صراع خفى داخل الجماعة بين طرفى "الصقور" و"الحمائم" المجلس الثورى: الخلاف لن يؤثر على الجماعة حركة غربة بالخارج: تواصل بين الإخوان والحركات الثورية للخروج فى يناير والخلافات لن تؤثر الجبهة السلفية: "عبد الماجد" ناصح أمين للإخوان.. والشباب سيقود المظاهرات فى الأيام القادمة
تمر جماعة الإخوان المسلمين، بأكبر أزمة فى تاريخها منذ تأسيسها على يد حسن البنا، وعلى الرغم من معاناتها فى فترة الستينيات من القرن الماضى، إلا إن مرحلة ما بعد 30 يونيو 2013 وحتى الآن هى الأصعب فى تاريخ الجماعة، حيث تم عزلهم من على كرسى الحكم ومصادرة أموالهم وأحكام جماعية ضد قياداتهم بالإعدام، بالإضافة إلى اعتبار الجماعة منظمة إرهابية. وفى خلال المرحلة التى تلت بيان 3 يوليو 2013 لم تستطع جماعة الإخوان المسلمين أن تلملم أوراقها بل على النقيض من ذلك فقد تشهدت الجماعة أزمة داخلية حاليًا بين تيارين، أحدهما يتزعمه محمود عزت نائب المرشد العام للجماعة، وآخر يتزعمه كل من محمد كمال عضو مكتب الإرشاد، وأحمد عبد الرحمن رئيس مكتب الإخوان المصريين بالخارج. والأزمة داخل التنظيم وصلت ذروتها عقب إعلان مكتب الإخوان المسلمين فى لندن، إقالة محمد منتصر من مهمته كمتحدث إعلامى باسم الجماعة وتعيين طلعت فهمى متحدثًا جديدًا بدلاً منه فيما أعلنت 9 مكاتب إدارية بالجماعة رفضها للقرار. والأزمة الداخلية، التى تمر بها الجماعة، ظهرت للعلن بوضوح فى شهر مايو الماضي، وذلك على خلفية تباين وجهات النظر بشأن مسار مواجهة السلطات، وشرعية القيادة فى الظرف الجديد. ولم يقتصر الأمر فقط داخل الجماعة، بل وصل الأمر إلى توجيه النقد اللاذع من بعض القيادات الموالية للجماعة، وكان على رأس المنتقدين المهندس عاصم عبد الماجد القيادى بالجماعة الإسلامية والذى حمل فشل المرحلة السابقة برمتها إلى جماعة الإخوان المسلمين، وقال عبد الماجد، على الرغم من أن جماعة الإخوان المسلمين هم الأكثر عددًا وتنظيمًا والتيار الإسلامى كله والمتعاطفون معه توحدوا خلف الإخوان وتركوا لهم القيادة كاملة منذ معركة إعادة الانتخابات بين مرسى وشفيق حتى يومنا هذا، إلا إن جماعة الإخوان فشلت مرتين خلال هذه المرحلة مما ترتب عليه حدوث إحباط عند الكثير وعدد كبير من الإخوان أنفسهم ومن ثم تراجع زخم التظاهرات لقناعة الملايين التى كانت تتظاهر بأنهم غير قادرين على الحسم. وفى ظل الخلافات الحالية، بين جماعة الإخوان المسلمين فيما بينهم وبين انتقاد القيادات المتحالفة معهم تحل عن قريب الذكرى الخامسة لثورة 25يناير فى ظل توقعات أن تؤثر هذه الخلافات على خروج وتظاهر الجماعة ومؤيديها فى الشارع المصرى، ولكن هذا الافتراض فنده المحللون الذين رأوا أن الخلاف بين الجماعة هو خلاف فى وجهات النظر وليس خلافًا فى الحراك الثورى، وأن الذكرى الخامسة للثورة ستشهد وجودًا وزخمًا كبيرًا من جانب الجماعة بصفة خاصة والتيار الإسلامى كله بصفة عامة. وفى إطار ذلك ترصد "المصريون"، آراء أبناء التيار الإسلامى فى مدى تأثير الخلافات داخل جماعة الإخوان والانتقادات المتوالية لها من حلفائها على الزخم الثورى الذى تعد له الجماعة فى الذكرى الخامسة لثورة يناير.. "عبد اللطيف": الثورة القادمة يصنعها الشعب بالكامل وخلافات الإخوان لن تؤثر فى النزول للشارع فى البداية تقول مايسة عبد اللطيف عضو المجلس الثورى المصرى بالخارج والموالى لجماعة الإخوان المسلمين: إنه لا يوجد انقسام داخل الجماعة أو خلافات بين الإخوان وباقى التيار الإسلامى وإنما الموجود هو اختلاف فى وجهات النظر بكيفية إدارة الثورة وأظن أن كلام القيادات فى الخارج غير مؤثر على الداخل والحراك الثورى فى الشارع. وأضافت عبد اللطيف، إن الشباب لهم حسابات أخرى وتكتيكات أظن أنها بعيدة كل البعد عن الانقسامات، ومن الواضح أن الثورة القادمة هى ثورة شعب بكل أطيافه لأنه بعد اتفاق سد النهضة وتحويل مجرى النيل فإن الشعب سيثور دفاعًا عن وجوده وليس مجرد أن يعيش من أجل حياة كريمة. "محفوظ": الخلاف الأخير بين الإخوان "صدام".. وانتقاد "عبد الماجد" لهم طبيعى أما ماجدة محفوظ عضو حركة غربة بالخارج تقول: إن الخلاف الأخير والذى ظهر على السطح بين أفراد جماعة الإخوان المسلمين هو صدام كان ولابد منه بين من يريدون الهرب لأعلى بالأحداث من مسئولية المحاسبة وتسويفها الدائم بحجج واهية متعللاً بالأحداث المتصاعدة وغيرها وبين من يسعى بحق نحو المؤسسية وتنظيف الجرح قبل غلقه. وأضافت محفوظ، أن الفريق الذى يسعى نحو المؤسسية إنما أراد أن يضع يده على الأخطاء قبل استكمال المسيرة حتى يتثنى له عزل الذين أخطأوا فى حساباتهم وتسببوا فى هذه الكوارث التى نعيشها من جهة واختيار قيادة جديدة تفهم الواقع فهمًا جيدًا وتتخطى بتفكيرها العقول المتوقفة عند الخمسينيات من جهة ثانية. أما بالنسبة لتأثير الخلافات بين أبناء التيار الإسلامى الآن على الحراك الثورى والتظاهر فى 25 يناير القادم، فترى عضو حركة غربة، أن هذه الوقفة والمصارحة ستأتى بثمارها على حراك الشارع وقد ظهر ذلك جليًا فى حراك الأسبوعين الماضيين، حيث التحمت الصفوف ولأول مرة تنطلق كل القوى فى حراك واصطفاف غير معلن بعيدًا عن الحزبية والمحاصصة فى لحظة فارقة فى تاريخ الثورة المصرية، وأزعم أننا بدأنا موجة جديدة من الحراك الثورى التى سيكون لها التأثير الأقوى على النظام فى مصر. وأشارت محفوظ، إلى أن المهندس عاصم عبد الماجد، لديه آراء متأخرة فى بعض الأحيان ومتشددة فى أحيان أخرى قد يكون ذلك لاعتبارات سياسية أو غيرها. "الدوبى": تواصل بين الإخوان والحركات الثورية للتظاهر فى 25يناير والخلافات لن تؤثر من جانبه يقول صلاح الدوبى عضو جمعية العدالة لمصر وعضو بالمجلس الثورى المصرى، إنه لابد من وجود عملية الاصطفاف فى الوقت الحالى بشكل كبير وذلك لأن الهدف الأسمى والمهم أمام الجميع الآن هو تغيير النظام فى مصر. وأضاف الدوبى، أن المهندس عاصم عبد الماجد له احترامه ولكن يجب أن يرفع من شأنه لكى يكون فى صفوف الثوار ويشد من أزرهم وليس أن يكون ضد فصيل منهم حتى ولو كان صغيرًا وليس انتقادهم وكسرهم. وأشار عضو المجلس الثورى المصرى، إلى أن خلاف الإخوان بين القديم والجديد هو خوف الأب على ابنه والابن ليس له الحنكة حتى يدرك ذلك ولكن سواء كان قديمًا أم جديدًا فإن الهدف واحد وهو القصاص للشهداء وحياة كريمة لكل إنسان. فثورة مصر ملك لكل المصريين، وليست حكرًا على فصيل بعينه وأكبر كتلة هى الشعب نفسه ولا ثورة بدونه فلم يشعل الإخوان ثورة يناير ولكن شعب مصر كاملاً. فخلاف الإخوان يزيدهم قوة، وهذا فى صالح الثورة ونراه من خلال أدائهم الصادق وأن الشعب حاليًا فى حركة غليان، بسبب غلاء الأسعار والفساد الموجود فى كل مؤسسات الدولة، فالتواصل حاليًا دائم بين القوى الثورية الذين اتفقوا جميعًا على إسقاط النظام الحالى فى مصر مثل باقى الدول المتقدمة والشعب صاحب السلطة. "سعيد": "عبد الماجد" ناصح أمين للإخوان والشباب سيقود المظاهرات الأيام القادمة من جانبه يقول الدكتور خالد سعيد المتحدث الرسمى باسم الجبهة السلفية، إن موقف المهندس عاصم عبد الماجد، يمثل رأيه الشخصى لعدم اتفاق قيادات الجماعة على نفس الرؤى كالدكتور طارق الزمر مثلاً. كما أن موقف المهندس عاصم، هو موقف الناصح الأمين للإخوان ولعموم الإسلاميين وليس موقفًا مفاصلاً أو معاديًا لأحد. وعلى الجملة هو موقف من خارج جماعة الإخوان ولا تأثير له على أوضاعها الداخلية أو تحركاتها الواقعية والثورية. وتبقى الجماعة الإسلامية، والتى يمثلها المهندس عاصم عبد الماجد بشكل ما ربما غير رسمي، جماعة مناضلة وثورية وتحكمها الشورى ولها قياداتها ومشاركاتها وتضحياتها لا ينكرها عاقل ولا منصف. وأضاف سعيد، أما الانقسامات الداخلية فى جماعة الإخوان المسلمين أو ما يمكن تسميته بالصراع على القيادة فشأن داخلى لا يعنينا إلا من حيث النظر والتحليل والحرص على الثورة والصف الإسلامي، وإلا فلسنا طرفًا فيه ولكن نناقشه من حيث تحليله الموضوعى من جهة ومن حيث تأثيره على مسار الثورة من جهة أخرى. فهذا الانقسام هو تطور داخلى طبيعى داخل جماعة الإخوان، فقد كانت الجماعة قبل الثورة؛ تعانى من مستويين من التشقق أحدهما أفقى بين الجيل القديم والحديث، والآخر رأسى بين جناحى الحمائم والصقور، ودعم هذين المستويين من التشقق هو انسداد الحالة السياسية أواخر عهد مبارك ومنع كافة مسارب التنفس السياسي، وهذا يعنى دوران عجلة الإخوان السياسية فى الفراغ وبالتالى فإنه كان يدعم احتمال ظهور مثل تلك التشققات. وأشار المتحدث الرسمى باسم الجبهة السلفية، إلى أن ثورة يناير كعمل سياسى وحد الجماعة ورمم خلافاتها وانفصلت مجموعة الحمائم -إن جاز التعبير- فى هدوء كالدكتور حبيب وأبو الفتوح وغيرهما، فلما تعطلت العجلة من جديد ظهرت هذه المستويات فى إحدى أوضح صورها. أما تأثير الخلافات داخل الجماعة على المسار السياسى فمحدود، لأن القواعد التحتية والشباب على الأرض هم من يرسمون خريطة الثورة وهم من سيحددون مسار القيادة وأي قيادة ستعاند مد وتوجهات الشباب ستخسر بلا ريب فالثورة لا تزال فى الميدان ولن تؤثر الخلافات بين الطرفين على الحراك الثورى فى الشارع.