حالة من التقارب تشهدها العلاقة بين جماعة "الإخوان المسلمين" والقوى والحركات الثورية، تنبئ عن قرب جلوسهم على مائدة حوار واحدة. البداية كانت بمراجعة "الاشتراكيين الثوريين" في يوليو الماضي عندما اعتبرت الإخوان رفقاءهم في الثورة، ولا يجوز وضعهم في خانة "يسقط كل من خان" خلال أول مراجعة فكرية لهم، ثم جاءت 6 إبريل لتعتبر أمس أن "الإخوان" جزء من الشعب "شئنا أم أبينا"- حسب قولها، في تغاير جذري لتوجهاتها ناحية الجماعة منذ 3يوليو. ووصفت الإخوان بأنهم "رفقاؤهم في المعركة ضد ما وصفوه ب"الديكتاتورية العسكرية"، حتى وإن كانوا يختلفون معهم، مشيرة إلى أن القبول بسحق الحركة الإسلامية، سيأتي بعده دور المعارضة المدنية ومنها اليسارية في مواجهة الديكتاتورية. وأضافت الحركة: "من يقف في منتصف الطريق بين العسكر والإخوان يساند الديكتاتورية العسكرية، الجماعة حركة إصلاحية وليست جناحًا من جناحي الثورة المضادة، شعار يسقط كل من خان عسكر فلول إخوان أصبح اليوم فارغًا من أي معنى ومضللًا يساند ضمنيًا الديكتاتورية العسكرية ويساوي بين من يُقتلون ويُعذبون ويُعتقلون ويُحكم عليهم بالإعدام وبين أعنف وأقذر ديكتاتورية عسكرية فاسدة عرفها التاريخ المصري الحديث". وعلى ذات النهج، قالت حركة "6 إبريل" في بيان، أمس، إنها لم تتظاهر في 30يونيو للإطاحة بالرئيس المعزول محمد مرسي، لكن للمطالبة بإجراء انتخابات مبكرة، مضيفة: "لو كان الإخوان اتخذوا هذه الخطوات بإجراء الانتخابات المبكرة في البداية لوفروا على البلد مشوارًا طويلاً من إخفاقات وتجاوزات منهم ضد الشعب". وتابعت: "جماعة الإخوان لها محبيهم ومؤيديهم، ويوجد منهم مئات آلاف من عائلات ضباط الجيش والشرطة ومحبي النظام (مبارك أو السيسي) ومؤيديه هم جزء من الشعب شئنا أم أبينا، حبيناهم أو كرهناهم، اختلفنا أو اتفقنا"، لا يمكن أن نبيدهم أو نعملهم محرقة في أي مرحلة، وبالتالي لن تستقر مصر طالما استمرت دائرة الانتقام والقتل لكل نظام يأتي ليحرق ويقتل كل من هو ضده. وقال الدكتور أكرم كساب، القيادي بجماعة "الإخوان المسلمين"، إن "ما ذكرته 6 إبريل حقيقة راسخة في أذهان العقلاء، أما الحمقى والمغفلون فقد وسوس لهم فسدة السياسة وسحر الإعلام أن الإخوان خطر داهم". وعن المراجعات الفكرية للقوى لثورية، وصفها كساب بأنها "جيدة ويمكن البناء عليها، واعتبرها خطوة على طريق إسقاط النظام الحالي. وبسؤاله عن إمكانية جلوس الإخوان مع القوى الثورية، قال كساب: "لا أحد يمانع طالما أن هذا الأمر يساهم في دحر ما وصفه ب"الانقلاب"؛ لكن دون المساس بثوابت الثورة"، مضيفًا: "يجب على الإخوان ألا يمنعوا أحدًا يريد المشاركة في كسر هذا النظام وليس لأحد أن يشترط على أحد شيئًا"- حسب قوله. فيما قال عز الكومي القيادي الإخواني في تعليقه على شهادة "6إبريل" قائلاُ: "لانعتز بها ولا نعير أي اهتمام لهؤلاء الذين يشهدون أن فلانًا جزء من الشعب وهذا ليس جزءًا".