رأى المعهد المصرى للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن مصالحة النظام المصرى مع تركياوقطر تكاد تكون اقتربت فى الآونة الأخيرة، وذلك بعد أن كثر الحديث عن حراك دبلوماسى تقوده الرياض لإعادة العلاقات شبه المقطوعة إلا من التمثيل الدبلوماسي، عقب الإعلان عن التحالف الإسلامى فى 15 ديسمبر 2015. وحدد المعهد، فى دراسة نشرها بعنوان "احتمالات المصالحة بين مصر وقطروتركيا: المؤشرات والسيناريوهات" 5 مؤشرات تؤكد التقارب بين مصر والبلدين اللتين تدعمان جماعة الإخوان المسلمين بشكل مطلق، والتى جاءت على النحو التالي: أولاً: التحالف الإسلامي فى 15 ديسمبر، فاجأت المملكة العربية السعودية أغلب دول العالم، حينما أعلن وزير دفاعها الأمير محمد بن سلمان عن تدشين تحالف إسلامى لمحاربة التنظيمات الإرهابية، بقيادة السعودية ويضم إلى جوارها 33 دولة إسلامية بما فيها مصر وقطروتركيا أكثر الأطراف محل الخلاف فى المنطقة، فليس من المعقول أن تشارك دولة فى تحالف عسكرى وهناك خلاف مع دولة أخرى فى هذا التحالف، فقبول الأطراف لهذا التحالف يعد مؤشرًا مهمًا على التحرك فى تجاه التقارب. ثانيًا: تصريحات وزير الخارجية المصرى تناولت تصريحات وزير الخارجية المصرى سامح شكرى خلال لقاء تليفزيونى فى 16 ديسمبر المنصرم عدة ملفات كان أبرزها التلميح لإعادة العلاقات مع كل من تركياوقطر، ففى الشأن التركى اعتبر شكري، أن علاقة مصر بتركيا لابد وأن تعود لحاجة المنطقة لما اسماه "الجهود التركية". كما أشار "شكري" إلى أن مصر تتمنى أن تعود علاقتها مع تركيا ولكن على أساس الاحترام المتبادل بين الدولتين، وتطرق إلى الأزمة التركية الروسية قائلًا: إن مصر لن تنصر طرفًا على حساب طرف آخر. واعتبر المعهد أن هذه التصريحات للوزير المصرى بمثابة توجه مصرى جديد لعودة العلاقات مع تركيا مجددًا، خاصة بعد الحملة الإعلامية التى شنتها وسائل إعلام مصرية رسمية وخاصة تجاه تركيا بعد إسقاط سلاح الجو التركى لمقاتلة روسية اخترقت الأجواء التركية (24 نوفمبر 2015). واستشهد المعهد بما نشرته صحيفة "الوطن" المصرية، والتى أشارت إلى أن تفاهمات حول التقارب بين القاهرة وأنقرة جرت خلال زيارة الرئيس التركى رجب طيب أردوغان إلى الدوحة مطلع ديسمبر 2015، على أن تستكمل التفاهمات خلال لقاء "أردوغان" والملك سلمان بن عبد العزيز (29 ديسمبر 2015). الصحيفة ذكرت طبقًا لمصادر دبلوماسية، أن هناك تقارير استراتيجية رفعت للقيادتين السعودية والإماراتية تشير إلى أن علاقات مصر وقطروتركيا، لن تبقى كما هي، وستشهد تحولات تدريجية نحو مزيد من التقارب المحسوب أو البارد. ثالثًا: التهنئة المصرية لقطر فى 18 ديسمبر 2015 والذى يوافق اليوم الوطنى لدولة قطر، تبادل أمير قطر والرئيس المصرى التهانى بهذا العيد وهى المرة الأولى للسيسى منذ توتر العلاقات بين البلدين عقب الإطاحة بالرئيس الأسبق محمد مرسى وهو الأمر الذى رفضته الدوحة فى وقتها. رابعًا: لقاء السيسى وأمير قطر فى قمة المناخ ثمة مؤشر آخر على التقارب القطرى المصري، وهو اللقاء الذى تم بين أمير قطر والرئيس المصرى على هامش قمة المناخ والتى احتضنتها فرنسا مطلع شهر ديسمبر، ما اعتبره محللون مؤشرًا على التقارب بين البلدين. خامسًا: دعوات لتهدئة الشارع قبل 25 يناير القادم خلال الفترة الماضية، ازدادت الدعوات فى وسائل الإعلام التابعة للنظام لتهدئة الشارع وعدم الانجرار وراء الدعوات المطالبة بالتظاهر فى الذكرى الخامسة لثورة 25 يناير، خوفًا من تدهور الأوضاع فى مصر والوصول إلى الحالة السورية أو العراقية، وكذلك خطاب الرئيس عبدالفتاح السيسى فى ذكرى المولد النبوى والذى أشار فيه إلى أنه مستعد لترك السلطة إذا طلب الشعب من ذلك، هذه التصريحات تعد الأولى للسيسى والتى يتحدث فيها عن ترك السلطة وعن تظاهرات الشباب ضده، المؤشر الذى يعبر عن ضعف موقفه مع زيادة حالة السخط فى الشارع المصرى على الأوضاع التى أوصل السيسى إليها البلاد، فربما يعد هذا مؤشرًا عن قبوله لمصالحة ما تضمن عدم التصعيد ضده فى الشارع، وفقًا لوجهة.