وحقوقي: هناك ما يقرب من 2000 بلاغ يخص اعتقال الأطفال فى سابقة هى الأول من نوعها, حكم القضاء المصري بالمؤبد على طفل لا يتجاوز عمره الأربع سنوات, بتهمة التحريض على العنف وقتل أربعة أشخاص والشروع في مقتل 8 آخرين. ولم تكن هذه القضية الأولى التي يتم الزج فيها بأطفال لكنها كانت الأغرب على الإطلاق, حيث يتعرض الأطفال في مصر عقب الأحداث السياسية التى شهدتها البلاد خلال الفترة السابقة للاعتقال والتعذيب بتهم اعتبرها الكثيرون غير منطقة. ووصل عدد بلاغات قضايا الأطفال على مستوى نيابات القاهرة إلى 1000 و2000 بلاغ على حد قول حقوقيين مختصين في قضايا الدفاع عن الأطفال. ورصدت "المصريون" البعض من حالات اعتقال الأطفال. الطفل منصور 3 سنوات و5 أشهر تحت القبضة الأمنية حكمت محكمة غرب القاهرة على الطفل يدعى منصور قرني أحمد علي، عمره 3 سنوات و5 أشهر فقط، بالسجن المؤبد, بتهمة قتل 4 مواطنين والشروع بقتل 8 آخرين، وتخريب ممتلكات عامة، أثناء تظاهرة في محافظة الفيوم. معتقل التيشيرت بعد عامين من التحقيق يحول لأمن الدولة "معتقل التيشيرت" هكذا لقب الطفل محمد محمود أصغر سجين فى مصر, بعد أن تم اعتقاله بسبب ارتدائه "تيشيرت" مكتوبا عليه "25 يناير". محمود محمد، الذى لم يتجاوز ال18 عامًا عندما تم إلقاء القبض عليه فى الذكرى الثالثة لثورة 25 يناير عام 2014. وتم اعتقال محمود فى كمين بمنطقة المرج مع أحد أصدقائه، أثناء توجهه لمنزله فى محافظة القليوبية، وبعدها تم اقتياده إلى قسم شرطة المرج، والذى تعرض فيه لاعتداءات جسدية بدأت بالضرب بالأيدى والصعق بالكهرباء فى مختلف أنحاء جسده، هذه الاعتداءات استمرت لفترة تواجده فى لفترة، حتى تم نقله إلى سجن أبو زعبل. محمود ظل عامين فى السجن حتى قامت السلطات مؤخرًا بتحويل قضيته لأمن الدولة بعد عامين من الاعتقال. اعتقال أكرم لكشفه عن اعتقال وتعذيب 200 طفل كان أكرم من ضمن الأطفال الذين أصبحوا تحت القبضة الأمنية منذ العام 2015 , أكرم إبراهيم الصاوى طفل لا يتجاوز عمرة ال14 عامًا تم اعتقالة مرتين, فى المرة الأولى كانت التهمة قطع الطريق الدائرى, المرة الثانية كانت بسبب كشفة لتعذيب واعتقال أكثر من 200 طفل رآهم داخل مكان احتجازه. وقال أكرم فى شهادته: "معسكر بنها عبارة عن 3 أدوار، الدور الأول والثالث سياسى واللى فى الوسط عساكر مسجونين، وكل زنزانة فيها حوالي 25 واحدًا، الموجودون هناك وسنهم صغير ييجو 200 واحد، كان فيه واحد بس أصغر منى عنده 13 سنة، وواحد كبير حوالي 20 سنة اسمه حسين". الطفل صهيب.. عامان خلف القضبان يواجه صهيب نفس مصير زملائه المعتقلين, صهيب يبلغ من العمر 17 عاما وتم إلقاء القبض عليه منذ عام 2014 وهو ابن الخامس عشر من عمرة, بتهمة الانتماء لجماعة الإخوان المسلمين. تعرض صهيب للتعذيب داخل السجن, حتى أصيب إصابة بالغة فى رجليه وتحولت تلك الإصابة إلى عاهة مستديمة جعلته يجلس على كرسى متحرك. صهيب من مواليد 1998، مقبوض عليه من منزله منذ عامين، بتهمة الانتماء لجماعة إرهابية. اغتصاب مازن داخل المعتقل الطفل مازن محمد عبد الله, يبلغ من العمر 14 عامًا, تم اعتقاله بتهمة الانتماء لجماعة إرهابية. وأثناء اعتقاله منذ 2015 تعرض مازن للاعتداء الجنسي, والتعذيب والضرب المبرح. وهو ما أكدته عائلته، حيث قالت إنه تعرض للتعذيب مرارًا أثناء احتجازه، كما تعرض للصعق بالصدمات الكهربائية على أعضائه التناسلية، وتم الاعتداء عليه، كما أجبرته الشرطة على الاعتراف بالانتماء إلى جماعة الإخوان. وفى هذا السياق, قال أحمد مصيلحى محامٍ فى الائتلاف المصرى لحقوق الطفل, إن عدد الأطفال المعتقلين ازداد بشكل كبير, خاصة بعد احتجاجات يوم 3/7 وتظاهرات ال30 من يونيو, التى على إثرها تم اعتقال عدد ضخم من أطفال الإخوان المسلمين من مدارسهم أو من أمام المسيرات المشاركين بها, على الرغم أن كل ذلك مخالف للقانون لأن الطفل لا يمكن اعتباره إرهابيا. وأكد مصيلحى خلال تصريحات خاصة ل«المصريون», أن أغلب القضايا التى اعتقل فيها الأطفال, ما هى إلا قضايا سياسية فمنهم من اعتقل لارتدائه تى شرت رابعة العدوية ومنهم اعتقل لسيرة فى مسيرة مناهضة للحكم الحالى, وكل ذلك مخالف تمامًا للدستور والقانون. وتابع مصيلحى أنه هناك سابقة حدثت خلال حكم الرئيس عبد الفتاح السيسى, ولم تحدث فى مصر فى مختلف عصورها, وهى أن جميع الطلاب المعتقلين هم من طلاب المرحلة الإعدادية والثانوية بسبب آرائهم السياسية, في عمر يتراوح من 14 إلى 16 عامًا. كما أوضح أنه وفقًا للقانون, أنه توجد إدارة خاصة للأطفال فى وزارة العدل تسمى «الإدارة العامة لحماية الطفل», ومن واجبها حصر عدد الأطفال المعتقلين وحمايتهم وتوفير المكان الملائم لهم مع عدم تعريضهم للتعذيب والإهانات, لكل ما يعد مخالفا تمامًا لمهام تلك الإدارة فتلك الإدارة لم تحصر عدد الأطفال المعتقلين على الرغم أن عددا كبيرا جدًا حتى الآن, وبجانب أن الطفل المعتقل يعامل معاملة الكبار بالضبط ولا يفرق بينه وبين البالغين فى شىء من ناحية التعامل خاصة أنه هناك مؤسسة عقابية واحدة فى المرج تقبل عدد المعتقلين من سن ال15 حتى الثامن عشرة عام, وهذا غير قانوني لأن المكان لا يتسع للعدد الضخم من الأطفال المعتقلين, ما يتسبب لهم أمراض خطيرة. وأكد "مصيلحى", أن بلاغات قضايا الأطفال على مستوى نيابات القاهرة وصل إلى 1000 و2000 بلاغ على حد قول أحد المحامين المختصين فى قضايا الدفاع عن الأطفال.