شارك الرئيس عبدالفتاح السيسي للمرة الثانية منذ تولية سدة الحكم في البلاد في قداس الميلاد للمسيحيين للكاتدرائية المرقسية بالعباسية لتقديم التهنئة إلى البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية والكرازة المرقسية. ويعد السيسي الرئيس الوحيد من بين رؤساء مصر الذي يحضر الاحتفال حيث كان يكتفوا بإرسال مندوبين عنهم في تلك المناسبات. وهي المرة الثانية التي يحضر فيها المناسبة. وطلب السيسي من الحضور في الكاتدرائية المرقسية بالعباسية، قبول الاعتذار عما حدث للأقباط، في إشارة إلى أحداث العنف التي حدثت ضدهم عقب عزل الرئيس محمد مرسي. وقال في رسالة إلى الأقباط أثناء وقوفه بجوار البابا تواضروس والقيادات الكنسية: "ياريت تقبلوا اعتذارنا عن اللي حصل قبل كده". وقوبل السيسي بتصفيق حار من الأقباط المشاركين في القداس. وقال الكاتب جمال أسعد، إن "السيسي سطر تاريخ جديد للدولة المصرية، وإن زيارته إلى الكنيسة أمس أكدت أن هناك جينات مصرية تجمع كل المصريين بكل فئاتهم وطبقاتهم وديانتهم". وأضاف "زيارة الرئيس للكاتدرائية هي أكبر رد على من يحاول أن يفرق بين الأمة المصرية، موضحًا أن "الزيارة كانت لها بعد إنساني كبير لدى الأقباط بعدما كانوا يشعرون في بعض الأوقات السابقة أن لديهم مشكلات كبيرة بالدولة". ووصف اعتذار السيسي عن تخريب الكنائس بأنه "رسالة ذكية من الرئيس للأقباط ليؤكد لهم أن ما حدث بعيد كل البعد عن الدين الإسلامي، ويثبت للعالم كله أنه لافرق بين أي مواطن مصري وآخر". وقال محمد البيلي، عضو الهيئة العليا لحزب "المصريين الأحرار" معلقًا على زيارة السيسي للكنيسة الكاتدرائية لتهنئة المسيحيين بعيد الميلاد، "إنها المرة الثانية التي يقوم بها الرئيس ذلك وهو تأكيد بأنه رئيس لكل المصريين، وهي رسالة قوية للخارج التي تحاول إشعال الفتن بين المصريين". وأضاف أن "الزيارة تؤسس لدولة المواطنة علي أسس حقيقية، وتطبيقا لشعار كلنا مصريين دون النظر إلى الديانة"، مشددًا على أن "مصر في حاجة شديدة لنشر قيم المحبة والتسامح بين أبناء الشعب الواحد والبعد عن التعصب والعنف". وأشاد الدكتور عمرو نبيل، الأمين العام لحزب "الإصلاح والنهضة"، بزيارة السيسي للمرة الثانية إلى الكاتدرائية المرقسية بالعباسية، لتهنئة الأقباط بالاحتفال بأعياد الميلاد، قائلاً: "ندعم هذه الزيارة قلبًا وقالًبا، ونحن كقوى سياسية نقوم بمثل هذه الزيارات في محافظات مصر". وأضاف "زيارة السيسي، إلى الكنيسة لها معنى كبير ورسالة طمأنينة إلى جميع المصريين "مسلمين ومسيحيين" بأنه رئيس لكل المصريين وليس لفئة أو طائفة معينة، كما أن هذه الزيارة تؤكد على الوحدة الوطنية وتعمل على إجهاض أية محاولات تهدف إلى شق الصف والنسيج المصري الواحد". وأوضح أنها "رسالة موجهه لدعاة التخلف والتطرف الذين يحرضون المصريين على الكراهية والتشدد والتعصب". وقالت حملة "لا للأحزاب الدينية"، إن "زيارة السيسي للكاتدرائية، مساء أمس، تعد رسالة حب وطمأنة لأخواتنا الأقباط لمحاربة الفتن، كما تعد رسالة سلام ومحبة". وشددت الحملة في بيان على أهمية والإخاء والتسامح بين نسيج الوطن، مشيرة إلى أن مشاركة المسلمين أشقاءهم المسيحيين الاحتفال بعيد الميلاد تؤكد وحدة الشعب المصري وتماسكه في ظل الظروف الراهنة. وأضافت أن "المصريين مسلمين ومسيحيين، واجهوا كل الأزمات الماضية بوحدة وثبات وشجاعة، حتى انتصرت إرادتهم"، مشيرة إلى أن "محاولات بث الفتن الطائفية لن تهزم وحدة المصريين وإيمانهم الراسخ بوطنهم".