كتبت هنا منذ أيام، متسائلاً لماذا لم يلتق، الرئيس عبد الفتاح السيسي، برئيس الجهاز المركزي للمحاسبات، المستشار هشام جنينة، بعد أن كشف أن حجم الفساد بين عامي 2012 و2015، قارب ال600 مليار جنيه؟! الرئيس لم يقابله.. ولم يحمه من "الفاسدين" الذين أطلقوا عليه كلابهم، في الإعلام الأمني.. بل شكل له لجنة "تقصي حقائق" مشكلة من جهات يراقبها المركزي للمحاسبات وأدانها في وقائع إهدار مال عام وفساد.. لكي يحاسبوه.. وينتهوا إلى تبرئة أنفسهم "شرفاء".. وإدانة جنينة: إنه يكذب!! في غضون هذه "النكتة" التي أضحكت العالم، نشرت هنا أيضًا كيف أخضع الإعلام في موريتانيا مليارات نجل الرئيس الموريتاني الذي قتل في حادث سير للمساءلة واتهم نجل الرئيس بالفساد والتربح وتبييض الأموال.. وطالب بمحاكمته. ونشرت أيضًا عن محاكمة شقيقة الملك الإسباني، بتهمة الفساد واستغلال النفوذ وغسيل الأموال.. وفي هذا السياق أهدي القيادة السياسية هذه الواقعة التي نشرها موقع بي بي سي البريطاني يوم أمس 20/1/2016.. بعنوان: "التحقيق في السويد حول شقة استأجرتها وزيرة الخارجية".. يقول التقرير: يجري النائب العام السويدي المتخصص في قضايا الفساد تحقيقًا حول شقة في العاصمة ستوكهولم مملوكة لإحدى النقابات العمالية استأجرتها وزيرة الخارجية مارغوت فالستروم. وقال النائب العام إن عليه أن يقرر ما إذا كان عقد الإيجار الذي وقعته فالستروم يعد ضربًا من الرشوة وما إذا كانت جريمة قد اقترفت. يذكر أن الراغبين باستئجار الشقق في ستوكهولم ينتظرون لفترات طويلة قبل أن يتسنى لهم الحصول على واحدة، وقالت تقارير إن وزيرة الخارجية قد عوملت معاملة خاصة نظرًا لمنصبها. وبخصوص عقد الإيجار، قالت الوزيرة إنها لا تخفي شيئًا و"إنه من الجيد أن تحل هذه المشكلة". يذكر أن نقابة (كوميونال) لعمال البلديات تملك عددًا من الشقق في ستوكهولم، وقال الإعلام السويدي إن النقابة عرضت على فالستروم عقدًا لإيجار واحدة من هذه الشقق مرتبط بفترة توليها منصبها الوزاري. وكانت فالستروم قالت الأسبوع الماضي، إن النقابة أكدت لها أنها عملت بالسياقات المتبعة وأنها (أي فالستروم) لم تجتز طابور الانتظار عندما شغلت الشقة المذكورة. وقالت الوزيرة لوكالة (تي تي) السويدية للأنباء: "كذبوا علي في ذلك". وتعاني ستوكهولم من أزمة سكن كبيرة، إذ يتعين على الراغبين بإيجار شقة في وسط المدينة الانتظار لفترات قد تصل إلى 13 سنة، و9 سنوات في الأحياء الأخرى".. انتهى. يتعين علينا الإحساس بالكسوف أمام العالم.. ونحن نرى ونسمع كيف تتصدى الدول المحترمة للفساد.. فيما تقدم مصر مدرسة فريدة في كيفية "بهدلة" و"مرمطة" كل من يتصدى للفساد.. وقطع رقبته لكي يكون عبرة لكل من يجرؤ يومًا على الاقتراب من ملفات هذه المافيا المتوحشة.. والمتجردة من أي ضمير أو وازع أخلاقي أو ديني. عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.