أكد الكاتب الصحفي سليم عزوز ان التنبأ بما سيحدث يوم 25 يناير القادم يعد نوع نوعاً من المغامرة الغير محسوبة نظراً لاضطراب المشهد الاقليمي والدولي والمحلي أيضاً مشيراً إلى أن الشئ المؤكد هو أن الاطراف الاقليمية والدولية لن تسمح بقيام ثورة كاسحة تزيح النظام المصري برمته . ولفت "عزوز" إلى أن أغلب الاطراف الاقليمية والدولية تملك ما أسماه "بدائل مريحة للسيسي" لاخراجها في حال قيام حراك شعبي وثوري ضخم في مصر . وقال عزوز في مقال له : ماذا يمكن للمرء أن يتوقع في 25 يناير الجاري من حيث الزخم الثوري؟! .. هذا هو السؤال المتكرر هذه الأيام، والذي يحرض على طرحه، ليس الأخبار الواردة من معسكر الشرعية ورفض "الانقلاب" - بحسب تعبيره - ، عن استعدادات مختلفة هذا العام عن الذكرى السنوية للثورة المصرية في العامين الماضيين، ولكن تطرحه حالة الهلع في معسكر السلطة، والتي عبر عنها "عبد الفتاح السيسي" ، بإعلانه أنه على استعداد للرحيل، إذا كانت هذه رغبة (كل) الشعب المصري، بدون ثورة أو تظاهر.. كما عبرت عنها التهديدات بالقتل بالرصاص وبالأحذية، وبتقطيع المتظاهر إلى "مئة حتة" بحسب قول خبير عسكري مرموق، يحمل رتبة اللواء. وهو الهلع الذي جاء التعبير عنه أيضاً بالقتل والترويع والاعتقالات للمحسوبين على الثورة المصرية حتى من لم يدع منهم للنزول يوم 25 يناير "بحسب قوله" وأضاف عزوز : غني عن البيان، أن مثل هذه التهديدات، هي التعبير العنيف عن منتهى الضعف، فالسلطة عندما تهدد بالقتل والضرب فإنما تعبر عن ضعفها، فالأنظمة القوية تعلن أنها ستتصدى لهذا الخروج على القانون بسيفه، وليس بوسائل التعبير البدائية، التي تصلح في "خناقات الشوارع" بحسب وصفه. وتابع : التنبؤ بما سيحدث، هو نوع من المغامرة، التي لا تليق بمحلل جاد، لاسيما إذا تنبأ بموجة ثورية، أو ثورة عاصفة، لأنه في هذه الحالة إن سلم من تطاول "الانقلاب" - بحسب وصفه- وأزلامه وأذرعه الإعلامية، فلن يسلم من غلمان الثورة، "القاعدون على الرصيف" ، الذين لا عمل لهم إلا الانتظار في "المواسم والأعياد" ، ليمارسوا هوايتهم في الغمز واللمز إذا لم تتحقق هذه التنبؤات، مع أنها في الأصل لا تنتمي إلى جنس التحليل السياسي، وإنما تندرج تحت عنوان "تثبيت الفؤاد" ، والتحريض على الثورة، والانحياز للثوار .. مضيفاً: "هؤلاء الغلمان يدركون أنهم عندما انحازوا لمعسكر رفض "الانقلاب" - بحسب وصفه - في البداية، إنما فعلوا هذا بحسابات خاطئة، فقد ظنوا أن الانتصار حليف الشرعية من أول جولة، ليصبح من حقهم المشاركة في الغنائم، فلما طال عليهم الأمد، لم يجدوا من عمل يفعلونه سوى القعود على الرصيف ليسخروا من المارة. ولماذا لم يذهبوا لمعسكر السيسي؟ لأنه لا يريد أحداً من ناحية، ولأنهم لا يمثلون أي قيمة مضافة لأي معسكر "بحسب رأيه" وأستدرك : في غرف عمليات الحروب توضع خطط الفشل، لكن في شحذ همم الجنود، فإن الحديث يكون عن النصر، وعندما أستمع للقادة وهم يطرحون الفشل في 25 يناير قبل حديثهم عن توقع الانتصار، أكون على يقين من أنهم يعملون حساب "القاعدين على الرصيف" ، ممن كانوا من أسباب وكسة ثورة يناير منذ البداية، وهم الذين اصطفاهم "السيسي" واستخدمهم أداة للإساءة للثورة، وظنوا أنهم يحددون حركة الكون، قبل أن يخرجهم من معيته، لأنهم كانوا معه وقت اندلاع موجة ثورية بعد أحداث "مسرح البالون" ، وعندما وصل الخبر له بأن الثوار في الميدان سأل من هم أمامه: ومن أنتم؟.. لقد نسى أنهم عمل غير صالح ، وأنهم صنيعته، وإذا كان حكم الإخوان لم يهتم بهم، فقد قرروا أن يقدمون لأنفسهم بالحضور في "رابعة" وغيرها، لكن الانتصار السريع لم يتحقق، فصاروا في حكم من "رقصت على السلالم" ، وفي حكم من يحضرون الأفراح ولا يعجبهم شيء فينشغلون بالأخطاء ومن ثم ينشغلون بنقدها، ومثلهم تجدهم في المآتم أيضاً.. مضيفاً: لا يمنعني هؤلاء من التنبؤ، ولكن يمنعني العجز عن التوقع، واعترف بأنني لم أتوقع أن تنجح الثورة في عزل مبارك ليس فقط في اليوم الأول لمشاركتي فيها، بل وأنا أشارك في حصار القصر الرئاسي مع الآلاف في الجمعة الأخيرة، فضلاً عن أنني وإن كنت أعتبر أن المسرح الآن مهيأ أكثر من ذكرى يناير 2015 ويناير 2014، فإني من المؤمنين بأن الأمور في مصر في انتظار شرارة تنطلق، ستتحول إلى ثورة كاملة، لكن إن لم تنطلق هذه الشرارة عفوياً، فإن جماعة الإخوان المسلمين تظل هي القوى السياسية الوحيدة القادرة على الحشد، ولا أعرف ما يدور في كواليسها، وإن كنت أعتقد أنها تخشى من ثورة تفقد زمام السيطرة عليها، ولهذا فإن الثورة المثالية المطلوبة لدى القوم هي الثورة الوديعة، المسالمة، الرقيقة، التي جرت في 25 يناير 2011، وكل الدلائل تقول أن الجماعة إذا كانت تستطيع التحكم فتحول المظاهرات إلى فاعليات، تنتهي عند وقت معين، فلم تنقصها الحشود الجماهيرية في البداية، وذات جمعة خرجت خمس عشرة مظاهرة في محافظة الإسكندرية وحدها مثلت مليونية مكتملة الأركان، انتهت بالقبض على بعض المشاركين، والاعتداء على بعضهم، وهروب البعض الآخر في الأزقة واختفوا في البيوت، لأنه لم تكن هناك تعليمات بالدفاع عن النفس .. لافتاً إلى أن : التيار المحافظ في الجماعة، ليس مستعداً لأن يقوم بثورة وحده، يعلم أن الأمم ستتكالب عليها كما يتكالب الأكلة على قصعتهم، لكن هناك متغير جديد يلمسه السيسي وربما هو ما يؤرقه رغم شعور كثير من القوى الثورية أن 25 يناير لن يكون ثورة، وأقصى طموحهم أن تكون موجة ثورية لها ما بعده!. وأشار عزوز إلى أن السيسي : " فقد كثير من شعبيته، في دوائر نفوذه، لأنه لم ينجح في الملف الاقتصادي، وإن كانت المساعدات والقروض الخارجية تمكنه من التنفس الصناعي، فإن هذا لا يمكنه من العيش فترة طويلة، فإما أن ينهض وإما أن يموت، ومن المؤكد أنه لا أمل في النهوض، فأينما توجهه لا يأتي بخير" مشيراً إلى أنه لا يعول على الحالة الاقتصادية في قيام الثورة، لكنه يعول على أن : "الأزمات الاقتصادية، وعدم العدل الاجتماعي، وانعدام الأمل، سيدفع كثيرين من الذين رقصوا على الدماء أن يتوقفوا عن أن يكون ظهيراً شعبياً للسيسي يعتدي على المظاهرات، التي كانت تواجه في البداية بمن أطلق عليهم "المواطنون الشرفاء" و "البلطجية المحترفين" ، .. مضيفاً: " لكن ومع قلة المتظاهرين، ومع الاختباء في الحواري والشوارع الضيقة، فيبدو الظهير الشعبي "للانقلاب" - بحسب تعبيره - قد انتهى كلية.. وزاد وغطى أن ما يسمى بتحالف 30 يونيو، خرج في مجمله من المولد بلا حمص" مشيراً إلى أن كثيرين من مؤيدي السيسي صاروا الآن ضده وجاءت انتخابات البرلمان والنوعية التي اختيرت سواء للنجاح عبر الانتخابات أو بالتعيين الحر المباشر، لتكشف انحياز السلطة الجديدة للنظام القديم الذي خرجت جماهير يناير تطلب بإسقاطه "بحسب رأيه" وتابع : هذا كله ما يجعل 25 يناير مختلفاً عن العامين الماضيين، وما يبرر حالة الهلع داخل "الانقلاب" - بحسب تعبيره - ، وحالة الدهشة داخل معسكر الشرعية حتى صار السؤال المطروح: هل الأجهزة الأمنية تعلم ما لا نعلمه، وأن احتمالات نجاح الثورة قائم؟! ... مشيراً إلى أن الوضع : "دولياً، وإقليمياً، فإن السيسي فقد الحماس له، ولا مانع من أن يظل في موقعه ليوم القيامة، لكن إذا رأت الأطراف الدولية والإقليمية بقوة الدفع الثوري أن وجوده قد ينتج ثورة كاسحة، خارج السيطرة، فإن التعامل سيختلف لاسيما وأن هذه القوى لديها من "البدائل المريحة" أكثر من بديل "بحسب قوله" وأستكمل : بعيداً عن هذا فإن كل الدلائل تقول أن 25 يناير هذه المرة مختلفة تماماً في نتائجها، فإذا لم تكن في حدها الأدنى "موجة ثورية" لها ما بعدها، فسوف تكون العواقب وخيمة، لأن السيسي سوف يشعر عندئذ بأنها دانت له، وعليه فسوف يضرب ضربته الكبرى ليس ضد الإخوان هذه المرة، فالنسبة لهم "ياما دقت على الرأس طبول" ، ولكن كل قرارات الانتقام المؤجلة سوف تصدر، ضد الحقوقيين ومراكز حقوق الإنسان، مع أنهم جميعا الآن من أنصاره. وضد التمويل الأجنبي وكل عناصره مثلت ظهيرا ثورياً للثورة المضادة، وسوف يبدأ التحقيق في اقتحام مقار أمن الدولة، وسيطال الاتهام الكثيرين ممن شاركوا في ثورة يناير.. أما الإخوان، فقد يُفقد فيهم الأمل تماماً خارجياً، كبديل يمكن أن ينتصر في يوم من الأيام، وقد تبدأ كثير من الدول علاقة مع السلطة الموجودة في مصر، فالعلاقات الدولية لا تعرف العواطف.. من الآخر.. ستكون أياماً أسود من قرن الخروب، ليس فقط على خصوم السيسي وإنما على كل معارضي مبارك "بحسب قوله"