ندد حقوقيون وأدباء بإجراءات القبض على الروائى أحمد ناجى على خلفية نشر روايته الأخيرة، وأكدوا أن مصر تعيش فترة من أسوء الفترات فى حرية التعبير، وأكدوا خلال مؤتمر "يوم الحرية" الذى عقدته نقابة الصحفيين اليوم الخميس تحت اشراف لجنة الحريات تضامنهم مع الفكر والمفكرين. قال خالد البلشى, وكيل لجنة الحريات بنقابة الصحفيين, إن قضية الحرية فى الأساس قضية مهنية فى الأساس ويجب عدم تفتيت المشهد بين الدفاع عن حرية الصحفيين وحرية الكتاب، مشيرا الى أن المشهد العام فى الدولة يكشف عن وجود عوائق وإغلاق للابواب فى وجه من يقول رأيه بحرية وفى وجه المبدعين. وأضاف البلشى فى تصريحات له خلال مؤتمر "يوم الحرية" الذى تقيمه النقابة اليوم , أن 42 صحفيا بين محبوس وبين آخرين مهددين بالحبس هى حصيلة بداية هذا العام مؤكدا على أن المؤتمر لم ينعقد لأجل أحمد ناجى فقط ولا لأجل الصحفيين فقط ولكن لأجل الحريات التى باتت مهددة فى دولة مصر. وأشار "البلشى" إلى أننا أمام هجمة تستهدف المنظمات المدنية , والنقابات ,والمراكز البحثية معلنا ان التعليق الذى يصف المشهد العام للحريات تلخص فى جملة "ماتسمعوش كلام حد غيرى". وتابع: لا يجب أن تخضع الدولة لهيمنة فرد واحد ونريد حرية للجميع حرية سقفها القانون والدستور , قيل لنا أن الدستور يدافع عن الحريات ولم نر ذلك وقيل لنا أنه يدافع عن الحقوق وهاهى قد سلبت وضاعت قيل لنا أنه ستكون هناك قوانين تسهم فى نمو الاقتصاد ولكن ما نراه هو العكس . وأضاف وزير الثقافة حلمى النمنم خلال كلمته بالمؤتمر,أن وجود عقوبة على الكتابة والتعبير أصبح لا يناسب هذا العصر مشيرا إلى أن هناك آلاف الكتب من التراث القديم مليئة بكل ما يخدش الحياء . وقال جمال فهمى , عضو مجلس الصحفيين الأسبق , أن كل مواطن له الحق فى الحرية والتنفس حتى يمكن ان ينتج أفكارا جديدة وحتى يتمكن من الإبداع معلقا على الأحكام الصادرة من القضاء "الأحكام دى موش من القضاء لا دى من القضاء والقدر " وأضاف "فهمى " فى تصريحات له خلال المؤتمر , أن هناك حالة من الظلام تخيم على حرية الفكر والتعبير تسود المشهد الآن فى مصر مؤكدا أن ما قمنا به من ثورات فى يناير 2011 و30 يونيو كان بسبب تلك القوانين التى تعطل الإبداع لدى المواطنين . وتساءل "فهمى " ماذا يعنى خدش الحياء العام للمجتمع ؟ , ان العديد من كتب التراث والأئمة والمشايخ لديهم كتب يذكر بها ألفاظ تخدش الحياء بما لا يدع مجالا لذكرها فالشخص يتورع خجلا من أن يتلفظ بها فى هذا المؤتمر مؤكدا أن مصر امام نوعين من الإرهاب نوع يستخدم السلاح والقنابل والقتل والتفجير وآخر هو إرهاب الفكر والذى يعد أقوى على الأمة من النوع الأول وقال محمود كامل, رئيس تحرير جريدة أخبار الأدب خلال كلمته فى المؤتمر, إن القضية ليست قضية أحمد ناجى ولا فاطمة ناعوت ولا إسلام بحيرى القضية قضية دستور غير مفعل مشيرا الى أن بعض أفراد الأمن قالوا لأحمد ناجى أثناء عرضه عليه والتحقيق معه "انتم خدشتوا حياء واحدة ولا ايه ؟ , طيب بدل ما تخدشوا حياءها كنتوا خلصوا وابقوا تعالوا " أى أن أفراد الأمن لا يفهمون معنى تهمة خدش الحياء العام للمجتمع .
وأضاف "كامل", قلت لأحمد ناجى أثناء عرضى معه على النيابة " أنا هطلع بغرامة وانت هتتحبس لأن الدولة مابتطبقش الدستور " موضحا أن "ناجى " كان يثق فى عدالة الدستور والقانون ولكنه فوجىء بصحة كلامى الذى خيب تلك الثقة .
وتابع , يجب على مجلس الوزراء أن يقدم استقالته لفشله الواضح فى تفعيل مواد القانون بمايتوافق مع الدستور مؤكدا على بطلان هذا المجلس الذى ارتضى انتهاك حرية الكتاب والمفكرين والصحفيين وهو الأمر المخالف لمبادىء ثورتى 25 يناير وثورة 30 يونيو .
واستشهدت دكتورة آمنة نصير , خلال كلمتها فى مؤتمر "يوم الحرية" , بقوله تعالى "لست عليهم بمسيطر" فى أن الدين أعطى المساحة الواسعة للإنسان فى حرية الاعتقاد وقوله تعالى "فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر" مشيرة الى أن الشخص لا يجب السيطرة الكاملة والمطلقة عليه من قبل شخص مثله حتى فى أدق الحريات وهى حرية الرأى والتعبير .
وأضافت "نصير " خلال كلمتها , أنها تبغض حبس الكتاب والمفكرين وسجنهم لذلة رأى أوبسبب خطأ فى فكره داعية الى التعامل معهم بالليونة فى القانون لا بالجفاف مطالبة بإيجاد روح القانون التى تقدر ذلات الأقلم والهفوات .
وقال جمال العدل , المنتج السينيمائى المعروف , فى كلمته بالمؤتمر أن وضع المفكرين وحريتهم فى مواجهة مع السلطات وطموح الدولة المدنية بات مهددا فى ظل الإنتهاك الصارخ للفكر والإبداع مشيرا الى وجود هجمة شرسة تتعارض وبشدة مع مواد الدستور والقانون ومبادىء الثورات السابقة .
وأضاف "العدل" أن هناك حالة من الظلامية تخيم على أجواء الحريات منذ بداية عام 2016 مشيرا الى توجيه عدة ضربات لحرية الفكر والتعبير بدأت بإسلام بحيرى المفكر , وفاطمة ناعوت الكاتبة , ورنا السبكى المنتجة السينيمائية , وانتهت بحبس أحمد ناجى الروائى بتهمة خدش الحياء العام للمجتمع .
وأشار "العدل " , الى أن حبس كاتب وروائى جريمة تخالف الدستور والقانون قائلا " اتحولنا لدولة حبس الكتاب والمفكرين وكل من يقول رأيه بحرية " موضحا أن يجب على تحمل الحكومة على عاتقها الحجر على الكتاب والمفكرين وتحول الجيل الحالى الى جيل يتم الإعتداء على حقوقه وحرياته تحت مزاعم مواجهة الإرهاب والتطرف .
وطالب "العدل" , بتطهير الدستور من كافة القوانين التى تتعارض مع الدستور مؤكدا على رفض كل أحكام الحبس ضد المفكرين والكتاب من قبل نقابات المهن الفنية واتحاد الكتاب واتحاد نقاد السينما. . وقال النائب محمد زكريا, خلال كلمته فى المؤتمر, إن هناك العديد من الممارسات والانتهاكات لحريات الرأى للكتاب والمفكرين مؤكدا على أنه لابد من وجود حرية الرأى والتعبير فى المجتمع والتى يكفلها القانون والدستور وطالب "زكريا " بإصلاح كل ما هو موجود فى قوانين العقوبات والذى نتج عنه عمليات مصادرة لتلك الحريات معلقا " لما يتم إغلاق مسجد الحسين فى عاشوراء بسبب الخوف من التشيع اذن الأمر أصبح خطيرا ".
وقال الكاتب والروائى ابراهيم عبدالمجيد , فى تصريحات له أثناء مؤتمر "يوم الحرية", إن ما يحدث الآن للكتاب والمفكرين فى مصر موش عبث دا "هبل لا مؤاخذة" ولابد من التفريق بين كلا من الرؤية والرأى مشيرا الى ان موضوعات ازدراء الاديان فى عهد الإخوان لم تصل الى حد المحاكم والحبس بينما نراها الآن تصل الى حد الأحكام النهائية وهو مايدل على أن الدستور بات مليئا بالمواد الغير مفعلة. وأضاف "إبراهيم " فى كلمته على منصة المؤتمر , أن من يستطيع أن يعيش فى ظل النظام الحالى هو الشخص الانتهازى فقط معلقا : "لقد أعطيتم أنفسكم الحق عن الكلام فى الأدب والفكر فلا تحاسبونا إذا عندما نتحدث فى السياسة" موضحا ان الدولة أصبحت تعانى من القبضة الحديدية المركزية والتى اذا ما دخلت مجال الرأى أفسدته.