الإنسان بوصلة كل تطور وتنمية ونجاح ورفاه ...ابن آدم مركز أي ازدهار ونماء ورُقي .. حينما يكون الإنسان مؤهلا له كرامة وقيمة واعتبار تأتي التنمية كتحصيل حاصل وكنتيجة منطقية ..ليس واردا تماما أن تتطورالأوطان بمواطن منهك منزوع الكرامة بلا قيمة ولا اهتمام... بكل أسف في أوطاننا الغلبانة والمغلوبة على أمرها أضحى الاهتمام بالحجر أولى من الاهتمام بالبشر، فعوض أن يكون هناك توازن في الخطط والبرامج بأن يُهتم بتطوير الإنسان أولا كمحورللحياة والحركة والبناء، وتُسخر له كل الإمكانات ليتأهل و يرتقي ويصبح فاعلا ومتفاعلا ومنتجا ، تجدنا نهمل ذلك الجانب المهم ونُسخر كامل الجهد في الواجهات والبنايات والزخرفة الكاذبة .. فينطبق علينا القول " ألهتهم قشور الحضارة والروح فارغة "..إن لب الحضارة والتطوير والإبداع يكمن فيما نحققه من اختراق وتغيير على مستوى عقل الإنسان وتفكيره وسلوكه ايضا .. إنّ جوهر الانعتاق والانطلاق يكمن فيما نحققه من خلخلة على مستوى العقول والأفكار والعقليات ..لا تُبنى الحضارة على مواطنيين فقراء معرفيا وماديا وسلوكيا ..لا كرامة ولا مستقبل لوطن بمواطنيين تحت خط الأمية والفقر والقهر والظلم والاستبداد.. ببساطة لأن ما يشهده العالم الأول من ريادة لم يكن محض صدفة ولا ضربة حظ ولا حلم يقظة ،وإنما كان تتويجا لنضالات محورها ولب مقصدها تحرير الإنسان من كل القيود والعوائق .. لأنك لن تصنع أي مجد بمواطن ضعيف مقهور مسلوب الإرادة .. لا اعتبار لأي أمة إلا بما تنجزه من مراتب في مجال حقوق الأفراد وحرياتهم وتعليمهم ونضجهم ونجاحاتهم وإنجازاتهم ..تلك هي السبيل الوحيدة للنهوض وإقامة الدولة القوية المبنية على الفرد الواعي بحقوقه وواجباته المنصهر في تفكيره مع تفكير أمته وما تنتظرها من تحديات ورهانات جسيمة تنوء بحملها الجبال. * كاتب جزائري.