هل كانت غربتنا فى عهد مبارك أخف وطأة ؟ هل كانت سياط أمن الدولة أقل ألماً ؟ حين يقول وزير الثقافة المصرى الجديد فى وقاحة وبجاحة ودناءة : إننا لا نريد رئيساً يعلم الناس الصلاة والصوم ، فأى فرق بينه وبين وزير ثقافة المخلوع الذى سخر من الحجاب؟ حين يعلن ساقط معدوم المروءة ناشر الفاحشة بين المسلمين ، المدعو خالد يوسف مخرج فيلم (حين ميسرة ) الذى انتقده أناس لا علاقة لهم بالتطرف ...ولا التزمت بل بعضهم من الوسط الفنى ، حين ميسرة الفيلم الذى لم يكتف بالزنا بل جعل قمة الحبكة الدرامية فيه مشهد سحاقى بين ساقطتين ، يحتفى بهن المجتمع لأنهن يجدن التعرى لأداء رسالة هى على حد زعم المخرج الساقط : تحذير الناس من خطر العشوائيات ، ومن شدة حرص الساقط على أداء رسالته فقد أخرج رائعته الجنسية الثانية ( الريس عمر حرب ) وهو عبارة عن مشاهد جنسية لا يربط بينها سوى الفاحشة ، تصور فيلمًا فى مصر عن حياة المقامرين ، يالها من رسالة . هذا المخرج صاحب رسالة نشر الفاحشة ، الذى يعد بمقاييس العقل والنقل مجرم إجرامه متعد ، والذى أتحداه أن ينزل الشارع ويناقش رسالته مع الناس ، حتى تكون نهايته كشجرة الدر ، هذا الساقط بدلاً من أن يسير متخفياً من العار الذى جلبه لنفسه ، إذا به يخرج متبجحاً ومتحدياً للشرفاء الذين لا يظهر من زوجة أحدهم ظفرها ، ولا تراقص زوجة أحدهم صديقه ، هذا الأعجوبة خرج يستعلن بعاره ويتبجح بسفالته ويجهر بما يعتقده بمنتهى الوقاحة ، بينما لا يجرؤ واحد منا أن يخرج فى برنامج تليفزيونى ليقول ما يعتقده كاملاً فى النصارى أو فى السياحة أو فى الاختلاط أو فى السينما أو فى الموسيقى ، بينما يتبجح هذا وأمثاله بسفالتهم وغلوهم دون سقف ولا خوف ولا تجمل ، يجد أهل الدين أنفسهم عاجزين عن حديث مبين لا عوج فيه ولا لجلجة ، ويضطر أهل الدين فى كل لقاء وحوار أن يتجملوا ويجاملوا ويتهربوا من إجابات واضحة قاطعة جريئة جرأة هذا الساقط بعاره وسفالته ، يعلن هذا الجرىء أنه سيحول أولاد حارتنا إلى فيلم عنداً فى التيار السلفى ، ثم يقول كلاماً فى منتهى الوضاعة والسخافة عن حرية الإبداع وهو الذى لا يجرؤ أن ينتج فيلماً عن الكنيسة أو ينتقد رجلا مسيحيًا ، أولاد حارتنا التى لا يشك عاقل يعرف يمينه من شماله فى أنها كفر محض ، أولاد حارتنا تجد من يتحدى بها ولها ، ونحن مستضعفون نخاف أن يتخطفنا الناس تعقد لنا محاكم تفتيش يومية فى الجرائد والفضائيات ونحن لا نملك إلا الإنكار والدفاع وتحسس البطحة التى على رءوسنا كمد وقهر مر وممض ومميت . فهل هذا أقسى من غربتنا قبل الثورة ؟ وأليست هذه غربة فى ثوب جديد ؟ خالد الشافعى [email protected]