قضايا الدولة تُهنئ الرئيس السيسي ب عيد الأضحى المبارك    إعلام لبناني: 13 غارة بمسيرات ومقاتلات إسرائيلية على ضاحية بيروت الجنوبية    الشوط الأول| إسبانيا تضرب فرنسا في نصف نهائي دوري الأمم الأوروبية    مأساة في وقفة العيد| بطلق ناري.. عاطل ينهى حياة جاره في القناطر الخيرية    أهل الفن والإعلام يقدمون واجب العزاء في سيدة المسرح العربي سميحة أيوب | صور    هند صبري تهنئ متابعيها بعيد الأضحى    مها الصغير تروج حلولها ضيفة مع منى الشاذلي | صور    عيد الأضحى المبارك 2025| سنن نبوية وشعائر دينية تملأ القلوب فرحة    نصائح مهمة للتعامل مع الُمصاب بضربة الشمس خلال مناسك الحج    الهلال يُغري نابولي بعرض خيالي لضم أوسيمين    مدحت بركات: زيارة الرئيس السيسي للإمارات تعكس التزام مصر بالتعاون العربي    زلزال ب جنوب إيطاليا يتسبب بانهيار جزئي ب موقع بومبي الأثري    المهيرى: اتفاقية للحفاظ على حقوق العاملين ب «اقتصاد المنصات»    مباشر مباراة إسبانيا ضد فرنسا في نصف نهائي دوري الأمم الأوروبية    مصطفى محمد يدعم الزمالك من مدرجات ستاد القاهرة في نهائي الكأس    «كل إناء ينضح بما فيه».. تعليق ناري من زوجة الخطيب على «سب» هاني شكري جماهير الأهلي    غرفة ملابس الزمالك قبل مواجهة بيراميدز في نهائي كأس مصر (صور)    مياه المنوفية: استمرار شحن عدادات المياه مسبقة الدفع خلال عيد الأضحى    قرار هام بشأن أسئلة امتحانات الثانوية الأزهرية في مطروح (تفاصيل)    بروتوكول تعاون بين «التضامن» و«التعليم العالي» ضمن الاستراتيجية الوطنية لمكافحة المخدرات    أستاذ تمويل: المنصة الإلكترونية لتراخيص الاستثمار مهمة لتعزيز بيئة الأعمال    بعد إطلاق ال5G.. مطالب برلمانية بإلزام شركات المحمول بعدم زيادة الأسعار    شيخ الأزهر يهنئ الرئيس السيسي والأمة الإسلامية بمناسبة عيد الأضحى    ورش وعروض فنية في احتفال ثقافة المنيا بعيد الأضحى    مخرجة «ريستارت» عن انتقادات مشهد ارتداء تامر حسني ملابس داخلية: أشكره على جرأته    الناتو يعزز قدراته في تدريب الطيارين والتعاون عبر الحدود الجوية    صلاة العيد يوم الجمعة الساعة كام في مصر؟ رسميًا بالتوقيت المحلي    صلاة عيد الأضحى 2025.. موعدها وطريقة أدائها وفضلها العظيم    أول زيارة للمستشار الألماني للولايات المتحدة    نصائح لإعداد المعدة، كيف نستقبل أكلات العيد دون مشكلات صحية؟    في العيد.. طريقة عمل لحمة الرأس بخطوات سهلة وطعم مميز    استشاري تغذية يحذّر من الإفراط في تناول اللحمة خلال عيد الأضحى- فيديو    "التنظيم والإدارة" يتيح استعادة كود التقديم في مسابقاته عبر بوابة الوظائف الحكومية    " صوت الأمة " تنشر أهم التوصيات الصادرة عن المجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية    إعلام إسرائيلى: مقتل جندى إسرائيلى متأثرا بجروح خطيرة أصيب بها فى غزة قبل 8 أشهر    وزير الخارجية الألماني يجدد مطالبته لإسرائيل بالسماح بدخول المساعدات إلى غزة    المجمع المقدس يؤكد على الرعاية المتكاملة ويُطلق توصيات جديدة للرعاية والخدمة والأسرة    نادي قطر يُعلن نهاية إعارة أحمد عبد القادر وعودته للأهلي    في إجازة عيد الأضحى.. حدود السحب والإيداع القصوى من ماكينات ATM    «الجيل»: ما يدور عن «القائمة الوطنية بانتخابات الشيوخ تكهنات تثير لغط»    يوم الرحمة.. كيف تستغل يوم عرفة أفضل استغلال؟    تنبيه بخصوص تنظيم صفوف الصلاة في مصلى العيد    المسرح النسوي بين النظرية والتطبيق في العدد الجديد لجريدة مسرحنا    تشيفو يقترب من قيادة إنتر ميلان بعد تعثر مفاوضات فابريغاس    «حلوان» و«حلوان الأهلية» تستعرضان برامجهما المتميزة في «نيجيريا»    120 جنيه وخناقة بخرطوم تنهي عشرة "نقاش العمرانية" وزوجته.. ما قرار الجنايات؟    تقديم الخدمة الطبية ل1864 مواطنًا ضمن قافلة علاجية بعزبة عبد الرحيم بكفر البطيخ    توريد 173ألف و821 طن قمح إلى الشون والصوامع بسوهاج    3 أبراج تهرب من الحب.. هل أنت منهم؟    أجمل صور يوم عرفة.. لحظات تتجاوز الزمان والمكان    قبل عيد الأضحى.. حملات تموينية بأسوان تسفر عن ضبط 156 مخالفة    الاحتلال يستهدف صحفيين في مستشفى المعمداني واستشهاد 3    مصرع عامل في حادث انقلاب دراجة نارية بالمنيا    تكثيف الحملات التموينية المفاجئة على الأسواق والمخابز بأسوان    موقع الدوري الأمريكي يحذر إنتر ميامي من خماسي الأهلي قبل مونديال الأندية    أسعار البقوليات اليوم الخميس 5-6 -2025 في أسواق ومحال محافظة الدقهلية    مسجد نمرة يستعد ل"خطبة عرفة"    أرخص 10 سيارات مستوردة إلى مصر بدون جمارك    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



«هيكل» وأسرار الرياضة المصرية
في حوار رياضي نادر
نشر في المصريون يوم 17 - 02 - 2016


عبد الناصر ليس "أهلاويا" ولم يكن له انحياز واضح
أغنياء مصر لايلعبون الرياضة ومشغولون بجمع المال
الملاكمة رياضة وحشية.. والجولف ليس رياضة الأثرياء
الأهتمام بكرة القدم تعويض عن الاهتمام بالسياسة
لست أهلاويا أو زملكاويا.. المشي أحسن وأجمل وأرخص رياضة في الدنيا

في حورا رياضي نادر أجرته معه جريدة الأهرام في عام 2011.. يكشف الكاتب الصحفي الكبير الراجل محمد حسنين هيكل.. أسرار كبيرة عن الرياضة المصرية.. وحبه لمارسة الرياضة.. وعن الراحل جمال عبدالناصر رئيس الجمهورية الأسبق.

ومتي بدأ برنامج يومك الحالي؟
هذا البرنامج أفعله طوال عمري.
حتي بما فيها جزئية الرياضة؟
حتي بما فيها جزئية الرياضة وأنا واحد من الناس المعتقدين أن جسم الأنسان هو الوعاء الذي يضم كل الحواس وكل الملكات.. وإذا لم تكن تقوم بجزء من الجهد البدني العضلي المتمثل في الرياضة بالدرحة الأولي فإنك ستفقد شيئا ضروريا للياقة الإنسان ولهذا السبب كنت دائما أمارس الرياضة وإن اختلفت وسائل ممارستي لها، وفي وقت من الأوقات كنت أؤدي فقط تمرينات سويدي، وفي مرحلة آخري كنت ألعب التنس، وفي مرحلة أخري كنت أعوم بانتظام، ومرحلة أخري في النهاية ألعب فيها الجولف.
وهل هناك مايمكن أن نقول إنه حدد اختيارك لكل واحد من هذه الرياضات؟
مراحل حياة الإنسان عادة لا تشكلها إرادتنا هكذا، لأن إرادتنا متفاعلة فيها مع ظروف كثيرة مختلفة، ولا أتصور أن تخصص مرحلة معينة من حياتك للتنس، وتخطط لمرحلة بعدها للجولف.. لا.. هذا لا يحدث، لأن الحياة تنساب انسيابا طبيعيا، وقد تشعر بأنك تريد المجهود البدني، وتشعر بأن الرياضة تعطيك شيئا مختلفا، وأنا أعتقد أن كل رياضة تعطيك شيئين، الشئ الأول:المجهود البدني المطلوب للياقة الجسم وتعلم التصارع أو المنافسة مع الأشياء بطريقة طبيعية. الشئ الثاني: إنها ودون أن تحس أو تخطط تعبر عن احتياجاتك في مراحل مختلفة من عمرك، وأنا في مرحلة معينة كنت ألعب التنس، وهو يعلمك ردة الفعل السريع.. يعلمك التنبه وأنت تري الكرة وهي قادمة إليك بسرعة..يعلمك سرعة أتخاذ القرار أين ستقف؟ وكيف سترد الضربة؟
والجولف؟
الجولف في اعتقادي فيه مزايا عديدة، من أولها أنك تبدأ يومك كما رأيت بنفسك بين الخضرة، وهي بداية صحية في جو نقي، وأنا أحاول أن أمارس الجولف مبكرا، لأنني أبدا عملي في تمام الثامنة والنصف صباحا، فطبيعة عملي تقتضي وكان هذا صحيحا طوال الوقت أن أكون متواجد في مكتبي، أو في إطار مكتبي لمدة ثماني ساعات دون انقطاع وبلا إزعاج، سواء كنت أكتب أم ألتقي مع بعض الناس، أو أي شئ آخر، وهناك مسألة مهمة وهي أنني لا أريد للرياضة أن تتعارض مع مواعيد عملي، وقد حدث أن قال لي بعض الناس لماذا لاتذهب في العاشرة صباحا بدلا من هذا الوقت المبكر، وبالطبع لا أستطيع أن أفعل، أولالأنك لو ذهبت إلي مكتبك مباشرة بعد الخروج من فراشك فسوف تكون نصف نائم، وثانيا لأن عدم البدء بالرياضة سوف يبدد ساعات اليوم وسأقطع عملي إذا تركت ممارستها في وقت غير محدد، وأنت كما تعرف أن الكتابة تحتاج إلي أوقات محددة واستمرارية في العمل.

ماهي علاقة الجولف بالسياسة؟
فأجاب: كثير من الناس في السياسة يلعبون الجولف، لأن هناك علاقة قوية بين السياسة والجولف، وفي اعتقادي أن الجولف قائم علي سيناريو معين، يبدأ من نقطة بداية، وينتهي في نقطة نهاية، وهناك بداية محددة، ونهاية محدد، وبين الاثنين في الغالب مسافات متفاصوته، أنت تقف في مكان تمسك كرة وعصا.. الكرة لها مساحة في النهاية سوف تضعها في حجرة تتسع لها بالكاد، وإذا حدث وبدأت في التصويب علي الحفرة من الضربة الأولي مباشرة فلن تصل أبدا.. فأنت لديك عدد محدد من الضربة الأولي مباشرة فلن تصل أبدا.. فأنت لديك عدد محد من الضربات في كل حفرة، وهذا يعطيك أولا أن تتعلم كيف تصل من نقطة بداية إلي نقطة نهاية بعدد معين من الضربات، وعليك أن تحسب طاقتك وقدرتك، ثنيا: لابد أن تتلقي العصا المناسبة للمساحة التي تريد أن نقطعها، ثالثا: أن تختار اتجاهك في الضربة بما فيه تصور اتحاه الريح، ومايمكن أن تفعله في العصا.. كل هذا لايستطيع أن تفعله واعيا.. فأنت تختار العصا وتحدد اتجاه الريخ وتأخذ زاوية الضربة بطريقة أوتوماتيكية تقريبا، وكما تعرف أن كل الأشياء التلقائية التي نقوم بها في حياتنا هي وليدة اعتياد.. والاعتياد ناشئ من تدريب والتدريب قائم علي مبدأ معين، وعندما تبدأ في الضرب فإنك تأخذ الاتجاه العام للهدف، محاولا الوصول إلي قدر ماتسطيع الوصول إلأي أقرب نقطة له، وطوال الوقت الذي تفعل فيه ذلك هناك عملية شخن لملكاتك كلها.. ملكات تحديد ومرحلة ووصول إلي هدف.. وكل هذا له علاقة وثيقة بالسياسة.
وهل للجولف فؤائد أخري؟
الجولف يجعلك تمشي طوال الوقت ولمسافات طويلة.. والمشئ أحسن وأرخص وأجمل رياضة في الدنيا، ومن فوائد الجولف أيضا أنك تسطيع أن تلعبه بمفهومك، لأنه من الممكن أن تلعب بمقاييسك ضد الأرض، كما أنه يعطيك فرصة في اعداد برنامج يومك كله.
وتتخذ بعض القرارات ايضا؟
الصحفي في واقع الأمر لايصنع قرارات، وكل ماتفعله هو تحضير أفكارك لملاقاة يومك وحوادثه وتبحث عما ستفعله فيه، وأنا خلال المشي أفكر فيما سأفعله.
خلال أزمة الخليج قيل إن الرئيس الأمريكي جورج بوش ترك كل شئ وذهب إلي ملعب الجولف.. هل تري أن ذلك كان من أجل أتخاذ قرار معين؟
الذهاب إلي ملعب الجولف لم يكن من أجل مساعدته علي اتخاذ القرار، إنما من أجل محاولة تنقية الجو من حوله من مؤثرات خارجية أو جانبية قد تؤثر علي قراره.
أنا أعتقد أن من يريد اتخاذ قرار لابد أن يكون جالسا في مناقشة، ورئيس دولة مثل أمريكا سيجلس مع مستشار الأمن القومي، ومع وزير خارجيته.. ومع وزير دفاعه.. وبعد أن يسمع كل وجهات النظر هو يحتاج أن يختا، وأي رئيس دولة يسمع اجتهادات مختلفة، ويسمع بدائل مختلفة، ويقرر في النهاية اختيار بديل منها، أو التوفيق بين أكثر من بديل، وهو حتي يفعل ذلك يشعر بأنه يريد أن يخلو لنفسه، يريد حالة من صفاء أو تأمل بعد أن تصبح كل الحقائق واصحة أمامه.. ثم يمتحن ويختبر ويتأمل فترة في اختياراته ربما يفعل ذلك وهو يلعب الجولف، أو وهو يعوم، أو وهو علي ظهر مركب شراعي كما فعل بوش في أزمة الخليج، لكن قراره يتم صنعه في مكان آخر.
"الأستاذ هيكل" بدأ ممارسة رياضة الجولف في منتصف السبعينات تقريبا.. وهو ومنذ ذلك الوقت يداوم عليها بلا انقطاع، ويشعر بقيمتها العميقة وعدت أسأله: كيف بدأت ممارسة الجولف؟
فأجاب: بعد أن كنت العب التنس بدأت أشعر بأنه يتعبني، وربما أن هذا الأمر له علاقة بالسن. وعندما كنت في الأهرام كان التنس أفضل لي لأنه يتطلب وقتا اقل وكان من الممكن أن تلعب التنس وتذهب إلي عملت مباشرة، إذ يكفي منه نصف ساعة أو 35 دقيقة، وبعد أن تركت الأهرام بدأت العب الجولف ربما لأنني شعرت بأن التنس أصبح لا يناسبني، أو ربما لأنني شعرت بأنني لا احتاج السرعة أو سرعة رد الفعل، ربما أنه اصبح لدي وقت أطول، ولم أعد أسهر كثيرا في حين أنني كنت اضطر للشهر وأنا في الأهرام، وكان مديرو التحرير لهم الحق في أيقاظي في أي وقت لأمر يرونه ضروريا.
وهل كنت تجد الوقت للرياضة دائما مهما كانت مشاغلك؟
ولهذا السبب كنت العب الرياضة دائما مبكر، فأنا أعشر بأنه لاينبغي أن يقطع مايخصني شخصيا من وقت عملي .
هل تعتبر الرياضة شيئا شخصيا إلي هذا الحد؟
الرياضة ضرورة ولازمة للإنسان لزوم الأكل والنوم، وأنا أحاول أن اجعلها خارج وقت التزامي العام لاتطغي عليه، ولا تأخذ منه، ولا تخصم وأذكر أنني في كل مكان اشتغلت فيه كانت الناس تضبط ساعتها علي موعد دخولي في الثامنة صباحا، وإلي الآن مازالت افعل هذا الأمر.. ومازالت أدخل مكتبي في نفس الوقت وأنا لاأريد شئ أن يأخذ من الوقت المقرر لمكتبي، وأنا لا أريد أن اقطع فترة عملي وأخرج لأعمل أي شئ آخر مهما كان لازما.
هناك تصنيف شهير بقسم الرياضة نصفين: الأول رياضات أثرياء، والثاني رياضات شعبية.. وتم تصنيف الجولف ضمن رياضات الأثرياء.. فمارأيك في هذا التصنيف؟
الجولف ليست رياضة اثرياء كما يتصور الناس، ورغم أنني أعرف أنها مصنفه هكذا فإنها ليست كذلك، ولا أدري أن تكاليفها في النهاية كبيرة جدا، وأنا عندما أحسب مصروفاتي الشخصية ما هي؟ أجدها لاشئ سوي الجولف تقريبا، فأنا لا العب القمار، ولا أشرب، ولا أحب السهر كثيرا، ويكاد الجولف أن يكون الشئ الوحيد الذي افعله لنفسي، وقد أشتري قميص جولف.. بلوفر.. حذاء، ومع هذا فأنت في أي رياضة أخري تشتري نفس الأشياء، صحيح أن تجهيزات الجولف أغلي من الباقيين لكن أرقامها ليست خيالية.
هل تعتقد أن تصنيف الرياضة بين رياضات أثرياء ورياضات شعبية تصنيف صحيح؟
أنا لا أري ذلك، وهناك من يحبون رياضة المصارعة، وهناك من يجبون رياضة الملاكمة، وفي اعتقادي أن كل اختيار لنوع معين من الرياضة متفق بشكل، أو بآخر مع مزااج صاحبها ورؤيته للأشياء، هناك بالطبع تكاليف لكل رياضة، وهناك رياضات لاتتكلف شيئا مثل الكرة الشراب التي يلعبها الأطفال في الشوارع.. بالطبع هناك محاذير ولست ساذجا أن اتصور أن أي رجل في اي قرية مصرية يمكن أن يلعب الجولف،تمام مثل أن أي رجل في أي قرية مصرية يمكن أن يقرأ كتابا، وهناك بالقطع تفاوتات بين الناس في درجة الاستعداد، وفي درجة الكفاءة وليس التفاوت بالميلاد، أو بالملكية إطلاقا.. وقد يكفي أن اقول إن أكبر أغنياء مصر لايلعبون الجولف، بل لا يلعبون الرياضة ولايقتربون منها، وهم مشغولون جدا بجمع المال، ولهذا ربط الرياضة بأثرياء وفقراء تصنيف غير صحيح.
هل تري ان الرياضة جزء حقيقة من نسيج أي مجتمع مثلها مثل السياية أو الاقتصاد؟
إذا لم تكن كذكل لابد أن تكون، ولايجب أن تكون من نسيجه، بل ينبغي أن تكون جزءا من حياته، واعتقد أنها مثل الثقافة بالضبط، ومن الضروري هنا أن أقول إنك إذا لم تساعد قدر ما تستطيع علي لياقة مجموعة جسمك، وهو في النهاية الحامل لكل ملكاتك ومواهبك وعلمك واستعدادك وكفاءتك، فأنت في هذه الحالة تصنع غلطة كبيرة، فالجسم مثل حاملة الطائرات، وتصور أنك أتيت بمليون طائرة ووضعتها فوق حامل قديمة متهالكة وغير قادرة، واطلب منها أن تؤدي مهمة فلماذا ستكون النتيجة؟ مهمة فاشلة يحمل كل ما لديك.
لو انتقلنا إلي مستوي آخر للرياضة وهو يتعلق بالفريق الوطني لكل بلد. هل تري أن مستوي أداء هذه الفرق يعكس ظروف المجتمع الموجود فيه؟
للأسف الشديد أنا لست متابعا لما يجري، وألادي لديهم اهتمامات كبيرة في هذا الأتجاه، وهم يتابعون دوري الكرة المصري ومايحدث في الخارج ايضا بينما أنا قليل الاهتمام، وربما أختلف في هذا عن السواد الأعظم للشعب المصري، ونادرا ما أجلس لأشاهد مباراة في كرة القدم.
ألست "أهلاويا" أو "زملكاويا"؟
أنا لا أهلاوي ولا زملكاوي، ولست مصنفا حزبيا كرويا في هذا الأتجاه، إنما كنت قديما عضوا في النادي الأهلي وهذا موضوع آخر، وكما قلت أولادي لهم اهتمامات عميقة بالكرة وجميعهم أهلاوية ولا أعرف السبب في ذلك!.
إذن أنت لست منتميا؟
لأنني لست مهتما.. وقد يكون هذا قصورا متي، لكنني افرق دائما بين الرياضة وبين ممارسة الرياضة عن طريق الاحتراف وأنا اقول إن الرياضة مسألة في منتهي الأهمية لبناء المجتمع، قد تكون هناك قضية آخري يهتم بها غيري، أما القضية الأولي عندي فهي قضية اجتماعية سياسية، القضية الثانية: قضية اختيارات مثل قضية الدولة ومن يمثلها؟ المجتمع ومن يمثله؟ الفرق وماذا تفعل؟ المتعاطفين معها والمتحمسين لها.. وهذه كلها لست داخلا فيها، وبالتالي معلوماتي عنها ضعيفة جدا.
ألا تعرف مثلا من كان نجم كرة القدم في الستينيات؟
أنا أعرف صالح سليم لأنه صديقي.
ألا تعرف أحد من جيل التسعينيات؟
إذا ترددت أمساؤهم أمامي يمكن أن أتذكرهم.
لكنك لاتعرف أحد بعينه؟
أنا أعلم أن نجوم كرة القدم في مصر اليوم لا يقلون اهمية ولا شهرة عن نجوم السينما وأشاهدهم في الإعلانات، وأنا اقدر أهميتهم في المجتمع، لكنني لست متابعا لذلك، وفي اعتقادي أنه لو كان الجسم مثل حامل الطائرات فإن العقل ايضا مثل الحاملة.. حاملة واعية لأشياء كثيرة ولها طاقة معينة، وغذا أردت أن تضيف جديدا فالبد أن تستبعد من القديم.
ومن الضروري أن اقول إنني في مراحل معينة من حياتي اهتمت بالأدب واهتممت بالسياسة واهتممت بالفن واهتممت بالرياضة فيما يتعلق بشخصي، وفيما يتعلق بها كمسالة اجتماعية مهمة في المجتمع، لكنني في الوقت الذي اهتم فيه الناس بمباريات الكرة وخناقات مباريات الكرة كنت أنا مهتما بصراعات الرأي، وأنا علي استعداد أن اقول إن جزءا كبيرا جدا من الاهتمام بالكرة هو بديل وتعويض عن الاهتمام بالسياسة، وأن النوادي تحولت إلأي احزاب سياسية، بما فيها من أفكار واتجاهات.
هل تحولت ملاعب الرياضة إذن إلي مجال للتنفيس عن الرغبات السياسية؟
كل انسان في الدنيا لابد له بشكل ما، وبطريقة ما أن ينحاز.. طبيعة الإنسان أن ينحاز ويختار شيئا معينا.. والانحياز ضرورة له.. المهم أن يكون الانحياز صحيحا.
واقول إنه في وقت من الأوقات زمان كان هناك قضية الاستقلال، والتوجهات الاجتماعية.. وكانت القضايا واضحا وكانت الناس تنحاز.. وكننت تجدهم إما سعديين، أو وفديين، أو إخوان مسلمين أو شيوعيين، وكانت هناك صراعات، وكان هذا مجال انحياز الناس، وعندما ابتعت السياسة عن أذهان الناس لاسباب طويلة لا يتسع المجال لذكرها الآن، بدأت نزعتهم إلي الاختيار والانحياز تتجه اتجاها آخر، وهناك بعض الدول شجعت علي صرف الشباب عن السياسة إلي الاهتمام بنوادي الكرة والصراعات فيما بينها، لأنها تردك وهو إدراك سليم أن الانحياز نتيجة للاختيار والتعصب لشئ والانتماء له بشكل أو بآخر والوقوف بجانبه والدفاع عنه، غريزة اجتماعية ضرورية ومطلوبة.
لم تصبح أهلاويا ولا زملكاويا رغم أنك قريبا من قمة السلطة السياسية في مصر بعد الثورة.. وكان جميع المسئوليين اصحاب انتماء واصحاب انحياز.. وتردد أن الرئيس جمال عبد الناصر كان أهلاويا والمشير عبد الحكيم عامر زملاويا.. كيف؟
أنا أظن أن جمال عبد الناصر كان مهتما بالأندية أو بالرياضة من وجهة النظر السياسية، وأن هذا جزء مكمل وضروري لبلد يتصارع سياسيا مع قوي كثيرة في عدة مجالات بما فيها مجال الرياضة، ومجال الرياضة كان المجال الخير الذي يمكن أن تتواجد الصراعات فيه، وبالتالي كان عبد الناصر يهتم بمن يعبر المانش، وبماريات الكرة في إفريقا، وكان ينظرلها كسفارات في وقاع الأمر غير ذلك أنا لا أتذكر أنني سمعته أنه يأخذها كمسالة نادي ضد ناد.
وانحيازه لناد معين؟
أنا لم أشعر بأن له انحيازا واضحا.. انحيازاته في واقع الأمر كانت متجلية في أشياء أخري مختلفة، أما عبد الحكيم فقد سمعت أنه منحاز للزمالك.
وماهي رياضته المفضلة؟
الرئيس عبد الناصر كان يمارس رياضة المشي، ولعب التنس مرات، وكان يعوم كنوع من الترفية في الإجازة.
يقال إن تحديات هذه الفترة جعلت المسئولن يعطون كل وقتهم للعمل ولم يكن هناك مجال للرياضة فهل هذا صحيح؟
بشكل أو بآخر، نعم، وفي حالة جمال عبد الناصر مثلا كانت حياته كلها داخل مكاتب وداخل غرف، أو بين الناس، وربما كان هؤلاء الناس يفرضون عليه نوعا من الرياضة دون إرادته عندما كانوا يصافحونه ويحتضنونه، وهذا كله جهد بدني، وأذكر أنني رأيته في بعض المرات وكان جسمه كله مجرحا من كثرة ما أسمك به الناس.
من لقاءاتك الكثيرة مع زعماء وقادة العالم.. هل تري أنهم يحصرون علي ممارسة الرياضة؟
أنا لم أر أحدا لا يمشي مسافات طويلة.. حتي أينشتاين علي سبيل المثال كان يهوي المشي للغاية، وأذكر أنني عندما كنت أتكلم معه أوائل عام 1953 جلسنا معا لفترة قليلة، وفجأة قال لي: "هيا نمشي معا"، ومشينا في المتنزهات المحيطة ببرنستون لأكثر من ساعة وربع الساعة، لكنني لم أر إنسانا كسلانا مثل كيسنجر، فأقصي مايفله هو الذهاب لعمل مساج، وهو لايريد أن يمارس الرياضة بل يريد أن يتربص أحد فيه، وكان يعشق مشاهدة مباريات كرة القدم.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.