تابعت بكل الإعجاب والتقدير الحملة الصحفية المتميزة التى تقودها جريدة (المصريون) المحترمة حول التمويل الأجنبى المشبوه، الذى اخترق معظم – إن لم يكن كل – القطاعات فى مصر، خاصة مجال الإعلام والصحافة.. حيث كشفت الجريدة وبالوثائق عن قيام أجهزة ومؤسسات أمريكية بإنفاق ملايين الدولارات لدعم صحف مصرية خاصة، باعتبار أن دعم وتوجيه الإعلام المصرى مسألة بالغة الحيوية والخطورة بالنسبة للمصالح الأمريكية، وكشفت عن المقابلات السرية التى عقدها الناشر "هشام قاسم"، الذى كان قد أسس مع آخرين صحيفة "المصرى اليوم"، وأوضحت الوثائق أن هشام قاسم اشتكى للخارجية الأمريكية من ضعف الإمكانيات المادية للصحافة الخاصة فى مصر فى مواجهة الصحف القومية، فقررت الإدارة الأمريكية تخصيص مبلغ "16 مليون دولار" (حوالى 97 مليون جنيه مصرى) فى عام 2006 لدعم الصحافة الخاصة المصرية.. ويخطئ من يتصور أن هذا الدعم الأمريكى خاصة والأجنبى بصفة عامة قد توقف بعد عام 2006 أو أنه اقتصر على الصحافة الخاصة فقط، بل وصل الأمر إلى الفضائيات الخاصة منذ سنوات وحتى الآن.. ولذلك فإننى أطالب كل الصحف والأقلام الشريفة فى مصر أن تفتح بكل الشفافية هذا الملف الخاص بالدعم الأمريكى والأجنبى للإعلام المصرى منذ سنوات وحتى الآن، وأؤكد أن هذا الملف لو تم فتحه سوف يكشف عن فضائح يندى لها الجبين، ويكشف عن صفقات مخجلة لكتاب وإعلاميين كبارًا- لدى بعض أسمائهم - باعوا أنفسهم لأعداء مصر، وخانوا شرف مهنتهم وسخروا مواهبهم لتدمير مصر والترويج لتنفيذ مخططات خارجية تحت ستار المطالبات بالحرية وحقوق الإنسان. وفى هذا السياق، أشير إلى أن إحدى هذه الصحف التى صدرت منذ حوالى سبع سنوات ولا توزع حتى الآن أكثر من (500) نسخة يوميًا تحصل على دعم خارجى بعشرات الملايين سنويًا، والدليل على ذلك أن رئيس مجلس إدارتها قد أبلغ مجلس تحريرها صراحة ومنذ بدايتها أنه لا يريد توزيعًا بل يريد الترويج ومتابعة نشاط المجتمع المدنى فقط.. وللعلم أيضا فإن تلك الصحيفة تخصص لها ميزانية شهرية تقترب من المليون جنيه، رغم أنها لا تحظى بأى إعلانات، وأرقام توزيعها هزيلة للغاية. والمؤكد أن تلك الجريدة ليست الوحيدة بل هناك العشرات من الصحف والفضائيات التى تتسابق للحصول على تمويل خارجى للصحف وللكتاب العاملين بها لتنفيذ أجندات خاصة هدفها اختراق وتدمير مصر وإسكات صوتها إلى الأبد.. إننى أطالب نقابة الصحفيين، وكذلك المجلس الأعلى للصحافة ووزارة الإعلام بالتعاون مع كل الأجهزة الرقابية والقضائية لكشف خفايا هذا الملف ليعرف الناس الحقيقة ليرفعوا القبعات للمحترمين منهم، ولتتم تعرية الفاسدين من الكتاب والإعلاميين الذين تاجروا بآلام الشعب وأوجاع أبنائه البسطاء مقابل حفنة من الدولارات والإسترلينى واليورو.. وإذا كنا نريد حقًا أن نثبت للعالم أننا قمنا بثورة عظيمة، والتى سنحتفل بذكراها الأولى خلال الأسبوع القادم فعلينا أن نفتح هذا الملف بكل شفافية لنعرف حقيقة هؤلاء الإعلاميين والكتاب الفاسدين، وكذلك الصحف التى يدعى مالكوها أنهم رمز الطهارة والشرف، وأنهم يضحون بالغالى والنفيس من أجل مصر على غير الحقيقة. Tarabiam @yahoo.com