"التربالة" تزف العرسين.. والجبنة المشروب الرسمى.. مكانة راقية للنساء والعقاب لمن يقترب أقل من 100 متر قبيلتا العبابدة والبشارية، يتواجدا بكثافة فى النصف الجنوبى لمدن البحر الأحمر والصحراء الشرقية، ويميلون فى تيسير حياتهم إلى الأحكام العرفية ويسمونها(مجلس حق أو مجلس عرب) أى يحتكمون إلى حكم يتفقون عليه يكون ذو رجاحة عقل وبصيرة وسمعة طيبة فيقبل الطرفان ويصغيان لحكمه وتطبق هذه الأحكام على الغنى والفقير والقوى والضعيف. "المصريون"، اقتربت من عادات الزواج وطقوس الأفراح فى قبيلتى العبابدة والبشارية. ففى البداية، يقول الشيخ سدو شيخ مشايخ حلايب وأبو رماد، إن الزواج يتم برضا وقبول أهل العروس والعريس وإن كان يفضل فى أحيان كثيرة ابن العم. وأوضح، كان فى الماضى مهر العروس جملين ويقوم العريس بإهداء أم العروسة جمل وخال العروسة جمل أيضًا ولكن توجد هذه العادات والتقاليد فى بعض من القاطنين بالجبال والوديان. وأضاف، "لا توجد عندنا شبكة بل يدفع العريس مهرًا ويشترى أهل العروس من المهر الشبكة من الذهب وبعض ما يلزم، أما الأفراح فتقام لمدة ثلاثة أيام كانت فى الماضى خمسة أيام ولغلاء المعيشة ثلاثة أيام فى كل ليلة تذبح شاة أو اثنتين وفى آخر ليلة يذبح جمل وبعد العشاء كل ليلة يقام حفل سمر يسمى "تربالة" وهى رقصة جماعية تنقسم إلى مرحلتين مرحلة أولى يصطف فيها ما لا يقل عن عشرة ولا يزيد على أربعة عشر راقصا ويخرج من الصف اثنان يلعبون بالسيف واليد الأخرى الدرقة وهى عبارة عن درع واق للسيوف مصنوع من الجلد عبارة عن أسطوانية بقطر وهم يلعبون بالسيف وذلك بدون تصادم ويتبادل كل من فى الصف اللعب بالسيف ويصاحب ذلك آلتان الطنبورة والطار. أما المرحلة الثانية، التى تستمر لمدة أطول فتكون بنفس عدد راقصى الصف الأول ولكن يتغير كل من فى الصف كل ساعة حتى يشارك كل مدعو فى الفرح ويبدأ الجميع يرقص وصفقة على الأيدي. فيما تختلف أوصاف المطرب أو المغنى، والعبرة ليست فى حسن الصوت ولكن فى ارتجال كلمات جديدة للأغانى وبذلك تكون الصفة الشعرية هى العامل الأساسي. يذكر أنه كان فى الماضى لا يدخل العريس على عروسة إلا بعد 40 يومًا وذلك لأنه لا يعرفها وكانت تنام فى الليل مع العروسة بنت صغيرة لمدة 40 يومًا وفى الصباح تترك المنزل وكان الزوج يأكل مع عروسه الفطار والغذاء فقط وفى الليل يترك المنزل لزوجته وفى ذلك حكمة لأن الزوج كان لا يعرف زوجته فلا يدخل عليها إلا بعد أن يأكل معها 40 يومًا. بينما أشار الشيخ محمد عثمان، من الشلاتين، إلى أن العادات التى لم تعد منتشرة بشكل كبير ضرب العريس ضيوفه من الشباب بالكرباج خلال حفل الزفاف تحية لهم وعلى الشباب أن يتحملوا الضرب لإظهار قوتهم حتى يفوزوا بإعجاب الفتيات اللاتى يراقبن ذلك وحتى لا يتهموا بالضعف. وأوضح، أنه من أشهر الأكلات العصيدة باللبن والسلات وهى عبارة عن لحوم مشوية على الزلط. كما أضاف أحد شباب حلايب، أن من العادات التى يحرص عليها العبابدة والبشارية هى شرب الجبنة وهى عبارة عن قارورة من الفخار يضع بداخلها قهوة البن والجنزبيل وتصب فى فنجان صغير وتطهى على الفحم فقط. وعن حق المرأة واحترامها فأكد شباب وشيوخ القبائل، أن حقها ثابت فى تقاليد وأعراف القبائل، لا تجبر الابنة على الزواج من شخص لا ترغبه ومشاركتها فى العمل بجوار الرجل بما يناسبها ومشاركتها فى حفلات الزواج والسمر بجوار حقوق أخرى تسمى ( حرمة المرأة ). وأوضحوا أن المرأة لو كانت فى الصحراء أو البيت بمفردها لا يستطيع أى شخص الاقتراب منها بمسافة لا تقل عن 100 متر وأن اقترب يحكم عليه فى مجلس عرفى ويكون الحكم قاسيًا.