"متقلقوش الميه مسألة حياة أو موت.. ودى دول لها حق تعيش زينا، وإحنا عشان كده قابلين بالتفاوض متخافوش يا مصريين.. أنا عارف إنكم قلقانين وأنا معاكم.. وأنا مضيعتكمش قبل كده عشان أضيعكوا دلوقتي".. هى كلمات استهل بها الرئيس عبد الفتاح السيسى تصريحاته الأخيرة بشأن المفاوضات الخاصة بأزمة "سد النهضة الإثيوبي" ليبعث حالة من الطمأنينة فى نفوس الشعب المصرى بعد الأنباء التى تواردت لبدء الإدارة الإثيوبية فى ملء السد. فعلى الرغم من المفاوضات التى استمرت لعدة شهور بين المسؤولين "المصريين والإثيوبيين والسودانيين" فى هذا الشأن إلا أن جميع الاجتماعات باتت بالفشل وعدم الوصول لأى حلول ترضى جميع الأطراف المتنازعة فمصر، توافق على إقامته ولكن تحت إشرافها أما إثيوبيا تعتبر هذا تدخلاً فى الشؤون وتعطيلاً لمصالحها التنموية. ليقف المصريون بين طيات التشاورات والمناقشات والاجتماعات دون إيجاد حل جذرى ينهى تلك الأزمة فترصد "المصريون" آراء الخبراء العسكريين وخبراء المياه والرى للوقوف على الحلول التى يجب على الدولة المصرية اتباعها فى حال تعنت إثيوبيا واستكمال بناء السد وتشغيله تحت إشرافها. فشل المفاوضات "الثلاثية والسداسية" بعد أن انتهت مباحثات السداسية بين مصر والسودان وإثيوبيا حول سد النهضة، بحضور وزراء الخارجية والرى فى الدول الثلاث، والتوقيع على "وثيقة الخرطوم"، والتى اشتملت على الالتزام الكامل بوثيقة إعلان المبادئ، وتحديد مدة زمنية لتنفيذ دراسات سد النهضة فى مدة تتراوح ما بين 8 أشهر إلى عام، واختيار شركة "ارتيليا" الفرنسية بمشاركة مكتب "بى أر ال" الفرنسى للقيام بهذه الدراسات. فعلى الرغم من إعلان أحمد أبو زيد، المتحدث باسم وزارة الخارجية، أن نسبة التوافق بشأن مفاوضات وزراء الخارجية والرى بمصر، والسودان، وإثيوبيا، وصلت إلى أكثر من 80%، إلا أن إثيوبيا بدأت بالفعل فى تحويل مجرى مياه النيل. وبعد فشل الجولة التاسعة والتى استمرت لمدة يومين من مفاوضات سد النهضة الإثيوبى وعدم وصول وزراء الرى لدول مصر والسودان وإثيوبيا إلى اتفاق بشأن التوفيق بين المكاتب الاستشارية للإشراف على دراسات المشروع، قرر وزير المياه الإثيوبي، موتوما ميكاسا، عرض، خلال اليوم الثاني، إسناد الدراسة إلى المكتب الفرنسى فقط، وذلك بعد فشل التوفيق بين المكتبين، لكن الجانب المصرى رفض المقترح، لأن المكتب الفرنسى مرشح من قبل إثيوبيا وهو ما لا يضمن حياديته. خبراء يرصدون حلولاً لإنقاذ الأزمة ولإيجاد حلول للحكومة المصرية بعد فشل المفاوضات فى سد النهضة، قال أحمد عبد المنعم الخبير في مركز مياه الشرق الأوسط، إن هناك العديد من البدائل أمام مصر فى حال انتهاء إثيوبيا من بناء السد وحجب حصة مصر من المياه، من أهمها ترشيد استهلاك المياه. واقترح "عبد المنعم"، خلال تصريحات خاصة ل"المصريون"، عدة بدائل وحلول تنقذ مصر فى أزمتها من نقص المياه، وهى أن يتم إلغاء زراعة ما يقرب من 100 ألف فدان أرز، لأن هذا سيوفر لمصر ما يقرب من مليار متر مكعب ماء، مؤكدًا أن مصر تستهلك ما يقرب من 10 مليارات متر مكعب مياه فى زراعة 100 فدان أرز فقط، فعلينا توفير هذه الكمية من المياه. واستكمل أنه من اللازم تطوير أجهزة الرى واستحداثها بأجهزة جديدة لتوفير أكبر قدر من المياه، مع استخدام طريقة الرى الليلى والابتعاد عن الرى فى الصباح لمنع تبخر المياه فى النهار. وتابع أنه لا بد من إقامة مشروعات نماء واستخدام الليزر فى الرى لتقليل إهدار المياه، مع استخدام أجهزة تسوية الأرض. فيما قال الدكتور ضياء القوصي، الخبير المائي، إن المستقبل المائى لمصر مجهول المعالم، وهناك احتمالات كبيرة تؤكد أن مصر لن تستطيع سد حاجتها من المياه خلال الأيام القادمة. وأكد القوصي، فى تصريح خاص ل "المصريون" أنه من المفترض أن يكون هناك حلول ومبادئ لكن جميعها فى يد الحكومة وهى بمفردها القادرة على حل تلك الأزمة. وللتعليق على ذلك الفشل أيضًا قال دكتور نادر نور الدين، الخبير المائي، إنه على الرغم من إعلان مبادئ سد النهضة والذى يرفضها كل المصريين لأنها لصالح إثيوبيا بنسبة 100%، إلا أن إثيوبيا لا تلتزم بها. وأضاف فى تصريحات صحفية له، أن البند الخامس نص على أن خبراء الدول الثلاث يحددون نظام الملء الأول لخزان سد النهضة، إلا أن إثيوبيا أخذت القرار بمفردها بالأمس ببدء التخزين بعيدًا عن شركائها فى المباحثات وشركائها فى النهر لأنها لا تلتزم بأى مواثيق ولا معاهدات. واستنكر نور الدين عدم وجود إنسانية لأنه ينبغى الانتظار حتى قدوم أول فيضان غزير بملء الخزانات الثلاثة الفارغة للسدود السودانية روصيرس وسنار على النيل الأزرق وميروى على النيل الموحد ثم يملأ ولو جزئيا خزان بحيرة ناصر فى مصر والذى وصل منسوب المياه فيها إلى حده الأدنى، ولكن كل هذا لا يعنى إثيوبيا فى شيء لأنهم معدومو الإنسانية وقرروا بدء التخزين فى ذروة السنوات العجاف. واستعجب الخبير المائى من ترك وزير الورى لمفاوضات سد النهضة، قائلا: "ما يصحش يا وزير الرى ترك مفاوضات مصر فى الخرطوم وسد النهضة، من أجل أن تشرف على افتتاح الرئيس السيسى لمشروع المليون ونصف فدان فى الفرافرة. خبراء: الحل العسكرى هو الأمثل وللرد على كل الأفعال التى يقوم بها الجانب الإثيوبى رصد البعض من الخبراء أن الحل سيكون برد عسكرى وضربة قوية لسد النهضة فى حين استبعد الخبراء العسكريون هذا الحل، حيث قال اللواء حسين زكريا، الخبير العسكري، وأستاذ العلوم الاستراتيجية، إن مصر قد تضطر لضرب إثيوبيا عسكريًا حتى لو تأزمت الأمور بين البلدين، ذلك لأن الدستور المصرى يمنع مصر من الاعتداء على أى دولة حتى لو تخطت الحدود. وأكد "زكريا" فى تصريحات خاصة ل"المصريون"، أن مصر سيكون من حقها ضرب إثيوبيا عسكريًا فى حالة اعتداء إثيوبيا على مصر بشكل عسكري، مشيرًا إلى أن هذا لن يحدث. وأوضح "زكريا" أنه إذا لجأت مصر إلى الحل السياسى بدل العسكري، سيكون أفضل بكثير. فى حين قال اللواء حمدى بخيت، الخبير العسكري، إنه يستبعد أن تلجأ مصر للحل العسكرى مع إثيوبيا، مهما تأزمت الأمور بين البلدين. وأوضح بخيت فى تصريحات خاصة ل"المصريون"، أن التدخل العسكرى لحل مشكلة سد النهضة سيكون آخر الحلول التى من الممكن أن تفكر مصر فى اللجوء إليها. فيما قال اللواء مختار قنديل، الخبير العسكري، إن مصر قادرة على ضرب إثيوبيا عسكريًا، لأن هذا الخيار الوحيد أمام مصر، مشيرًا إلى أن بناء السد سيحدث مشكلات كثيرة لمصر. وأكد "قنديل"، خلال تصريحات صحفية، أن هذا الأمر يتطلب استعدادات كاملة، خاصة أن السد عبارة عن "خرسانة مسلحة"، كما أنه يجب التنسيق مع السودان فى هذا الأمر من خلال إحدى القواعد العسكرية الموجودة بها. وأشار قنديل إلى أن موضوع الخيار العسكرى يجب أن يكون سرًا، ولا تتم مناقشته على الهواء، فمثلاً فى الحرب مع إسرائيل تم التنسيق مع سوريا سرًا ولم تكن تعلم إسرائيل أو أمريكا، وتم الحفاظ على السر حتى موعد الحرب.