شقيقة «دربكة»: «عشان 30 جنيهًا أمين الشرطة قتله».. ووالده: «أنا عاوز السيسي يجيب لي حق ابني» 30 جنيهًا أطلقت رصاصة الموت على شاب في العقد الثاني من عمره، ملامحه أبعد من أن تكون كلقبه «دربكة» رب منزل، قبل أن يكمل حتى العشرين، هو العائل لأسرته حيث إن والده مريض بالقلب الذي جعل طريحًا في فراشه، فلجأ باحثًا عن لقمة العيش الحلال والتي لم تسعفه مساعيه الطيبة في أول مشوار حياته، حيث بدأها كنجار مكاتب، لم تساعده في مواكبة مصاريف البيت، فاتجه إلى عمل يساعده على مواجهة أعباء الزواج، حتى يستطيع أن يكمل نصف دينه ويبدأ حياة كريمة، إلا أن اللقمة الحلال أصبحت تطلق رصاصة الموت على الساعين لها. فباتجاه محمد عادل الشهير ب«دربكة»، إلى العمل كسائق على عربية «سوزوكي» للمرة الأولى لم يكن يعي أنها ستكون الأخيرة أيضًا، فكالمعتاد يقوم بنقل الركاب إلى المكان المطلوب ولكن تبقى نقطة الخلاف الأبدية التسعيرة، أو ثمن المشوار ولأن الزبون ليس دائمًا على حق اختلف مع أحد الركاب - والذي كان يعمل أمين شرطة- على «30 جنيهًا» الأمر الذي لم يعجب «حاتم» - على نهج فيلم «هى فوضى»- فقد قرر في لحظة أن ينهي حياة «دربكة». ومن هنا وقفت عقارب الساعة عند أهالي الدرب الأحمر المنطقة، التي احتضنت «دربكة» وتربى فيها، ولم تعد تدق عقارب الساعة كل شيء وقف حدادًا حتى يأخذ كل ذي حق حقه، فتبقى القصة بعيون شاهديها أوضح وأدق. وروت شقيقة «دربكة»، التي ربته بعد وفاة والدته، ل«المصريون» قائلة: «شاب في الثالثة والعشرين من عمره وكان عريس هيتجوز الشهر الجاي ويسعى على رزقه وجلب المال لإتمام زواجه ولما اشتغل على عربية سوزوكي مات»، منهارة في البكاء بصوت لا يكاد يسمع من شدة البكاء والقهر بح صوتها، سردت تفاصيل الحادثة، قائلة: «رفض المقابل الذي عرضه عليه أمين الشرطة فقام أمين الشرطة بقتله دون رحمة ولا شفقه في قلبه»، ليترك وراءه والده مريض القلب. وفي الجنازة المهيبة التي شهدتها منطقة الدرب الأحمر، مئات الأشخاص تعاطفوا معه ضد الظلم وجور «الحواتم»، وحتى نعشه كان يطير يريد اللاحق بالجنة، إلى أن الإعلام لم ينقل الأمر صحيحًا، حيث قالت إحدى أقربائه أن المستشار مرتضى منصور، قال عليه إنه إرهابي ويستحق ذلك، وأكدت أن «محمد» ليس إرهابيًا بل شاب يسعى للبحث عن قوت يومه، مشيرة إلى أن جميع المحلات المجاورة للحادث قامت بتصوير الحادث كاملاً دون تزوير وتبين جميع الحقائق والأدلة. أما عن صديق العمر الذي لم تهدأ دموعه وأوجاعه على فراقه وكان شاهد عيان على الحقيقة، وهو رفعت أحمد من الدرب الأحمر، وكان معه أثناء الحادثة، روى ل«المصريون» قائلاً: «كنت مع محمد بنجهز عشان فرحه، فجاء أمين الشرطة طلب منه نقل بعض الأشياء حيث كان أمين الشرطة بجوارهم وأمره بذلك ولكن محمد رفض المقابل الذي عرضه عليه أمين الشرطة فقام برفع سلاحه مصوبًا على رأس محمد وقتله»، مضيفًا أنه حاول منع أمين الشرطة من قتل محمد ولكن لم يستجب له، مطالبًا بحق صديقه من هذا الشرطي. «وليد المخ» ابن عم «شهيد لقمة العيش»، أنه لأول مرة يقود سيارة نقل ركاب وذكر أن بداية الاختلاف بين محمد وأمين الشرطة على ثمن النقلة حيث طلب منه محمد 100جنيه ولكن الأمين رفض وأراد أن يدفع 70 جنيهًا فقط، فرفض محمد المبلغ فقام الأمين بقتله. «والد محمد» أنه يريد حقه وحق ابنه الذي كان يسعى علي رزقه يوميًا نظير 30 أو 40 جنيهًا يوميًا وبسبب رفض محمد على المبلغ الذى عرضه عليه أمين الشرطة فقام بقتله، موجهًا رسالة للرئيس عبدالفتاح السيسي، بأنه يريد حقه وحق ابنه ويطالب بإعدام أمين الشرطة.