عندما تحدث الرئيس السيسي عن ضرورة تجديد الخطاب الديني في جامعة الأزهر سنة 2015 م كان المقصود خطاب ديني بشكله الحقيقي دون تطرف أوغلو ودون التشكيك أو نشر بذور الأفكار المتطرفة أو الغريبة التي وصلت لحد أن يخاف الناس والأمم من الدين الإسلامي. خطاب تنويري حقيقي، وليس خطاب من يدعي " إن حلم سيدنا إبراهيم عليه السلام - ذبح ابنه كان كابوس" ..... خطاب ديني وليس خطاب ( إسلام) من شتم وسب وقذف في مشايخ اجتهدوا في أزمنتهم ففهموا ما وصل إليهم من الدين فسجلوا ذلك حسب اجتهادهم. ومن ذلك ما لم يتغير عبر الأزمان وهي العقائد والعبادات، ومنه ما هو محل تغيير ومن يخلط أو يسيئ فهم ( الثابت والمتغير) سيقع لا محالة في الخطأ ، مهما كانت درجته العلمية ولو كان (أستاذ ورئيس قسم) ولقد رأينا أستاذ ورئيس قسم الحديث (جامعة الأزهر) يقع في المحذور عندما ذكر حديث (إرضاع الكبير). كذلك فهم العلماء وعامة الناس وحتى مفكريهم ومثقفيهم للحديث الذي ذكر (بول الإبل وألبانها) ، حديث صحيح يفهمه الجميع بشكل يخالف الحقيقة ويخالف المقصود به جملةً وتفصيلًا . يا سادة الفهم المغلوط للدين والتفكير المغلوط فيه وعدم البحث العلمي هو الذي أدى إلى التطرف منذ بداية السبعينات؛ لأن البذرة الأولى للتطرف بدأت بشكل من أشكال التدين ولم يتنبه لها أحد حتى صارت ما صارت إليه من غلو اعترف به قادة التطرف أنفسهم، ومنهم من هداه الله إلى الطريق الصحيح، فأصبح بقلمه وفكره شعلة للتنوير في المجتمع الدكتور (ناجح ) خير مثال . ومنهم ما تشبث بفكره المنحرف عن صحيح الدين وهرب بأفكاره، وهؤلاء لا يختلفون أبدًا عن (إسلام) وكل ذلك يفضي ويجر المجتمع إلى المصائب . وإن كان المثقفون لا يعلمون فتلك مصيبة وإذا كانوا يعلمون فالمصيبة أعظم . يا سادة الأزهر غير مسؤول عن المتدينين أو من عندهم عيوب خِلقية في الفكر ، الأزهر ليس سلطة بحد ذاته ولكنه جزء من سلطة الدولة يمثل الدين الصحيح . الأزهر لا يمتلك صكوك الغفران ولا مفاتيح الجنان، ولا الحور المقصورات في الخيام وليس له توكيل حصري لدخول الجنة أو النار كما يحب البعض أن يصور مشايخه وعلماؤه، في تشويه متعمد مع سبق الإصرار والترصد. الأزهر حصن مصر من التطرف وقلعة الفكر الإسلامي المستنير والسد المنيع ضد الجهل الديني والتطرف العقائدي والمذهبي . الأزهر يمثل عالمية الإسلام والمسلمين فلا داع لأن تحشروا موضوع (إسلام.... وإسلامه المخيف ) مع الأزهر. حكم على (إسلام ) بواسطة ( القضاء ) وليس بواسطة قسم من أقسام الجامعة المصرية العريقة ( فخر لكل مسلمي العالم ) .