قال قائد قوات التحالف الذي تقوده الولاياتالمتحدة ضد "داعش" الجنرال شون ماكفرلاند، الخميس، إن الجيش الأميركي لديه خطة طارئة لمواجهة احتمال انهيار سد الموصل في شمال العراق إذا وقعت هذه الكارثة. وأوضح ماكفرلاند للصحفيين أن السلطات العراقية أدركت "احتمال" انهيار السد الذي تحتاج أساساته إلى حقن بانتظام للحفاظ على سلامة هيكله. وأضاف أن "احتمال انهيار السد شئ نحاول حسمه الآن.. كلما نعرفه إنه إذا انهار فسينهار بسرعة وهذا أمر سيء". واتجهت الأنظار نحو هذا السد الذي يعتبر الأكبر في العراق، والذي يهدد انهياره آلاف العراقيين، إذ يعتبر السد موقعًا استراتيجياً يؤمن المياه والكهرباء لأكثر من مليون شخص في شمال العراق. وكان داعش فرض سيطرته على السد في السابع من أغسطس، إلا أن قوات البيشمركة استعادت السيطرة عليه بغطاء جوي أميركي. ولكن أعمال الصيانة ظلت متوقفة ما زاد الخشية من انهيار السد الضعيف أصلا. وتبحث حكومة بغداد عن شركة لتنفيذ أعمال الصيانة، وترددت أنباء عن الاتفاق مع شركة إيطالية لصيانته. وكان السد يعاني من مشاكل فنية في بنيته، ما دعا فريق الأعمال الهندسي التابع للجيش الأميركي لاعتباره "من أخطر السدود في العالم"، إلا أن الحكومة العراقية أعلنت في نوفمبر أن موظفي وزارة الموارد المائية يقومون بأعمال التحشية على تصدعاته بشكل جيد وعلى مدار الساعة، مضيفة أن شركة عالمية ستتولى أعمال الصيانة، لاسيما أنه تعرض خلال العمليات العسكرية لضربات أدت إلى تحطم أجزاء من الجسر الرئيسي الموجود فيه. كما أن وزير الزراعة العراقي فلاح حسن الزيدان كشف عن إبرام الحكومة العراقية عقدا مع شركة ايطالية كبرى لتقييم وضع سد الموصل وتقديم تقرير خلال مدة لا تتجاوز الأسبوع لمعالجة الأضرار، مؤكداً في حديث تلفزيوني أن هناك مؤشرات على وجود خطر يتهدد سد الموصل وأن الحكومة العراقية مهتمة للغاية بمعالجة هذا الضرر ولعل أبرز الأسباب التي فاقمت مشكلة السد وصموده أنه أنشئ في الأساس على تربة قابلة للذوبان وتحتاج بصورة مستمرة إلى التدعيم من أجل تعزيزه ومنع انهياره الذي قد يدفع المياه التي يبلغ ارتفاعها عشرين مترا باتجاه مدينة الموصل التي تضم نحو 1,7 مليون نسمة. ويقع السد على بعد نحو خمسين كيلومترا شمال مدينة الموصل على نهر دجلة، وقد تم تدشينه عام 1986. وبحسب دراسة أجراها مفتشو الولاياتالمتحدة عام 2007، قدر معدل إنتاج السد ب750 ميجاوات قيل إنها تكفي لتغطية حاجة 675 ألف منزل. ويخزن السد كذلك كميات من المياه تبلغ 12 مليار متر مكعب لأغراض الشرب والزراعة لجميع أنحاء محافظة نينوى، ويشكل جزءا من نظام التحكم الإقليمي بالفيضانات. ويعتبر السد الذي شيّد عام 1983 في زمن الرئيس الأسبق صدام حسين، رابع أكبر سد في الشرق الأوسط، ويبلغ طول السد الرئيسي 3,4 كلم، فيما يبلغ ارتفاعه 113 متراً، وتطلب إنشاؤه نحو 37,7 مليون متر مكعب من المواد، معظمها استخدم من الخرسانة والتربة. وتكشف الورقة التي قدمتها منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية في دراسة لها عام 2007 أن بنية السد ليست مستقرة، لأنه شيد على الجبس والحجر الجيري الذي يضعف عند تعرضه للماء ويترك تجاويف في الجزء السفلي. ويتوجب ملء هذه التجاويف باستمرار بمادة الجص بكميات قدرت في 2007 بمئتي طن سنويا. وأطلق الجيش الأميركي على سد الموصل لقب "أخطر سد في العالم"، لأنه يتعلق به مصير ملايين العراقيين الذين يعيشون عليه، وهو الذي يعد الأكبر في البلاد. وقال الجنرال شون ماكفرلاند قائد العمليات الدولية ضد داعش خلال لقاء مع صحافيين الخميس في بغداد، "نعمل الآن على تحديد احتمالات انهيار السد". وأضاف "وضعنا اجهزة قياس على السد في ديسمبر، لنحاول التعرف إلى أي مدى تحرك السد أو تآكل مع الوقت". وتابع "مازلنا نتابع تقييم البيانات" ولكن في حال انهيار السد، "فان ذلك سيحدث بسرعة، وهو أمر سيء، لذلك نحن نحاول تقييم الوضع". ويشارك الأميركيون الحكومة العراقية المعلومات التي جمعوها ويعملون على وضع خطة لافراغ السد. وقال ماكفرلاند "لو كان هذا السد في الولاياتالمتحدة لقمنا بافراغ البحيرة التي وراءه، وأوقفنا استغلاله". يذكر أنه حين سيطر داعش عليه، وقام التحالف الدولي بقصف داعش هناك، شرح الرئيس الأميركي باراك أوباما في رسالة إلى الكونجرس سبب تنفيذ غارات قريبة من السد بالقول: "سقوط السد يمكنه أن يهدد حياة عدد كبير من المدنيين، ويضع موضع الخطر الموظفين الأميركيين ومنشآتنا، بما فيها سفارتنا في بغداد، كما أنه سيمنع الحكومة العراقية من توفير خدمات أساسية وذات حساسية للسكان العراقيين".