تمتلئ السجون بالكثير من المآسي بالنسبة للعديد من الأسر المصرية، التي يوجد لها أكثر من شخص محتجزين على ذمة قضايا، والتي لاتجد من وسائل الإعلام الاهتمام الكافي، وكذا من جانب المنظمات الحقوقية المعنية. حالة أسرة الطالب أحمد سعد، والذي يوجد له ثلاث أشقاء محبوسون احتياطيًا دون تحديد تهم لهم – كما يقول - تعكس نموذجًا مأساويًا لتلك الأسر. صهيب قال أحمد سعد محمد, شقيق صهيب سعد المحبوس احتياطيًا، إنه ألقي القبض على أخيه منذ أكثر من 24 شهرًا من داخل مسجد الفتح في أحداث رمسيس، بالإضافة إلى أكثر من 300 معتقل آخرين. وأشار إلى أن أخاه كان من الداعمين للمرشح الأسبق للرئاسة حمدين صباحي ولاينتمي لجماعة "الإخوان المسلمين"، لافتًا إلى أنه كان قد أصيب في قدمه في هذا اليوم ونقل إلى مسجد الفتح. وأضاف سعد ل "المصريون", أن صهيب ظل ينزف في مسجد الفتح بعد حصار دام ليوم من قوات الشرطة، مبديًا دهشته من أن شقيقه ألقي القبض عليه قبل أن يمد الرئيس المؤقت عدلي منصور مدة الحبس الاحتياطي، مؤكدًا أن شقيقه وزملاءه طبق عليهم القانون المعدل على الرغم أنه من المفروض ألا يخضعوا للقانون الجديد. وتنص المادة 143من قانون الإجراءات الجنائية الذي أصدره الرئيس المؤقت عدلي منصور على أن هناك حدًا أقصى لفترات الحبس الاحتياطي يقدر بعامين في القضايا التي تصل عقوبتها إلى الإعدام أو السجن المؤبد و18شهرًا في القضايا التي تكون عقوبتها دون ذلك، و6أشهر في الجنح. وتابع: "النيابة تجدد الحبس باستمرار له ولباقي المعتقلين، دون وجود أية أدلة مادية حسب أقوال الدفاع الحاضر معهم, متسائلاً عن مصير 450 معتقلاً ما زالوا قيد الحبس الاحتياطي منذ أحداث مسجد الفتح حتى الآن ولم يتم توجيه تهم محددة لهم"، مطالبًا بالإفراج الفوري عن شقيقه وزملائه لأنهم تخطوا مدة الحبس احتياطيًا وفقا للقانون القديم والجديد. وقال سعد إن "له شقيقين آخرين محبوسين احتياطيًا يقبعان في السجون في انتظار الإفراج عنهما". معاذ وأضاف أن الشرطة ألقت القبض على أخيه الثاني معاذ سعد أثناء مداهمتها لبيت حماه ليلاً إذ كان يزورهما في هذا التوقيت، فلما لم تجد الشرطة حماه أخذته بدلاً منه باعتباره من العائلة، معلقًا بسخرية: "محبوش يرجعوا بأيديهم فاضية". وأوضح أنه ظل محبوسًا احتياطيًا لمدة 10أشهر ثم أفرج عنه وقبيل الذكرى الخامسة لثورة يناير تم القبض عليه مجددًا ولا زال محبوسًا احتياطيا حتى الآن. أسامة وأشار أحمد إلى أن شقيقه الثالث المحبوس يدعى أسامة, مبتسما ابتسامة تحمل في طياتها الإحساس بالظلم الذي وقع على إخوته قائلاً: "هم يضحك وهم يبكي". ولفت إلى أن قوات الأمن قبضت على أسامة خلال مداهمتها لشقة الأسرة أثناء بحثهم عن شقيقهما الآخر. وتابع: "من المفارقات العجيبة أن الشرطة كانت تبحث عن معاذ وعندما لم تجده قبضت على أسامة وعلى الرغم من اعتقالها لمعاذ لم تفرج عن أسامة".