فراج إسماعيل تفصلنا ثلاثة أيام فقط عن مباراة افتتاح البطولة الأفريقية والتي سيخوضها منتخبنا امام المنتخب الليبي، وهي مباراة لن تكون سهلة أبدا، وعلى لاعبينا أن يخوضوها بجدية ورجولة حتى يتفادوا مأزق مباريات الافتتاح. نتذكر بطولة عام 1986 التي اقيمت على أرضنا وحققنا كأسها، فقد خسرنا في مباراة الافتتاح امام السنغال، وكان ذلك غير متوقع على الاطلاق، ففريق السنغال لم يكن في قوة فريقه الحالي، ومنتخبنا كان المرشح الأول للبطولة. لابد أن شوقي غريب يتذكر مأزق هذه المباراة جيدا، فقد لعبنا مع كوت ديفوار بعدها، وأي نتيجة غير الفوز كانت تعني خروجنا مبكرا من البطولة. وكانت مجريات تلك المباراة تشير إلى أنها ستنتهي بالتعادل لولا دخول شوقي غريب الذي قلب موازين المباراة فخرجنا فائزين بها. لذلك كله حذار من مباراة الافتتاح امام ليبيا الطامعة فينا، والذي أعلن مديرها الفني أنه يجهز لمفاجأة المصريين وأنه سيفوز بالمباراة وسيكون المرشح الأول لبلوغ الدور التالي! يجب أن نأخذ تهديدات هذا المدرب مأخذ الجد، خاصة أنه يعتمد على قاعدة جماهيرية قوامها عشرة آلاف مشجع سيقيمون في مصر طوال فترة بقاء فريقهم في المنافسة وقد اشتروا بالفعل تذاكر المباريات الثلاث في المجموعة. مستوى دفاعنا الهش في مباراة جنوب أفريقيا وارتداده الضعيف من الممكن أن يطمع فينا لاعبهم الفنان طارق التائب الذي يجيد صناعة الهجمة المرتدة بسرعة كبيرة، وتمريراته تضع مهاجميهم في حلق مرمى المنافسين، ومن الضروري شل حركة هذا اللاعب جيدا فهو رمانة الميزان والعقل المفكر لفريقه. حقيقة لا أعرف كيف يمكن لحسن شحاتة أن يتغلب على مشكلة دفاعه خلال الساعات القليلة المتبقية، ربما وجد الحل في الاستعانة بسمير صبري كابتن انبي وصانع ألعابه ليقوم بالمهام الدفاعية، رغم أنه برر ذلك باصابة أسامة حسني التي سيستغرق علاجها ثلاثة أسابيع، لكن قرار الاستبدال اتخذ بعد نهاية المباراة مباشرة ولم يكن حسني قد تعرض للاصابة بعد، وهذا دليل المشكلة التي بدأ يشعر بها شحاتة الذي استعجل في اتخاذ كثير من قرارات استبعاد لاعبين مهمين من اهتماماته، بسبب التوتر والعناد والرغبة في اظهار اليد الحديدية مع أنه لم تكن هناك حاجة اليها! لقد خسر خسارة كبيرة باستبعاده النهائي لبشير التابعي، فهو رجل ضروري لهذه المباريات لخبرته الكبيرة وثقله في الدفاع وايجادته لواجبات مركزه! لقد غضب بشير لأن شحاتة استقدمه من تركيا واستبعده من الفريق المرشح للعب أمام اوغندا في اولى التجارب الودية في الدورة الرباعية الضعيفة التي كسبتها مصر! وفي رأيي أن استبعاد لاعب مهم ومن الضروري وجوده في جميع المباريات لم يكن منطقيا. أي مدرب في العالم يلعب في المباريات التجريبية بأوراقه الرابحة في المباريات الرسمية ويجرب من يراهم الأنسب كبدلاء، لكن شحاتة لم يفعل ذلك. ولم يتحمل غضبا مبررا للتابعي وتعامل معه بقسوة شديدة واتخذ قراره المتسرع باستبعاده رغم حاجته الشديدة له خاصة أن بديله عماد النحاس مصاب! وبغرابة شديدة فضل أسامة حسني على أحمد بلال رغم أن الأخير في حالة جيدة جدا في الوقت الحالي ويلعب أساسيا مع فريقه في تركيا ويمتلك خبرة تهديفية تفوق حسني الذي خرج من التشكيل بحجة الاصابة! جميع المنتخبات الأفريقية تعتمد على محترفيها في الخارج وهم أوراقها الرابحة لما يتميزون به من خبرة كبيرة وجرعات تدريب فنية وبدنية ممتازة في أنديتهم، أما شحاتة فقد استعان بأربعة محترفين فقط وهم ميدو وعبد الظاهر السقا وأحمد حسن وحسني عبد ربه ولم يلتفت للآخرين بدعوى عدم الحاجة اليهم، مع أنه في الأصل لم يتابعهم ولم يتعب دماغه في مراقبة مستوياتهم! لقد استبعد لاعبا مهاجما محترفا هو زيدان بحجة تهربه من اللعب للمنتخب، وهي حجة واهية لا أساس لها من الصحة، فشحاتة لم يستدع هذا اللاعب رسميا وانما حسب قول جهازه الفني تم الاتصال به عدة مرات وترك رسائل له على الانسر ماشين لم يرد عليها! لا أعرف أبدا جهازا فنيا يعتبر الانسر ماشين وثيقة استدعاء رسمية، فمن أدراهم أن هذا الجهاز غير معطل، أو ان زيدان قد راجع الرسائل التي استقبلها! والأكادة ان مجلس ادارة اتحاد كرة القدم اعتبر الانسر ماشين حجة وقرر معاقبة زيدان باستبعاده من المنتخب نهائيا! شحاتة أو أحد من جهازه المعاون لم يكلف خاطره بمراقبة لاعبنا المحترف في تركيا أيمن عبد العزيز وهو لاعب مفيد جدا في الدفاع لو كان في حالته! إن أخطاء المجاملة في الاختيار ومراعاة الخواطر واضحة جدا وندعو الله ألا تكون سببا في خروجنا مبكرا من البطولة، لأن الخاسر الوحيد في النهاية هو مصر وسمعتها الكروية قاريا وعالميا! [email protected]