وجه عدد من الإعلاميين والكتاب، عاصفة من الانتقادات الحادة لأداء الرئيس عبدالفتاح السيسى ونظامه. ولاحت بوادر الصدام بين القوى الناعمة فى البلاد والنظام الحالى، الأمر الذى أدى إلى مهاجمة السيسى من خلال وسائل الإعلام. ترصد "المصريون" الانتقادات الحادة التى وجهتها الرموز المؤيدة للنظام: وعبر الدكتور محمد أبو الغار أحد أعمدة القوى المدنية فى مصر بعد 30يونيو في مقاله فيه عن شعوره باليأس أمام مشهد انهيار يصفه بوطننا تتفتت أوصاله "حزين عليك يا وطن". ووصف الإعلامي جابر القرموطى مقال "ابو الغار" بأنه شديد القسوة، قائلاً: "نحن فى منحدر رهيب يراه بوضوح كل من يستطيع التفكير ليست تلك الكلمات صادرة من رموز رافضة لثورة 30 يونيو فى مصر بل صادرة من أحد الرموز المدنية المؤيدة لنظام الرئيس عبدالفتاح السيسى". صوت آخر خرج ينتقد "النظام" على لسان الكاتب الصحفى عبدالله السناوى فى مقال قال فيه إن هناك ضغوطًا غربية على الرئيس السيسى بعدم استكمال مدته الرئاسية، مشيرًا إلى أنه فى هذه الأحوال لا يمكن استبعاد أى سيناريو مهما كانت قسوته بحسب قوله. السناوى، الذى دافع عن ترشح عبدالفتاح السيسى لرئاسة الجمهورية، وبشر المصريين به حذر فى آخر مقالاته من الانهيار المفاجئ للدولة، وحلل أسباب هذا الانهيار من انكشاف الدولة تحت ضغط الأزمة الاقتصادية وانسداد القنوات السياسية. وطرح السناوى تساؤلاً عن مدى قدرة النظام الحالى على البقاء فيما يشير إلى ما وصفه بالنزوع المتصاعد لدى بعض الأطراف الغربية بالضغط على الرئيس عبدالفتاح السيسى لعدم استكمال فترة رئاسته. كما شهد التليفزيون الرسمى لهجة غير معتادة على لسان حال إحدى مذيعاته، وهي الإعلامية عزة الحناوى، التى انتقدت الرئيس السيسى ووصفته بالتقاعس عن أداء عمله منذ توليه حكم البلاد. واللافت للانتباه هو التحول البارز فى خطاب عدد من الكتاب والصحفيين والرموز السياسيين وارتفاع أصواتهم بانتقاد فشل النظام الحالى، أو التنبيه إلى انهيار الدولة المتواصل بينما كانوا أبطالاً فى صناعة المشهد ومن أبرز داعمى الرئيس السيسى. لهجة مماثلة تبرز فى مقالة عبدالناصر سلامة رئيس تحرير جريدة "الأهرام" السابق، والذى يطالب السيسى بمواجهة الشعب وإعلان خطته للتعامل مع العديد من الأزمات التى تواجهها البلاد كأزمة سد النهضة وتدهور سعر صرف الجنيه وحالة الاستقطاب السياسى وذلك بدلاً من الحديث عن إنشاء الأحواض السمكية والمساكن الشعبية التى يرى "سلامة" أنها مهمة مستويات تنفيذية أدنى كرؤساء المدن أو المحافظين. كما خرج عماد أديب عن صمته الذى كان يغلب عليه طابع دعم السيسى المنقذ المخلص فقط، لكن منذ عزوف الناخبين عن الإدلاء بأصواتهم فى الانتخابات البرلمانية، ظهر اهتزاز بعض الإعلاميين الذى بدا أنهم معارضون للنظام، واكتساب الشعب المصرى لصفهم حال خروجهم وإسقاطهم. هذا الكم من الانتقادات المتصاعدة للنظام الحالى من أطراف ظلت تطرح تساؤلات حول السبب فى التغيير المفاجئ فى لهجة خطابه وما إذا كان يمثل قذفًا من سفينة توشك على الغرق كما يصورها بعض المراقبين والمحللين، أم هى مجرد اعتراف من واقع لا مفر من إنكاره يطغى على كافة مناحى الحياة وتظهر تأثيراته فى الشارع المصرى يومًا بعد يوم.