شهدت الجلسة التي عقدتها لجنة الصحة بمجلس الشعب أمس برئاسة الدكتور حمدي السيد لمناقشة البيان العاجل المقدم من النائب حسين بغدادي حول تعرض 30 ألف مريض بالفشل الكلوي لخطر الموت المحقق نتيجة استخدام مرشحات غسيل كلوي غير مطابقة للمواصفات تنتجها شركة للصناعات الطبية مملوكة للنائب هاني سرور وكيل اللجنة الاقتصادية ، مواجهة حادة وغاضبة بين بغدادي وسرور نتيجة العديد من الاتهامات الخطيرة التي وجهها مقدم البيان العاجل إلي الشركة المصنعة للمرشحات . واتهم بغدادي ، وسط حالة من الهياج من النائب هاني سرور ، الشركة بالغش والتدليس وتحقيق أرباح غير مشروعة تقدر ب 48 مليون جنيه ، ووصلت الاتهامات ذروتها بعد أن اتهم بغدادي زميله النائب بجريمة القتل العمد لمرضي الفشل الكلوي بتصنيع مرشحات مخالفة للمقاييس الفنية وأنها كانت سببا مباشرا في وفاة العديد من مرض الفشل الكلوي وقال إن الأمر المزعج والمخيف أن وزارة الصحة تعاقدت مع تلك الشركة التي وردت نحو 518 ألف جهاز لمستشفيات التأمين الصحي. واستند حيدر في اتهاماته إلي العديد من المستندات الصادرة من بعض المستشفيات الجامعية وبعض الجهات الخارجية التي تؤكد خطورة استخدام هذه المرشحات ومنها مستشفي الحسيني الجامعي ومعهد البحوث الطبية ومستشفي فيصل ومعهد الصحة العالمية وقال حيدر لقد وصلت الأمور التلاعب في البيانات الخاصة بالمرشحات بأوامر مدير الشركة وصاحبها. وأكد حيدر أن الشركة تقوم بإنتاج مرشحات وطرحها بالأسواق بدون تعقيم أو تغليفها بمواد تغليف لا تحافظ علي هذا التعقيم ، مشيرا إلى أن الأمور وصلت أيضا إلى أن بعض المرشحات مكتوب عليها أنه تم تعقيمها بواسطة أشعة جاما وبالرجوع إلي هيئة الطاقة الذرية أفادت أنها لم تقم بتعقيم أي منتجات لهذا المصنع منذ عام 1999 إلي عام 2004 . وأوضح بغدادي أن الأخطر أنه لا يوجد ما يثبت أن المواد الخام المستخدمة في التصنيع مطابقة للمواصفات العالمية وأن بعض هذه المرشحات تم اختبارها بواسطة إدارة الأطعمة والعقاقير بالولاياتالمتحدةالأمريكية ، ورصد تقرير الإدارة الأمريكية تجاوزات خطيرة تضر بصحة المرض فضلا عن قيام إدارة الأطعمة بإرسال محقق إلي المصنع في إبريل 2005 أثبتت في تقريره عدد من المخالفات الخطيرة والتي يأتي من بينها عدم استخدام الطرق التي تستخدم في طرق الفحص والاختيار التي تستخدم في التصنيع والتخزين وأن نسبة مادة البولي يوريثان التي تستخدم في التصنيع لم تكن سليمة. من جانبه ، رفض النائب هاني سرور وكيل اللجنة الاقتصادية بمجلس الشعب وصاحب الشركة كافة الاتهامات التي وجهها حيدر إليه ، وقال أنا لا أعلم من أين أتي بتلك المستندات أو المرشحات التي بين يديه ، مؤكدا أن شركته تعد من أربع شركات علي مستوي العالم تنتج هذه المرشحات ، وأن شركته تحتكر نصف السوق في انجلترا وأن كافة الاتهامات عبارة عن أكاذيب . وتساءل في عصبية : هل نحن غشاشين ونصابين وحرامية ونقتل المرضي كما اتهمنا طلب الإحاطة رغم أن الولاياتالمتحدةالأمريكية تطلب من الشركة توريد منتجاتها إليها. وأكد سرور أن وجود بعض الملاحظات علي الشركة ليست بنهاية الدنيا خاصة أن الملاحظات يتم تصويبها وهذا ما حدث مع وزارة الصحة المصرية التي وضعت 22 ملاحظة وتم تلافيها ، ووجه هاني سرور حديثه إلي حيدر قائلا له أنت تفهم أية في الكلام ده ، وقال هاني سرور إذا كانت الولاياتالمتحدةالأمريكية في البداية كان لها بعض التحفظات علينا فإنها ترجع إلي أسباب سياسية خاصة بعد أحداث 11 سبتمبر فضلا عن كوننا أنشأنا مصنع في سوريا ، ومضى مضيفا بلهجة عامية" أنا هادي يا جماعة لكن أنا عارف وحيدر عارف هو بيعمل كده ليه ؟ ! وقال أنا مش عارف حيدر جانب الخطابات ده منين ربما يمكن فيه دكتور شايف أننا دمنا ثقيل شويه ". وأكد هاني سرور من خلال العديد من المستندات المضادة التي قدمها إلي اللجنة والصادر عن مؤسسات أجنبية ومن مستشفيات عين شمس التخصصي وقصر العيني ومركز غنيم بالمنصورة لغسيل الفشل الكلوي والهيئة العامة للتأمين وغيرها من القطاعات الصحية الأخرى تؤكد كفاءة وجود المرشحات التي ينتجها المصنع ، مشيرا أن وزارة الصحة طلبت نحو 3 آلاف مرشح من المصنع . من جانبه ، حسم الدكتور حمدي السيد الجدل ، قائلا " إننا هنا مجموعة من الخبراء في مجال الطب ونستطيع أن نميز ما بين الأوراق المقدمة وطالب بعقد اجتماع أخر لاستكمال مناقشة هذا الملف ".