وقعت اشتباكات عنيفة ليلة أمس بين متظاهرين تونسيين، وقوات الشرطة، وتبادل فيها الطرفان تراشق القنابل المسيلة للدموع والزجاجات الحارقة، فيما طالبوا بثورة جديدة. وقال شهود عيان: إنّ الشباب المحتجين تتراوح أعمارهم بين 18 عامًا و30 عامًا رشقوا الشرطة بالزجاجات الحارقة والحجارة، وإن قوات الأمن ردّت عليهم بالقنابل المسيلة للدموع وإطلاق الرصاص في الهواء. وأضافوا: المواجهات جرت أمام مقر مديرية الأمن، ومقر المعتمدية (نيابة المحافظة) حيث أقدم المحتجون على كسر سور المعتمدية وأكشاك تجارية بنتها البلدية ولم يتم استغلالها بعد. وردّد المحتجون عبارة "الله أكبر"، والنشيد الوطني التونسي، فيما أضرموا النار في عجلات مطاطية وسدوا بها الطريق المؤدية إلى مدينة "نفطة" التابعة لمحافظة توزر، فيما شرعت قيادات من الجيش التونسي في "التفاوض" مع المحتجين لإقناعهم بوقف أعمال العنف. وطالب المحتجون ب"ثورة جديدة"؛ لأن الثورة الأولى لم تحقق مطالبهم الأساسية، خاصة في التشغيل والقضاء على الفساد، مشيرًا إلى أن السكان يتحدثون عن حصول البعض على وظائف مقابل رشوة موظفين في إدارات عمومية. وتتزامن هذه الأحداث مع مرور عام كامل على الثورة التونسية التي أطاحت في 14 يناير 2011 بالرئيس السابق زين العابدين بن علي الذي هرب إلى السعودية مع زوجته ليلى الطرابلسي واثنين من أبنائهما. وحذّر الرئيس التونسي منصف المرزوقي، الشهر الماضي، من مخاطر قيام "ثورة داخل الثورة" في تونس، داعيًا مواطنيه إلى «هدنة اجتماعية وسياسية لمدة 6 أشهر".