أبلغت وزارة الخارجية الموريتانية السفير المصري بقرار الرئيس محمد ولد عبدالعزيز، بتأجيل زيارته لمصر بشكل رسمي، والتي كان مقررًا لها اليوم الأحد بعد الانتهاء من مشاركته في فعاليات قمة الاتحاد الإفريقي. ورفض المصدر الحكومي، وفقًا لموقع "عربي21"؛ الكشف عن دوافع تأجيل أو إلغاء الزيارة، غير أن محللين سياسيين تحدثوا عن جملة من العوائق أجبرت الرئيس الموريتاني على تأجيل زيارته لمصر. ويقول المحلل السياسي وخبير الشأن الإفريقي، سيدي ولد عبد المالك، إن الرئيس الموريتاني تلقى خلال الفترة الأخيرة العديد من الدعوات من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لزيارة القاهرة، وذلك بعد الأدوار التي يقال إن ولد عبد العزيز لعبها أثناء رئاسته للاتحاد الإفريقي، لرفع العقوبات الإفريقية عن مصر. وأضاف ولد عبد المالك ل"عربي21"، أنه "رغم الأدوار التي يلعبها النظام الموريتاني خارج موريتانيا للتماهي مع الموقف السعودي والمصري والإماراتي، فإن ولد عبد العزيز ظل مترددًا في اتخاذ مواقف معلنة صريحة في دعم نظام السيسي، وذلك خوفا من ردة الفعل الشعبية وغضب القوى السياسة المعارضة التي لا ترجح التعامل مع السيسي"، بحسب تعبيره. وعبر ولد عبد المالك، عن اعتقاده بأن "الزيارة لو حصلت فستكون مكلفة للرئيس ولد عبد العزيز الحالم بمأمورية (ولاية رئاسية) ثالثة، كما هو حال الزعماء الأفارقة، وأي تقارب مع قائد السيسي ينظر إليه الموريتانيون على أنه دكتاتور العصر، حسب زعمه، سيكون ضربة له ولشعبيته على الصعيد المحلي، وبالتالي فإنه استوعب الرسالة على ما يبدو". أما المحلل السياسي، سيد أحمد ولد محمد باب، فقد اعتبر أن الزيارة التي كانت مقررة لولد عبد العزيز إلى القاهرة، غير "مغرية ومكلفة من الناحية الأخلاقية، في ظل وضع تتجه فيه البلاد للحوار، ويعمل الرئيس ولد عبد العزيز من أجل إنقاذ صورته التي تضررت كثيرا بفعل انهيار الأمن بالمدن الموريتانية وطغيان ملف المخدرات في الفترة الأخيرة"، وفق قوله. ولم يستبعد ولد، أن يتم الترتيب للزيارة في وقت لاحق، بحكم ضغط حلفاء السيسي على النظام الموريتاني، لكنه أضاف: "في العموم، ستكون أي زيارة من هذا النوع مكلفة ومحرجة"، وفق تقديره. ويرى متابعون أيضًا أن ولد عبد العزيز يخشى أن تستغل المعارضة الزيارة لتشويه سمعته محليًا، خصوصًا أن الزيارة تزامنت مع بدء سلسة من المهرجانات والمظاهرات تنظمها أحزاب منتدى المعارضة.