قل على مجنونا أو جاهلا, وأنى لا أعرف الفارق بين العندليب الأسمر وعبد الحليم, ولا بين الشعر وسب الدين, ولا بين الحداثة والهلفطة.. وسأرد بأن الاشتراكيين الثوريين هم الأناركيون, وأن الأناركيين هم المتطرفون.. والأناركية ولدت سفاحا من رحم الشيوعية بعد انهيار الاتحاد السوفيتى, ومنتشرة فى الغرب ويعشقون الاشتباك مع الأمن والتهييج ضد الحكومات, ويؤمنون باللادولة, وتسليم السلطة للجمعيات والمنظمات الأهلية.. وهم موجودون بيننا ويتكلمون بألسنتنا, ويدعون للانقلاب على جيشنا. ولا أتخيل أن هناك مصريا على وجه الأرض يكره مصر لدرجة أن يبيعها بحفنة دولارات ويؤدى دورا مكتوبا فى أجندة أجنبية, نعم هناك خونة رآيناهم فى الأفلام, لكن أيضا رأينا كيف تمت صياغة الحوار والسيناريو لشرح الضغوط والمغريات التى تعرضوا لها. ولا أتخيل هذا الكلام وأنا أسمع كل يوم أحاديث عن أجندات أجنبية ينفذها مصريون, فهل هؤلاء خونة بالفعل, أو هل هؤلاء موجودون بالفعل, أم أن هناك عيالا أناركية يلعبون بالنار، كما يلعب طفل بعلبة كبريت.. الطفل أكيد لا يكره بيته وأكيد أنه لا يدرك وهو يمسك بالكبريت أنه سيحرق البيت كله.. أو ربما المصيبة أنهم مدركون ومحددون لهدف واضح, وأن هؤلاء ليسوا مجرد أطفال هبل أشقياء. أفرك عينى وأتحسس رأسى وأنا أراقب بعض ما يجرى حولى من فئات غريبة بعضها واضح أنه لا يؤمن بأى شيء غير الفوضى أو العدم, وأدمن مشاهدة الأفلام الأمريكية التى تتحدث عن نهاية العالم وزمن حكم المنظمات والشركات, وهؤلاء فى السينما, يسمون (العدميين)نسبة للعدم يعنى اللاشىء, وهم بقية ما تم التعارف عليه أمنيًا وإعلاميًا بقضية (عبدة الشيطان).. وهم يسيرون على منهج فرسان المعبد المقدس الذين عرفناهم فى تاريخ الناصر صلاح الدين وفيلمى (مملكة السماء)و(ملائكة وشياطين). ويبدو أنهم موجودون حقيقة فى أماكن ربما أقرب إلينا مما نتخيل, وهم أقسموا على الانتقام من كل شىء لصالح لا شىء غير اللعب بالكبريت. تقول صفحتهم المنشورة بالإنجليزية: إن الأناركية فكر ثورى اجتماعى يهدف لتحرير الطبقة العاملة سياسيًا عن سلطة الدولة واقتصاديا عن الرأسمالية, ولتنفيذ ذلك يمرون بمراحل أولاها: الدعاية الإعلامية وما قبل آخرها: إضراب عام مستمر وإغلاق الشوارع والعصيان المدنى واحتلال وسائل الإنتاج, ثم تفكيك الدولة والجيش, فالمؤسسات هى أم الشرور, وأنه فى المجتمع الأناركى يعمل كل فرد بقدر ما يستطيع ويأخذ بقدر ما يحتاج.. وهذا بالضبط ما قاله ماركس الذى مات وهلك. ويردده عمرو عفيفى, ويتبعه متخلفون أقسموا بالشيطان أن الوجودية هى سر الكون.. فسبحان من خلقهم وخلقنا وخلق الكون. [email protected]