لا حديث فى أى مكان الآن إلا عما يمكن أن يحدث فى 25 يناير القادم. وقد تحول الجميع إلى خبراء ومحللين ومنجمين أيضا لما يمكن أن يحدث فى هذا اليوم الذى هو الذكرى الأولى للثورة. ووصل الأمر بالبعض إلى إرسال تحذيرات ورسائل تدعو إلى اتخاذ الحذر فى هذا اليوم تحسبا لتكرار ما حدث فى الأسابيع التى أعقبت 25 يناير الماضى. وانقسم الناس بالطبع، وكما هى العادة إلى فريقين، فريق يرى أن هناك سيناريوهات مخيفة قد تنجم عن احتفالات هذا العام ومخططات تهدف إلى أحداث عنف وفوضى فى البلاد والصدامات محتملة مع الجيش تجبره على العودة إلى الثكنات وتسليم السلطة خلال الأشهر القادمة إلى رئيس مجلس الشعب المنتخب أو لمجلس رئاسى مؤقت. وفريق آخر يرى أن شيئا لن يحدث، وأن هناك فزاعة لإخافة الشعب من الثورة والثوار، وتحميل الثورة مسئولية كل هذا القلق والمتاعب التى نمر بها. وجاء المتحدث الإعلامى لحركة 6 إبريل محمود عفيفى لينضم للفريق الثانى ويقول إن هناك محاولات لإشعار المصريين بأن 25 يناير سيدمر البلاد، وأن وسائل إعلام لا تزال يستخدمها المجلس العسكرى هى التى تحاول تشويه الثوار وشيطنة الثورة وتخوين الثوار. وقال إن الحركة تقوم بجولات فى المحافظات لتهيئة الشارع والتوعية بكيفية الاحتفالات القادمة، موضحا أن الفترة التى نعيشها هى من أكثر الفترات حرجا فى تاريخ البلاد. وهى تصريحات تنأى بالحركة عن أية خطط ومخاوف يتحدث عنها البعض، وتؤكد أن الحركة تشاطرنا نفس المخاوف من أن الصورة الحالية للبلاد هى صورة ليست بالقاتمة ولكنها ليست أيضًا بالوردية، فنحن أمام مفترق طرق بالغ الخطورة والانحدار فى كل مسالكه ويدعونا إلى التزام الحيطة البالغة حتى لا ننحدر جميعا إلى هاوية سحيقة. ونحن ونأمل وندعو إلى أن تستمر الحياة بشكل طبيعى طوال الأسبوع القادم، وأن نعمل على أن تكون الاحتفالات هى استمرار لروح الثورة فى البناء وليس الهدم، وأن نوقن أن استمرار حالة الطوارئ فى أجهزة الدولة وفى المؤسسات العسكرية والأمنية يعنى مزيدًا من الإنفاق والضغط المادى فى وقت بدأت فيه خزينة الدولة تعانى من نضب الموارد. إن الاحتفال بالذكرى الأولى للثورة يجب أن يكون رمزيا للتأكيد على حقيقة واحدة وهى أن الثورة مازالت قائمة وأن الملايين التى خرجت من قبل لإسقاط النظام السابق على استعداد للعودة إلى التحرير مرة أخرى إذا لم يكن هناك التزام بتعهدات الانتقال السلمى للسلطة وإذا كان هناك تراجع عن الالتزام بمطالب الثورة. إننا نؤمن بأن هناك الكثير من القوى والجهات التى تتعارض مصالحها مع الثورة والتى وجدت فيها تحجيما لنفوذها وامتيازاتها ومكانتها، وهى قوى تجمعت وستتجمع من أجل انتهاز أى فرصة ممكنة لدمغ الثورة والثوار واتهامهم بحرق وتدمير مصر، ولكن يمكن تفويت الفرصة على كل هؤلاء المتربصين بالثورة والثوار فإن الطريق الوحيد هو التهدئة والاحتكام لصوت العقل، حتى لا تفشل ثورة ساندتنا فيها العناية الإلهية فى وقت كنا فيه نؤمن بأن عصر المعجزات قد انتهى..!! [email protected]