أثارت دعوة حمدين صباحي، مؤسس "التيار الشعبي"، والمرشح الرئاسي السابق، لإطلاق بديل سياسي تحت مسمى "معًا لنصنع البديل"، موجة من الجدل السياسي في مصر. فيما طرح البعض تساؤلًا حول ما إذا كان السياسي ذو التوجه الناصري سيضع يده في يد الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح، زعيم حزب "مصر القوية"، الذي حل وراءه خلال انتخابات الرئاسة في 2012، بعد أن اتفق المرشحان السابقان للرئاسة على دعم عدد من القضايا، مما دعم من فكرة عودة التحاور بينهما. ففي ديسمبر الماضي، هاجم أبوالفتوح وصباحي، قرار الحكومة بإعادة الانتخابات اتحاد طلاب مصر، بعد حل الاتحاد. ووصف صباحي، قرار إعادة انتخابات اتحاد طلاب مصر، ب"التدخل الفج في إرادة الطلاب داخل الحرم الجامعي"، قائلاً: "مثل هذه القرارات تعبر عن سياسات "دولة مرتعشة تخوض معارك خاسرة مع شبابها، ما يدفعهم لليأس". بينما قال أبوالفتوح، إن "قرار حل الاتحاد يعتبر عدوانا على إرادة طلاب مصر بمنع اتحادهم المنتخب من مباشرة تمثيله للطلاب"، وأضاف أن القرار "انتقام من شباب ثورة 25 يناير"، واصفًا إياه بال"غباء السياسي". وبعد الهجوم الشرس على المستشار هشام جنينة رئيس الجهاز المركزي للمحاسبات، اثر تصريحاته حول حجم الفساد خلال 2015، رفض صباحي وأبوالفتوح تلك الاتهامات والهجوم الذي يتعرض له رئيس أعلى سلطة رقابية بالبلاد، وأعربا عن تضامنهما معه. وقال أحمد إمام المتحدث باسم حزب "مصر القوية"، أن مبادرة صباحي "معًا لنصنع البديل"، لم تطرح على الحزب بشكل رسمي، وفي حال تلقاها سيدرسها. مع ذلك، رأى أن "المبادرات التي يتم إطلاقها في الإعلام بغير دراسة حقيقية، محكوم عليها بالفشل بحكم تجارب سابقة". وعن مدى جدية عودة حمدين وأبوالفتوح للشراكة من جديد، استبعد إمام ذلك، مشددًا على ضرورة أن تحدث مراجعات أولاً للمواقف السياسية قبل التحدث عن إمكانية ذلك، لاسيما أن صباحي مشارك في السلطة الحالية ومحلل لها منذ الانتخابات الرئاسية، وفق قوله. فيما قال السفير معصوم مرزوق القيادي ب "التيار الشعبي" ردًا على تساؤل حول إمكانية أن تكون مبادرة "معا لصنع البديل" بداية لعودة الشراكة بين صباحي و أبوالفتوح، قائلاً: "المبادرة منفتحة على كل الأطياف". وشدد على أن "المبادرة ليست معبرة فقط عن صباحي وأنها تشمل كل أحزاب التيار الديمقراطي"، وقال إن "القائمين على المبادرة لن يضعوا يدهم في كل من يعتبر 25يناير مؤامرة أو 30 يونيو انقلاب، مع احترام الرأي الآخر". وأوضح مرزوق، أن مبادرة "معًا لنصنع البديل" تم إطلاقها بعد فترة إعداد استغرق شهور شارك فيها أحزاب "التيار الشعبي" و"الكرامة"، كما أشرف على صياغتها شخصيات عامة سياسية واجتماعية وفنية كبيرة، ذلك للعمل على الخروج من عنق الزجاجة بعد الانتكاسات في ملفات الحريات و حقوق الإنسان، أو مجالات الاقتصاد. وأشار القيادي إلى أن "المبادرة مقدمة لأغلب القوى السياسية الممنوعة من المشاركة السياسية ومحاولات إسكات الصوت الآخر"، لافتًا إلى أنها "تعطى أمل لكل الأطياف السياسية والمواطن المصري"، متوقعًا أنها "سوف تجد قبولًا كبيرًا بين الأحزاب لاسيما أحزاب التيار الديمقراطي الذي يضم أحزاب اليسار ويسار الوسط ويمين الوسط". وأكد مرزوق أن الأحزاب ستتحرك خلال الفترة المقبلة على لتوسيع دائرة الحوار حول فكرة المبادرة و طرحها أمام الشعب، موضحًا أنه من الوارد خلال الفترة القريبة الإعلان عن مؤتمر صحفي للكشف عن بنود المبادرة وتفاصليها. وكان حمدين صباحي، المرشح الرئاسي السابق، قال في تصريحات سابقة، إنه لايريد أن يتشارك في حوار مع عبد المنعم أبوالفتوح، متمنيًا أن يكون الحوار مع كل رجل وطني، معتبرًا أبوالفتوح رجل محترم جدًا، مشيرًا إلى أنه من أجل الدخول في هذا الحوار، فأننا نريد القول بأننا نحترم الشعب بنفس الطريقة، فإن الشعب الذي قام ب25 يناير هو من قام ب30 يونيو.