"طيب، خجول، شاطر، مغامر".. بهذه الصفات نعى الصحفيون زميل المهنة محمد عزوز، محرر الحوادث بجريدة الجمهورية، الذي لقي حتفه في حادث طريق ببني سويف أثناء عودته اليوم من زيارة أهله. درس "عزوز" بكلية الآداب بقسم الإعلام بسوهاج، وكان صديقًا مقربًا لكل زملائه في مختلف الدفعات، وكان عادة ما يصاحب أساتذته أثناء محاضرتهم للتعرف على باقي الدفعات التي تصغره لتوثيق علاقته بهم، تخرج فى الجامعة 2008، وبدأ العمل بجريدة الجمهورية بعدما أثبت كفاءته كمتدرب هناك. أحب مهنته وتخصصه كصحفي حوادث، أشرف على ملحق "دموع الندم" وشهد له بالكفاءة، دائمًا ما يلتقي بالمسئولين بوزارة الداخلية في إطار عمله كصحفي حوادث للوقوف على آخر المستجدات وللطمأنة على حالة البلاد، وكان آخر ما ذكر على صفحته الشخصية ب"الفيس بوك" معلقًا على متابعته لاستعدادات وزارة الداخلية لتأمين احتفالات 25 يناير :"مصر بلد الأمان" دأب "أبن سوهاج" على حث روح التفاؤل والحماسة فكان دائم الحرص على التغيير للأفضل قائلاً: "لابد أن تتغير فإن لم تفعل فستغيرك الأيام". وأضاف في تعليق آخر:"ما من ليل إلا ويأتي بعده فجر يشق الظلام إلى النور". كما أبدي استياءه من بعض الممارسات السياسية لبعض الشخصيات على الساحة وعلق قائلاً: "نفسي يكون في محاكمة للقرود بتهمة الغباء السياسي". حالة من الحزن غمرت زملاءه في مختلف الجرائد ما يعرفونه ومن لم يحالفه الحظ للقائه ناعينه بكل الأسى والحزن، وداعين الله أن يتغمده برحمته ويسكنه فسيح جناته. تقول الصحفية أسماء محمد، أحد زملائه بالجامعة عن عزوز: "كان حد طيب جدا وجدع لو طلبت منه أى حاجة مبيتأخرش عن خدمتك سواء يعرفك كويس أو معرفة سطحية "جدع بجد" ومجتهد فى شغله وشاطر من أيام الجامعة". وتضيف أسماء: "كان دائم التواصل مع أساتذة الجامعة ويسألهم، حتى فى أوقات غير المحاضرات"، متابعة: "كان الكل بيتوقع له أنه يكون صحفى شاطر وفعلا قدر يشتغل فى مؤسسة دار التحرير ويكون نجم الحوادث ويعمل انفراد نادرا ما يستطيع عملها أحد فى الوسط". وأردفت زميلته: "مهما اختلفت معه فى التوجهات الفكرية لكنه يجبرك على التعامل معه كأخ بسبب طيبته، فهو ليس ملاك لكنه بشر تمتع بالطيبة والجد عنة والطموح والإخلاص فى العمل وهذه الصفات كفيلة بأن تجعلك تحزن عند معرفة انه فارق الحياة لأنها نادرا ما تجتمع فى أحد هذه الأيام"- على حد قولها. أما صفوت عمران، رئيس قسم السياسي بجريدة "الجمهورية"، فعلق على خبر وفاة "عزوز" قائلاً: "إنه أحد شبابها الصحفيين المحبين للمهنة، يتميز بالأخلاق الرفيعة والأدب الجم" مضيفًا: "رحل محرر الحوادث المغامر في حادثة تصادم، دائمًا ما يرحل الرائعون، إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم اجعل مثواه الجنة وأنزله الفردوس الأعلى". من جهته نعت الدكتورة عزة عثمان، رئيس قسم الإعلام بآداب سوهاج بكل الآسي والحزن أهل سوهاج في وفاة الصحفي محمد عزوز"، مضيفة: "و كان آخر عهدي به منذ أيام لنتفق علي دورات تدريبية لطلاب قسم الإعلام مجانا أسكنك الله فسيح جناته يا محمد وإنا لله وإنا لله وإنا إليه راجعون". ويقول فتحي أبو سليمان، رئيس قسم الحوادث بجريدة المصريون ناعيًا "عزوز": "والله إن القلب يتألم والعين تدمع عليك يا أفضل الناس ربنا يرحمك و يصبرنا علي فقدانك وفراقك يا طيب القلب"ويضيف سليمان: "الصحفي الطفل البرىء الراجل الشهم أبن عرب الطاولة محمد عزوز توفي نتيجة حادث في بنى سويف أثناء عودته من سوهاج"، مختتمًا: "الدنيا دمية والموت هو الحقيقة الحتمية في هذه الحياة، مع السلامة يا صاحبي". شاهد الصور..