شجاعة النائب الفاسد.. تكشف فساد الدولة!

فى البرلمان العراقي، لجنة تسمى "لجنة النزاهة الوطنية"، تحقق فى قضايا الفساد، أحد أعضاء هذه اللجنة، ويدعى مشعان الجبوري، اعترف فى لقاء له على فضائية "العراقية"، أن أحد المسئولين الذي كان لديه ملف فساد فى اللجنة عرض عليه رشوة بملايين الدولارات لإغلاق الملف وعدم إرساله إلى القضاء، وأكد الجبورى أنه أخذ الرشوة.
وأشار إلى أنه هو وجميع أعضاء لجنة النزاهة البرلمانية، عرض عليهم مسئولون فاسدون الرشوة لغلق ملفات الفساد الموجودة فى لجنة النزاهة، وأن العديد من الملفات تم إغلاقها بهذه الطريقة.
ولم يكتفِ الجبورى بكشف فساد لجنة النزاهة النيابية، بل قال فى اللقاء التليفزيوني: إن كل المسئولين فى الحكومة معممين وأصحاب البدلات والعلمانيين، هم فاسدون أو متواطئون مع الفاسدين.
وأضاف الجبورى: "جميعنا نتحمل المسئولية، جميعنا نساير، جميعنا نكذب، جميعنا نسرق، جميعنا نأخذ رشوة، ومن يقول غير ذلك يكذب، أقسم بالله أعرف قصصًا لو يعلمها العراقيون لدخلوا إلى المنطقة الخضراء وأحرقوها، لكنى سأقتل إن تكلمت.
كما أكد أن رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، ليس بإمكانه محاسبة أى مسئول عراقى متهم بالفساد.
وعن موقف القضاء العراقى من الفساد، أكد أن أحدًا لا يستطيع رفع دعوى قضائية على مسئولين فاسدين حتى لو كانت لديه حقائق وأدلة على الفساد، لأن الفاسدين يمكن أن يختطفوا القاضي، أو أن يطيحوا برئيس مجلس القضاء، مشددًا على أن الطبقة السياسية فى العراق هى سبب دمار هذا البلد، ووجود الجوع ونقص الدواء والخدمات عن الشعب العراقي، إضافة إلى المسئولين الذين يديرون المحافظات" انتهى.
هذه الواقعة تغرى على التساؤل، كم "الجبوري" فى مصر؟! .. وإذا كان هذا هو واقع العراق، فهل ثمة تشابه بين ما قاله البرلمانى العراقي، وبين تفاصيل مجتمعات الفساد السرى فى مصر؟!
نسأل هذا السؤال، لأننا اكتشفنا أن الجهة التى تكافح الفساد فى العراق "لجنة النزاهة" هى ذاتها فاسدة وتتلقى الرشاوى بملايين الدولارات لغلق ملفات الفساد.. فى المقابل كشفت تقارير الجهاز المركزى للمحاسبات فى مصر، أن الجهات المنوط بها مكافحة الفساد وتطبيق القانون والعدالة، هى ذاتها متورطة فى قضايا فساد وإهدار مال عام.
اللافت أن الجبورى قال: "إن كل المسئولين فى الحكومة، معممين وأصحاب البدلات والعلمانيين، هم فاسدون أو متواطئون مع الفاسدين".. هذا فى العراق.. وفى مصر ربما المسألة لا تفرق كثيرًا.. ربما يكون الفرق، أن القاهرة لا يوجد بها نائب فى شجاعة النائب العراقى "مشعان الجبوري"!
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.