كشفت مصادر مقربة من جماعة الإخوان المسلمين أن مناقشة التنظيم الدولي لجماعة الإخوان المسلمين لمسألة قصر مدة المرشد العام للجماعة على فترتين فقط ، مدة كل منهما أربع سنوات ، تهدف إلى إعطاء صورة للرأي العام المحلي والدولي بأن الجماعة في طريقها لتبني إصلاحات سياسية تلغي النص الحالي الذي يقرر بقاء المرشد في منصبه مدى الحياة ، وهو ما يتعارض مع التطورات السياسية والديمقراطية التي تمر بها المنطقة. وأوضحت المصادر أن الجماعة ترغب في توجيه رسالة للنظام السياسي بضرورة إجراء تعديلات على المادة 77 من الدستور المصري والتي لا تحدد فترة بعينها لاستمرار رئيس الدولة في السلطة ، مشيرة إلى رغبة الجماعة في إبعاد صورة الدولة الدينية عن أذهان الجماهير وإعطاء الطابع سياسي وديمقراطي للجماعة في حالة وصولها إلى السلطة مستقبلا. وأشارت المصادر إلى أن الجماعة قد أصدرت توجيهات صريحة لنوابها بضرورة تبني ملف استمرار اعتقال عبود وطارق الزمر القياديين في حركة الجهاد لنفي ما يتردد عن عدم اهتمام الجماع بقضية المعتقلين إلا بالشكل الذي يخدم مصالح الجماعة وهو ما تسعى الجماعة لنفيه عن طريق تبني ملف المعتقلين بشكل عام. ونبهت المصادر إلى أن الجماعة تسعى حاليا لشن حملة علاقات عامة لتحسين صورتها أمام الرأي العام عموما والأقباط خصوصا وهو ما يفسر إصدار الجماعة توجيهات لنوابها ال88 بالقيام بزيارة الكنائس وتقديم التهاني لأقباط مصر بمناسبة أعيادهم ، مشددة على أن للزيارة أهدافا أخرى تتمثل في تبديد مخاوف الأقباط من تنامي نفوذ الجماعة في الشارع السياسي من ناحية وكسب ودهم من ناحية أخرى خصوصا مع قرب انتخابات المجالس المحلية ، التي ترغب الجماعة في الفوز بحصة معقولة من مقاعدها. من جانبه ، أكد الدكتور عصام العريان القيادي البارز بجماعة الإخوان المسلمين أن زيارات نواب الإخوان إلى الكنائس ورموز الأقباط تتواكب مع احتفالاتهم بعيد الميلاد المجيد وهم يقدمون التهاني بهذا العيد ، مشيرا إلى أهمية هذه الزيارات لتبديد أي مخاوف لدى الأقباط من وصول هذا العدد من نواب الجماعة إلى مجلس الشعب. وأضاف العريان أن نواب الجماعة يهدفون إلى مناقشة مشاكل الأقباط كمواطنين مصريين وناخبين لهم في دوائرهم والاستجابة لمطالبهم مشددا على أن مخططات البعض لتخويف الأقباط من الإخوان المسلمين قد فشلت فشلا ذريعا وأن الأقباط يطمئنون الآن لنواب الجماعة. وأوضح القيادي البارز بالجماعة أن التوجه نحو تمديد فترة رئاسة المرشد للجماعة بمدتين فقط هو مبادرة تقدم بها محمد مهدي عاكف مرشد الجماعة مشيرا إلى أهمية تعديل المادة 77 من الدستور وتحديد ولاية رئيس الجمهورية بفترتين نظرا لأنها مطلب جماهيري تطالب به كافة القوى السياسية والوطنية. وأضاف العريان أن نواب الجماعة سيعطون الاهتمام الكافي لملف طارق الزمر بعيدا عن العلاقات الخلافية بين الجماعة وتنظيم الجهاد الذي يعد الزمر من أبرز قياداته.