وصفت صحيفة لوس انجلوس تايمز الأمريكية اليوم الأربعاء الإدانة التي وجهها الرئيس السورى بشار الأسد لنظرائه العرب خلال خطابه أمس الثلاثاء بأنها تعكس حدة الصراع فى موازين القوى الذى بات يعصف بمنطقة الشرق الأوسط. وأشارت الصحيفة - فى سياق تعليق أوردته على موقعها الالكتروني - الى النبرة الغاضبة التى جاء عليها خطاب الاسد واتهامه للجامعة العربية بتخليها عن دمشق كقوة اقليمية تقليدية أمام النفوذ الخليجي المتصاعد. ولفتت الصحيفة الى أن التوترات المذهبية والطائفية فى المنطقة باتت تتسلل الى قلب صراع موازين القوى..مشيرة الى أن الدول الخليجية بأغلبيتها السنية تقود تحالفا ضد إيران وحلفائها من دول المنطقة وعلى رأسها سورياالتى ينتمي معظم قادتها للطائفة العلوية الشيعية..ومؤكدة أنه اذا فقد الرئيس الاسد قبضته على سوريا فذلك من شأنه أن يعزز من تحالف دول الخليج ضد إيران التى تمتلك نفوذا قويا فى العراق الى جانب دعمها لجماعة حزب الله اللبنانية وحركة حماس فى قطاع غزة. وأضافت :أن سوريا التى لطالما اعتبرت "جبهة الفخر العربى" يعتريها الان إنزعاج من تنامى نفوذ دولة قطر التى أضحت تمتلك نفوذا ملحوظ بعيدا عن نطاقها الجغرافى لاسيما بعد الحملة التى قادتها بإعتبارها رئيس مجلس الجامعة العربية فى دورته الحالية بتجميد عضوية سوريا لدى الجامعة والدفع بوتيرة فرض عقوبات اقتصادية علي دمشق على اثر الانتهاكات التى يرتكبها النظام ضد شعبه . وأوضحت الصحيفة أنه على الرغم من أن الرئيس الاسد لم يسم الاشياء باسمائها فى حديثه عن الدول العربية الا ان ادانته لدول الخليج العربى التى قد لا تمتلك تاريخ سوريا وأمجادها جاءت جلية حينما قال "تستطيع الدول شراء تاريخ لها عن طريق المال لكنها لن تستطيع ابدا شراء الحضارة والثقافة". ونقلت الصحيفة فى هذا الصدد عن نبيل عبد الفتاح المحلل السياسي بمركزالاهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية قوله "ما قاله الاسد عن الدول العربية فى خطابه انما يضع حدا للصمت العربى وعدم إعطائه فرص اخرى...فالامر الان اضحى لعبة مفتوحة والعرب راغبون الان فى رؤية نهاية لنظام الاسد ". وفى ختام تعليقها، رأت الصحيفة الامريكية أن زخم تاريخ سوريا من الامجاد العربية التى بالغ الرئيس في الاشارة اليه والحديث عنه فى معظم خطاباته خفت الان تحت وطأة ثورة شعب تستمر اصداؤها منذ اندلاعها فى فبراير الماضى حتى الان، الا ان ذلك لم يثن الرئيس السورى الذى يبدى فى كل مرة اصرارا على مواصلة قمعه ضد المتظاهرين بزعم أنه يقود "حربا ضد ما أسماه مؤامرة خارجية تحاك ضد بلاده معتبرا القادة العرب "منتهزين سياسيين".