمه، يقول أحمد كمال الباحث بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية: إن ما يحدث فى المجتمع المصرى وخاصة داخل البرلمان من مشادات ومشاجرات بين النواب هو عبث سياسى, فى ظل تدهور الأوضاع المعيشية للمواطنين وتزايد الأزمات الاقتصادية مع اختناق مساحة الحريات, وعدم وجود رؤية واضحة للدولة. وأضاف كمال، أن معظم الشخصيات السياسية التى ترفض حكم السيسى وتنتقده بشدة كانت مؤيدة لما حدث فى 30 يونيو ولم تكن مؤيدة لنظام السيسى وهذا لا يمنع أن هناك العديد من المؤيدين للسيسى بدأت تتغير لهجة حديثهم بزيادة حدة انتقادهم للنظام السياسى ولأداء الحكومة والرئيس, لأن أقرب المؤيدين استشعروا إضعاف الحالة السياسية والاقتصادية وغياب رؤية الدولة. ولفت كمال، إلى أن إنهاء عمل بعض الشخصيات السياسية وإسقاطها فى الوقت الحالى هو نتيجة انتهاء دورهم المرسوم من قبل القيادات الأمنية التى بدورها أسقطتهم فى توقيت تراه مناسبًا. هجوم بعض الإعلاميين على "النظام" جزء من لعبة الأجهزة الأمنية من جانبه قال حسين عبد الرازق عضو المكتب السياسى لحزب التجمع: إن الهجوم الذى يتعرض له النظام الحاكم بالبلاد، بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسى سببه أن الرئيس حين تم انتخابه كان متوقعًا أن يحقق مطالب الشعب من حرية وانحياز للفقراء ولكن ما حدث هو العكس عن طريق الاستمرار فى نفس سياسات نظام مبارك من انحياز واضح للطبقة الغنية. وأكد عبد الرزق، أن البلاد تشهد تراجعاً كبيراً فى الحريات من حيث عودة الدولة البوليسية فصارت أكثر توحشاً مما سبق، ما جعل هناك إجماع شعبى لدى القوى السياسية بأنه لم يتحقق بعد مرور عامين على انتخاب الرئيس شيئاً من مطالب الثورة والتى خرج الملايين من الشعب مطالبين بها. وعن هجوم بعض الإعلاميين المحسوبين على النظام والتى أعلن البعض منهم عمله مع الأجهزة الأمنية، اعتبر أن ذلك الهجوم هو جزء من الدور الذى يلعبونه بتوجيه من نلك الأجهزة فى محاولة فاشلة منهم لإقناع الرأى العام أنهم محايدون عن طريق نقد النظام والأجهزة التى يعملون معها، مشدداً فى الوقت نفسه إلى أن مثل هذه المحاولات أصبحت لا تجدى مع الشعب الذى أصبح على إدراك بما يقومون به وغير قانع بالأدوار التى يحاولون لعبها. تخلى "النظام" عن بعض أنصاره طبيعى بعد أن أصبحوا كروتًا محروقة من منطلق آخر، يقول الدكتور محمد السيد, أمين الشئون السياسية بالحزب الناصرى: إن ما تشهده البلاد من معارضة من قبل بعض الشخصيات السياسية والإعلامية، هو هجوم موجه لأن كثيرًا منهم يبحث عن مصالحه الخاصة، ضارباً المثل ببعض القنوات الفضائية والصحف التى يمتلكها رجال أعمال والتى يسعون من خلال كتابهم وإعلاميهم، أن يضغطوا على النظام لا من أجل تحقيق مطالب الثورة كما يزعم بعضهم، إنما من أجل تحقيق مصالحهم. ولفت السيد، إلى أن الضغط الذى تتم ممارسته من قبل بعض القوى السياسية لحث الرئيس لاتخاذ موقف من رجال الأعمال لفرض المزيد من الضرائب وإعادة تسعير الأراضى التى حصلوا عليها بأسعار زهيدة يدفعهم لخوض معركة استباقية ضده من أجل الحيلولة دون تنفيذ لك، مؤكداً أن الملف الكبير الذى يواجه الرئيس ويعتبر تحدياً له هو مكافحة الفساد لأنه يحتاج إلى إرادة حقيقية تدرك أنه سيطاح به رءوس كبيرة من رجال الأعمال. وفيما يخص تخلى النظام وبعض أجهزته عن بعض الإعلاميين، أوضح، أن من يلعب مع الأجهزة الأمنية لابد أن يعلم قوانينها والتى أهم مبدأ بها هو أن الدور المرسوم له قد ينتهى فى أى لحظة، ليصبح كارتاً محروقاً غير مأسوف عليه، لأنه فى النهاية هو مجرد أداة يتم تحريكها فى الوقت الذى يريدونه ويتخلصون منه وقتما يصبح عبئاً عليهم لاسيما إذا قام بانتقادهم وأخذ يلعب دوراً ليس منوطاً به أن يلعبه.