نشرته صحيفة "الجارديان" البريطانية, تقريراً لها قالت فيه, إن إيران اقتربت من خطوة إحكام السيطرة على ساحة السياسة اللبنانية بعدما أعلن المرشح الرئاسي سمير جعجع "المدعوم سعودياً" عن تقديم دعمه للمرشح ميشيل عون. وباتت لبنان على وشك انتخاب ميشيل عون الذي يحظى بمباركة حزب الله حليف إيران في لبنان، وذلك في وقت تستعد فيه إيران للانفتاح على المنطقة والعالم وخروجها من عزلتها بعد الاتفاق النووي الذي عقدته طهران مع قادة الغرب. وأضافت الصحيفة, أن دعم ترشيح ميشيل عون, الجنرال السابق في الجيش اللبناني والعدو السابق الذي انقلب ولياً حميماً للنظام السوري، جاء بعد عامين من الفراغ في كرسي الرئاسة اللبناني، ما شل قرارات الساحة السياسية في بيروت، لكن عامل الإثارة في الموضوع كان أن المؤازرة جاءت من منافسه اللدود سمير جعجع، رئيس حزب القوات اللبنانية المعروف بقربه من السعودية. توطيد النفوذ الإيراني خطوة جعجع الأخيرة هذه والتي أدهشت الكل بانحيازه الآن إلى منافسه العتيد عون، من شأنها تمتين وتوطيد النفوذ الإيراني في لبنان, بحسب تقرير نشرته "الجارديان" البريطانية. فلبنان الذي لم تعرف ساحته السياسية الراحة والاستقرار يوماً على مدى تاريخه القصير، أصبحت ساحة للكر والفر بين طهرانوالرياض اللتين تحرصان على دعم حلفائهما في الساحة اللبنانية. وقال جعجع في مؤتمر صحافي "أعلن الجنرال ميشيل عون مرشحاً لرئاسة الجمهورية وأدعو حلفاءنا لتبني ترشحه." ويحتاج عون إلى دعم أغلبية برلمانية لتوافق على ترشحه، وهو أمرٌ قد يصبح سهل المنال إن اتفقت الكتلتان المسيحية والشيعية على تأييده مع انضمام أعضاء برلمانيين آخرين من ممثلي الطوائف الأصغر. الرياح لم تأت كما تشتهي سفن الحريري خطوته نجحت لكن الرياح لم تأت كما تشتهي سفن الحريري، إذ أن جعجع وعون بالرغم من قِدَمِ العداوة بينهما مذ كانا جنرالين حربيين في معسكرات مسيحية متنافسة خلال حرب لبنان الأهلية (1975-1990)، لكن اسماً واحداً يكرهانه أكثر من كرههما لبعضهما: سليمان فرنجية. إن نجح عون في سباق الرئاسة مثلما تتنبأ التوقعات فسيلحق ذلك كبير الضرر على كتلة 14 آذار ومكانتها في البلاد، كما قد يشكل ذلك ضربة أخرى للسنة في المنطقة.
ما يخشاه المسؤولون السعوديون الآن أن تستغل إيران الانفراج الذي رفع العقوبات الدولية عنها بعد اتفاقها النووي لتمكين وكلائها في الشرق الأوسط، ومنهم حزب الله الذي لطالما حظي بدعم طهران المباشر منذ تأسيسه قبل أكثر من 3 عقود. ولا يقف القلق السعودي عند هذا الحد، بل يمتد إلى بغداد ودمشق. فالميليشيات الشيعية التي تدعمها إيران طغت قوتها ونفوذها على الجيش العراقي نفسه، بينما تدخلت إيران بقوة لإنقاذ حليفها بشار الأسد في حربه في سوريا. اليمن ولبنان أما في اليمن، فقد أعلنت السعودية عاصفة حزم بعدما اتهمت إيرانَ بدعم الحوثيين الذين أطاحوا بالحكومة اليمنية المقربة من الرياض. لطالما تعطلت ساحة لبنان بسبب انقسام نخبه السياسية كلٌ يمم وجهه شطر قبلة ولاءه الخارجية. فشل البرلمان أكثر من 30 مرة في انتخاب رئيس ماروني كما ينص القانون بل وفشلت جلساته حتى بالتوصل إلى نصاب قانوني. لكن الفشل السياسي وصل حد المهزلة الصيف الماضي حين فشلت الحكومة في التوصل إلى اتفاق حول مكبات النفايات ما أدى إلى تراكم القمامة في شوارع بيروت وفجر مظاهرات واحتجاجات عارمة وسط سخط اللبنانيين على استفحال الفساد السياسي في بلدهم.