قال البروفيسور الإسرائيلي "إيلي فودة"، المحاضر بقسم الدراسات الإسلامية والشرق أوسطية بالجامعة العبرية، إن السياسة الخارجية السعودية أصبحت أكثر تفاعلًا في المنطقة العربية والشرق الأوسط، مشيرًا إلى أن ذلك تجلى بوصول الملك سلمان بن عبدالعزيز إلى سدة الحكم. وتوقع "فودة"، في مقال له بصحيفة "هآرتس" أن تكون السعودية زعيمًا محتملًا للمنطقة، وذلك في ظل غياب بديل حقيقي من قبل مصر والعراق وسوريا، المشغولة بشئونها الداخلية، موضحًا أن إعدام رجل الديني الشيعي في السعودية، وما تبعه من الشد مع إيران جاء تعبيرا عن سياسة خارجية سعودية جديدة، أكثر قسوة من السابق، بدأت بوصول الملك الجديد سلمان للحكم في يناير 2015. وأكد أن التحول بالانتقال من الدبلوماسية الساعية للتوافق في العالم العربي والشرق الأوسط إلى سياسة صدامية مع خصوم سياسيين وإيديولوجيين ليست جديدة، إذ بدأت فور اندلاع الربيع العربي في يناير 2011. وقال إن الإمكانيات الاقتصادية للسعودية بعد الطفرة النفطية بسنوات السبعينيات سمحت لها بالمنافسة على الهيمنة في العالم العربي، لاسيما في أعقاب الفجوة التي نجمت عن استبعاد مصر من الجامعة العربية بعد معاهدة السلام مع إسرائيل عام 1979. وأضاف: "على الساحة السورية بدأت السعودية تسليح القوات المعارضة للأسد، رغبة منها في إضعاف إيران، -التي تعد تهديدا إيديولوجيا (بسبب نشر التشيع) وعسكريا واستراتيجيا- وذراعها الشيعي، حزب الله، لكن التدخل السعودي الأبرز والأقوى حدث في اليمن". وتابع: "بوجه عام ترى السعودية في شبه جزيرة العرب منطقة نفوذ لها، وتسعى للهيمنة أو السيطرة على هذه المنطقة، مع ذلك فإن هناك عددا من اللاعبين بساحة الخليج تحدوا السعودية بطرق مختلفة، على سبيل المثال إنشاء قطر شبكة الجزيرة ( ويقصد بها جزيرة العرب)، ونشاط الحوثيين الزيديين الشيعة المدعومين من قبل إيران في اليمن، اعتبر في الرياض كتدخل سافر في شئون شبه الجزيرة". واستطرد: "في نواح كثيرة، إيران 2015 حلت محل مصر 1962، التي ساعدت النظام الجمهوري في اليمن ضد النظام الملكي المدعوم من قبل السعودية، الآن، كما في الماضي، شعرت القيادة السعودية بأن لزاما عليها الإقدام على خطوة عسكرية لإعادة نظام عبد ربه منصور هادي".