على الرغم من الانتقادات الشعبية لأى مرشح محتمل يحمل خلفية عسكرية لكنه أصرّ على خوض التجربة، مؤكدًا أنه يحمل برنامجًا يقود مصر لاجتياز المرحلة الانتقالية.. حسام خيرالله وكيل جهاز المخابرات السابق يرى أن منظمات المجتمع المدنى لم تقدم لمصر شيئًا خلال 30 عامًا، ويؤكد أنه ليس "دوبلير" لعمر سليمان على الرغم من دوره الكبير فى خدمة البلد، وأعرب عن عدم ممانعته فى أن يكون نائب الرئيس إسلاميًا فى حال فوزه بالرئاسة فى الوقت الذى أشاد المرشح المحتمل بدور المجلس الاستشارى لكونه ينير الطريق ل"العسكرى" .. حاورت "المصريون" حسام خيرالله المرشح المحتمل للرئاسة .. فإلى نص الحوار • هناك خوف وترقب كبير من 25 يناير المقبل .. ما توقعاتك لهذا اليوم؟ فعلا، الأمر يدعو للقلق .. كنتُ فى مقابلة مع إحدى القنوات وقبل اللقاء سمعت بعض المداخلات الهاتفية لبعض المواطنين تنادى بمواجهة الشرطة والجيش حتى إننى سمعت من يقول: فليمت مليون مواطن حتى نعيش بكرامة وهذا منطق غريب ودعوات للتخريب يجب أن يعيها الناس ويعرفون أن وراءها من لا يريد الاستقرار لمصر، صبرنا 30 عامًا فلماذا لا ننتظر 5 شهور، فالدم المصرى غالٍ ولن نسمح بإراقته ولا يجوز السير وراء المروِّجين لها وعلى العسكرى أن يتحدث إلى الناس ويوضح الحقائق، فله رصيد كبير لدى الشارع..هذا أولاً، ثانيًا لابد للأحزاب الإسلامية التى حازت على ثقة الشعب فى انتخابات مجلس الشعب أن تتحمل مسئوليتها مع الناس وأن تتواصل معهم، وأتمنى أن نعيد الوجه الحضارى لمصر، فبعد الثورة قام الشباب بنتظيف الشواع وهذا أسلوب أبهر العالم وأوضح الصورة الحضارية للمصريين بشكل غير مسبوق. • هل تؤيد قرار الجيش ترك الميدان يوم 25 يناير للجان الشعبية؟ هذا قرار أعتبره صائبًا، لأنه من الممكن أن تحدث مناوشات أو احتكاكات مع البعض وكما حما الشعب مصر أيام جمعة الغضب وما بعدها سيحمى أيضًا مصر فى 25 يناير المقبل. • هذا بالنسبة لميدان التحرير، ماذا عن ميادين الإسكندرية والإسماعيلية والسويس وغيرها؟ التأمين هنا من واجب الشرطة وهو واجب أساسى لها، فوجود الجيش مؤقت لحين تعافى الشرطة وليست هذه مسئوليته، وهذا ما يُرجح فكرة التواصل مع الناس حتى يقوم الناس والأحزاب بدورهم فى هذه العملية. • بخبرتك العسكرية والمدنية، ما أسباب التوتر الحادث فى العلاقة بين الجيش والشعب فى الفترة الأخيرة؟ الجيش تحمَّل مسئوليته فى حماية الثورة فى بدايتها ويقوم الآن بدوره فى هذه المرحلة، ولكن لكلٍ وجهة نظره، فالجيش يرى أن الأمور لابد أن تسير بشكل مُعين، بينما يرى غيره أنها تسير بأسلوب آخر، فالاختلاف هنا يجب ألا يفسد للودِّ قضية، لكن الجيش كل ما يهمه الآن هو أن يسلم السلطة لرئيس مدنى فى يونيو من العام الحالى. • دعنى أحدثك بكل صراحة، البعض يرى أنك "دوبلير" لعمر سليمان نائب السابق لرئيس الجمهورية ورئيس المخابرات السابق فما رأيك؟ هذه إشاعة ولا أعرف من وراءها، فقد خرجت من الخدمة فى جهاز المخابرات العام عامة 2005 ولم يتم التجديد لى بعكس آخرين، ولست دوبليرًا لعمر سليمان ولا غيره. • أريد منك شهادة للتاريخ، لقد تعاملت مع عمر سليمان عن قرب.. فكيف تقييمه الآن؟ هذا الرجل قام بأدوار هامة فى قضايا محورية وقام بدوره فى خدمة مصر وهذه شهادة منى لله ثم للتاريخ. • قصر الرئاسة أصبح يمثل عقدة للشعب المصرى فهل ستسكن فيه حال فوزكم فى انتخابات الرئاسة؟ أقول لك بكل صراحة لن أسكن فى قصر الرئاسة ولكن سأقيم بالقرب منه، حتى أقلل الإنفاق وإلغاء المواكب الرئاسية وكما يفعل الرئيس الأمريكى يسكن فوق البيت الأبيض بدور واحد حتى يكون على استعداد دائم لأى مشاكل طارئة، بعكس مبارك الذى كان يتسبب فى عطلة المرور لعدة ساعات فى كل مرة يتحرك فيها من وإلى القصر الجمهورى . • ما رأيك فى أداء المجلس الاستشارى؟ المجلس الاستشارى سيُنير الطريق أمام المجلس العسكرى، وتم تغيير بعض أعضائه ولكن إحنا ينطبق علينا مثل "لايعجبنا العجب". • حملات التفتيش الأخيرة للمنظمات الحقوقية أثارت حالة من الجدل داخل المجتمع المصرى، فكيف تراها؟ ماذا فعلت المنظمات الحقوقية لمصر، لم نسمع عنها من قبل هى فقط تشجب وتدين، ثم إنها لا تحمل تراخيص ممارسة نشاطها، فإذا كانت تريد أن تستمر فى مصر فعليها سلك الطرق القانونية والشرعية . • بمناسبة الحديث عن التمويل كيف ستقوم بتمويل حملتك الانتخابية؟ قمتُ بتقليص مدة الحملة الانتخابية إلى 6أشهر فقط، لأننى ليس لى مصادر تمويل، لذلك سوف أقوم بضغط فترة الدعاية الانتخابية، وأعلم أن ذلك سوف يأتى على حساب صحتى ولكننى مضطر لذلك ولا شىء غير أسرتى وأصدقائى، ولكن من الأنباء المبشرة بالنسبة لىَّ فى هذا الأمر أن هناك العديد من الأشخاص بدأوا فى دعمى والسؤال عن رقم حسابى فى البنك لتقديم الدعم المادى المناسب، ومن هنا فأنا أرى أن التواصل المستمر بينى وبين الشارع سيُولد قناعة بى كمرشح وتولد قناعة لدى رجل الشارع أن دعمه لى سيكون فى صالحه مستقبلاً، رغم أن بعضًا من مرشحى الرئاسة الآخرين يتلقون أموالاً وتمويلاً من الخارج، وبالتحديد من دولة عربية. • ولكن ما تقييمك لمرشحى الرئاسة المحتملين؟ ألم تر فيهم من هو أجدر منك لقيادة البلاد فى هذه المرحلة؟ مع كامل احترامى لهم جميعًا، فكلهم شخصيات لها ثقلها السياسى والاجتماعى، ولكنى لو ارتأيت فى أحدهم من يستحق هذا المنصب وأجدر منى به لما رشحت نفسى، ولتعلم أن الرئاسة لم تكن يومًا مغنمًا، ولكنها مغرم يحمل تبعاته من قدر له الله ذلك، خصوصًا فى هذه المرحلة الحرجة التى تمر بها البلاد، فمن سيحمل هذه المسئولية لن ينعم ببلد قوى اقتصاديًا ولكن مصر فى هذه الفترة تحوطها الأزمات من كل جانب، فقد ورثنا عبء ثلاثين عامًا من البيروقراطية التى أثرت على مصر كثيرًا، فلم يعد ينفع الآن الجلوس على المكاتب، فالحل الوحيد هو التواصل مع الناس. • هناك تصريح لك تتهم فيه المرشحين المحتملين للرئاسة بأن تصريحاتهم عنترية..لماذا؟ نعم.. بعضهم تصريحاته عنترية، فحين يقول أحدهم إنه سيقرر إلغاء اتفاقية السلام فهو لا يُدرك البعد الاستراتيجى وما يترتب على ذلك القرار من عواقب، فضلا عن أنه سوف يقحمنا فى صراع لا قِبل لنا به فى الفترة الحالية، فهو يعمل على دغدغة مشاعر المصريين . وقس على ذلك أمورًا أخرى وتصريحات نسمعها بين الحين والآخر . • ظهرت دعوات وبإلحاح لإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، ما رأيك فى هذه الدعوات؟ ليست ذات فائدة أو مضمون جدى وهذا أمر لن يحدث، فقد كانت هناك دعوات للدستور أولا حتى لا يكون لدينا ديكتاتور آخر، فجأة تحولت المطالب إلى انتخابات رئاسية قبل الدستور عندما أصبح لدينا مجلس شعب يستطيع بناء دستور جديد. فهذه حيل مفضوحة وألاعيب مكشوفة . هل ترى أن البرلمان الذى تم انتخابه معبر من وجهة نظرك عن طوائف الشعب؟ على الأقل بنسبة 80% وهذا يعتبر جيدًا جدًا، فالانتخابات فى العالم كله من الممكن أن تحدث فيها بعض التجاوزات وهذا أمر طبيعى، وفى البرلمان المقبل نستطيع أن نجعله معبرًا عن الشعب بنسبة 100% ، فهذه فى الفترة الحالية نسبة ممتازة. والإسلاميون فازوا لأنهم التحموا بقوة مع الشارع وكانوا من أشد معارضى النظام السابق، لذا تعاطف معهم الشارع وهم فصيل منظم لم يستفد منه النظام السابق. • أيهما أفضل لمصر النظام البرلمانى أم الرئاسى أم المختلط؟ أرى أن النظام البرلمانى الرئاسى هو الأفضل فى الوقت الحالى، نريد نظامًا يشبه النظام الفرنسى فى الحكم تقسم السلطات فيه بين البرلمان ورئيس الجمهورية، لا يمكن أن نترك سلطات رئيس الجمهورية 62%، فنحن نريد أن تكون سلطات الرئيس متناسبة مع البرلمان ومع من حوله من الوزراء، لنلغى العبارة الشهيرة "بناء على تعليمات السيد الرئيس"، ففى أمريكا مثلا وزيرة الخارجية هى المسئول عن السياسة الخارجية بمعنى أنك تعطى سلطة للجهة التنفيذية وتقوم بمحاسبته عليها . • منصب نائب الرئيس أحد المناصب المثيرة للجدل ففى حال فوزك بالرئاسة من ستختاره نائبًا؟ أقولها من الآن فى حال نجاحى فى انتخابات الرئاسة فى خلال 60 يومًا سأعلن عن نائبى وسأختار ثلاثة نواب من الشباب، ولا أمانع أن يكون نائبى إسلاميًا. • كيف سيكون رد فعلك إذا ما أجمع مجلس الشعب على إلغاء اتفاقية كامب ديفيد؟ فى هذه الحالة لا بد ألا يكون هذا قرار فرديا، لا بد أن يكون هناك إجماع عام، لأن الشعب المصرى هو الذى سيتحمل تبعات هذا القرار .. فقرار مثل هذا لا بد أن يستفتى عليه الشعب المصرى كله، فالسلام هو فرصة للبناء، فالعالم ليس قوة عسكرية .. والهدف من وجود القوة العسكرية هو حماية السلام. • ولكن هناك بعض الأصوات تطالب بتعديل الاتفاقية فقط؟ لا مانع من التعديل ما دام باتفاق الطرفين وعلى فكرة موجود فى الاتفاقية أحقية كل طرف فى طلب التعديل مع الطرف الآخر . • قضية تصدير الغاز للكيان الصهيونى من القضايا التى أثارت سخط الرأى العام على النظام السابق فهل ستواصل تصدير الغاز لإسرائيل؟ الشعب لا يريد ذلك فهو أولى به من غيره وفى نص معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل، المادة 4 تنص على أنه يتم بناء على طلب أحد الطرفين إعادة النظر فى ترتيبات الأمن المنصوص عليها فى الفقرتين 1 ، 2 باتفاق الطرفين، ثم إن هذه الاتفاقية ليست ثنائية فلابد أن تحسب حساباتك جيدًا، من ناحية الظروف الدولية والمصالح، خاصة أن الاتفاقية برعاية أمريكية. • ما ملامح السياسة الخارجية، خاصة مع أمريكا وهل أتى اليوم الذى نتخلص فيه من سياسة التابع والمتبوع؟ لن نكون تابعين إذا حققنا الاكتفاء الذاتى، وهو ما سأتبعه إذا وفقت وأصبحت رئيسًا فسيتم بناء مصر من الداخل وسنصبح دولة ذات ثقل سياسى واقتصادى وعسكرى ولن نكون تابعين لأحد .