62 عامًا, على حريق القاهرة 26 يناير 1956, حيث شهدت القاهرة أكبر حريق فى تاريخها، وبدأ حريق القاهرة فى الساعة الثانية عشرة والنصف ظهرًا، واستمر حتى الساعة الحادية عشرة مساءً، لتلتهم النيران نحو 700 محل وسينما وكازينو وفندق ومكتب فى شوارع وميادين وسط القاهرة. وبدأت المأساة فى الثانية من صباح ذلك اليوم بتمرد عمال الطيران فى مطار ألماظة ورفضوا تقديم الخدمات لأربع طائرات تابعة للخطوط الجوية الإنجليزية، تبعها تمرد للشرطة فى العباسية تضامنا مع زملائهم الذين تعرضوا للقتل والأسر فى الإسماعيلية. ثم زحف المحتجون تجاه الجامعة وانجرف معهم الطلبة، واتجهوا إلى مبنى رئيس الوزراء، مطالبين بقطع العلاقات الدبلوماسية مع بريطانيا وإعلان الحرب عليها، فأجابهم عبد الفتاح حسن وزير الشئون الاجتماعية بأن الوفد يرغب فى ذلك ولكن الملك يرفض، فقصد المتظاهرون قصر عابدين وانضم إليهم طلبة الأزهر وتجمعت حشود المتظاهرين الساخطين على الملك والإنجليز أمام القصر الرئاسي. وعند منتصف اليوم بدأت الشرارة الأولى للحريق من ميدان الأوبرا بإشعال النيران فى كازينو أوبرا، وانتشرت النيران فى فندق شبرد ونادى السيارات وبنك بركليز، وغيرها من المتاجر ومكاتب الشركات ودور السينما والفنادق والبنوك. والتهمت النيران 700 مكان ما بين محلات وسينما وكازينو وفندق ومكتب وناد فى شوارع وميادين وسط المدينة، وأكبر وأشهر المحلات التجارية فى مصر آنذاك مكتبًا لشركات كبرى و117 مكتب أعمال وشقق سكنية و13 فندقًا كبيرًا مثل شبرد ومتروبوليتان وفيكتوريا و40 دار سينما منها ريفولى وراديو ومترو وديانا وميامى و8 محلات ومعارض كبرى للسيارات و10 متاجر للسلاح و73 مقهى ومطعما وصالة و16 ناديًا. وطالت الحرائق أيضاً أحياء الفجالة والظاهر والقلعة وميدان التحرير وميدان محطة مصر. وعقب ذلك سادت الفوضى وأعمال السلب والنهب، حتى نزلت فرق الجيش إلى الشوارع, وأعلنت الحكومة الأحكام العرفية "قانون الطوارئ". وتجاوز الحريق المبانى والمحال التجارية, حيث أودى الحريق بحياة 26 شخصًا, وبلغ عدد المصابين من الحروق والكسور 552 شخصًا.