عام على كارثة الدفاع الجوى أرجعت فيه الذكرى مشاعر عدة خالطت شعور الكثيرين أهمها "سعر التذكرة تعادل حياة إنسان"، شعار أكده أهالى وأصدقاء ضحايا كارثة الدفاع الجوى خاصة بعدما اكتفت وزارة الداخلية بحضور 10 آلاف مشجع للمباراة، وفقد الشباب القدرة على السيطرة على كبح رغبتهم في الذهاب للمباراة، فذهبوا للمتعة ومشاهدة المباراة وكانت النتيجة خسارة حياتهم. وقعت الكارثة 8 فبراير 2015 في استاد الدفاع الجوى وقبل المباراة التي أقيمت بين فريقي الزمالك وإنبي في الدور الثاني من مسابقة الدوري العام، وقعت اشتباكات عنيفة أمام استاد الدفاع الجوي، بعد محاولة مشجعي نادي الزمالك دخول المباراة دون أن يكون معهم تذاكر للدخول. وقامت قوات الأمن بإطلاق قنابل الغاز على الجماهير الذين تكدسوا داخل ممر، وبحسب ألتراس وايت نايتس فإن قوات الأمن هي من بادرت بإطلاق قنابل الغاز على الجماهير ما أدى إلى وفاة 22 مشجعًا وإصابة آخرين، لتخرج وزارة الداخلية ببيان تؤكد فيه أن الوفيات جاءت نتيجة شدة تدافع الجماهير، لتحدث المفارقات بين تصريحات الداخلية وبين ما أكده الطب الشرعى وقتها من أن الوفاة نتيجة الاختناق بالغاز، فضلاً عن عدم وجود طلقات رصاص بالجثامين. لم يقف الأمر عند هذا الحد، وإنما ما أشعل النار في نفوس أهالى الضحايا، هو قيام مصلحة الطب الشرعي فيما بعد بنفى التقرير. وأوضحت إحالة الطبيب إلى التحقيق لاتهامه بكتابة تقارير مزورة وغير صحيحة. وقالت إن الطبيب الذي أعد التقارير اعترف في التحقيق أن أهالى المتوفين ضغطوا عليه لكتابة التقارير بأن سبب الوفاة كان نتيجة اختناق بالغاز. وتباينت التصريحات وقتها ليخرج مرتضى منصور، رئيس نادى الزمالك وقتها في أحد البرامج التليفزيونية قائلا: "كل بني آدم كان معاه تذكرة دخل الاستاد.. على مسؤوليتي"، ولكن كلام منصور تناقض مع شهادة العديد من المشجعين ويخالف الكثير من الروايات التي انتشرت على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي وقتها، والتي أكد فيها الكثيرون أنهم لم يتمكنوا من دخول الاستاد رغم امتلاكهم التذاكر، بينما دخل آخرون ممن لا يملكون التذاكر على مرأى قوات الأمن بينما توافق كلام منصور مع ما نشرته الصفحة الرسمية لوزارة الداخلية وقتها، والتي كتبت "عاجل: قوات الأمن تفرق مجموعة من ألتراس الزمالك يحاولون دخول استاد الدفاع الجوي دون تذاكر". مشجع الأهلي الذي فقد حياته في مباراة الزمالك "عبد الرحمن الشاذلى"، إحدى القصص الإنسانية التي ارتبط اسمها بكارثة الدفاع الجوى، وسقط وسط ضحاياها طالب كلية الهندسة الذي لم يفرح بالكاميرا الجديدة التي اشتراها، وقرر أن يجربها في لقاء إنبي والزمالك وأفضل مصور في جامعة مصر الدولية، لم يهنأ بنجاحه في الفصل الدراسي الأول بكلية الهندسة حتى تحولت صفحته على موقع التواصل الاجتماعي إلى صفحة عزاء. وكان آخر ما كتب على صفحته: "قررت الذهاب لمباراة الزمالك عسى أن يخسر وأحتفل مع أصدقائى الزملكاوية"، كما كتب تدوينة تخص إحدى الرؤى التي شاهدها يقول: "حلمت إنى في مغارة مهجورة وبها مخبأ وفوقه غطاء وعند رفع الغطاء وجدت سبايك ذهب أخدت واحدة وقفلت الغطا ومشيت"، وطلب من أصدقائه أن يفسروها.