"لدينا حرية إعلام غير مسبوقة، ولا يوجد أى ضغوط تمارس على حرية التعبير والفكر، مفيش حد فى الإعلام أو الصحافة أو التليفزيون يمكن أن يتم الحجر على رأيه، ولم يحاسب أى صحفى أو إعلامى على رأيه منذ اعتلائى السلطة فى مصر"، تلك إجابة الرئيس عبد الفتاح السيسي، حول حرية الإعلام فى مصر، خلال حواره مع شبكة «سى إن إن» الأمريكية. وبرغم من تلك التصريحات إلا أن هناك العديد من الإعلاميين الذين تم إيقافهم والكتاب الذين تم منعهم من الكتابة لمجرد انتقادهم الرئيس أو الحكومة، فضلا عن الصحف التى تم إيقاف نشرها. صحف تم إيقافها عودة الرقابة على الصحف أصبحت واضحة فى عام 2015 بوقف طباعة الكثير من الصحف، اعتراضا على مانشيت أو مقال، وفرم النسخ المطبوعة، فقد أوقفت مطابع الأهرام طباعة صحيفة الصباح الأسبوعية فى عددها بتاريخ 22/8/2015 بسبب مقال، بالإضافة إلى جريدة “المصريون” التى أكد الكاتب الصحفى جمال سلطان رئيس تحرير الجريدة، أن جهة سيادية قررت وقف طباعة الصحيفة اعتراضا على مقال رئيس التحرير واشترطت تغييره. كما تم فرم 48 ألف نسخة من عدد جريدة الوطن بسبب اعتراض جهة سيادية على مانشيت ومقال، ما أدى إلى تغيير إدارة تحرير الجريدة للمانشيت. ولم تكن هذه هى المرة الأولى للجريدة، حيث إنه فى 10 مارس 2015 تمت مصادرة الطبعة الأولى من جريدة الوطن بسبب تحقيق عن امتناع 13 جهة سيادية بالدولة عن سداد ضرائب الدخل الخاصة بالعاملين بها. كما أنه تم فرم جريدة صوت الأمة وسحبها من مراكز البيع. إيقاف وحبس الإعلاميين تم إيقاف مذيعة التليفزيون المصري، عزة الحفناوي، لانتقادها سياسات الحكومة والنظام، وذلك بعدما أبلغها محيى الدين سعد، رئيس قناة القاهرة المصرية، بوقفها عن العمل للمرة الثانية بناء على قرار من عصام الأمير رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون. وأشارت الحناوى، إلى أن وقفها عن العمل بسبب مطالبتها الرئيس عبد الفتاح السيسى بتطهير مصر من الفساد، قائلة: "خلى الاتحاد يطلع الحشرات اللى فى الاستوديوهات بدل ما يوقفونى عن العمل". كما استدعت المخابرات الحربية حسام بهجت، الصحفى فى "مدى مصر" بسبب نشره تقارير حول تفاصيل المحاكمة العسكرية لضباط بالجيش بتهمة التخطيط لانقلاب. أيضًا تم إلقاء القبض على رجل الأعمال صلاح دياب، مؤسس صحيفة "المصرى اليوم" بتهمة حيازة سلاح وسط تأكيدات من البعض بأن السبب الرئيسى للقبض عليه هو السياسة التى تتبعها المصرى اليوم فى الفترة الأخيرة من انتقاد للواقع المصري. كما أعلن الكاتب الصحفى جمال الجمل، المعروف بمقالاته الجريئة تجاه السلطة، وقف كتاباته بصحيفة المصرى اليوم، قائلا: "كتبت على سحابة فلتسقط الرقابة فصادروا السماء". وفى السياق نفسه، أكد الكاتب تامر أبو عرب أن وقفه جاء بناء على ضغوط تعرضت لها الجريدة من جهات سيادية بسبب هجومه على الرئيس عبد الفتاح السيسي. وقال أبو عرب، عبر حسابه الشخصي، بموقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك": "من 14 شهر تقريبا طلبنى رئيس تحرير المصرى اليوم الأسبق فى مكتبه وقالي: شوف بقى أنا مش هسمح لك تكتب السيسى فى أى عنوان مقال تاني، الدنيا أوسع بكتير من كده، اتكلم عن الحكومة، عن مشاكل الناس، عن أى حاجة تانية، بس متكتبش أى مقال تانى فى عنوانه كلمة السيسي". وأعلن الكاتب والروائى الدكتور علاء الأسوانى أنه توقف عن الكتابة فى صحيفة المصرى اليوم، قائلا: "لم يعد مسموحًا إلا برأى واحد وفكر واحد وكلام واحد، وأنه لم يعد مسموحا بالنقد والاختلاف فى الرأي، وإنما لم يعد مسموحا إلا بالمديح على حساب الحقيقة". خبراء: هجمة شرسة على الإعلام فى عام 2015 الخبير الإعلامى هشام قاسم، أكد أن الإعلام فى مصر يعيش أسوأ عصور الحرية، مشيرا إلى أن الرئيس نفسه قالها صراحة إنه لا يرد هجوما من الإعلام أو انتقادا له. وأضاف قاسم فى تصريحات خاصة ل"المصريون"، أن هناك هجمة واسعة من النظام المصرى على الإعلام فى الفترة الأخيرة لتقييد حريته، خاصة أن النظام يرى أن من واجبات الإعلام التطبيل له على حسب قوله، وعدم التعرض له من أى اتجاه. وأشار إلى ضرورة سؤال الرئيس عما يحدث من تجاوزات فى حق الإعلاميين حتى لا يحدث تماديا فى التجاوزات أكثر من التى نعيشها الآن، قائلا: "إن هناك تراثا من المطبلاتية وهناك اعتقاد لدى الرئيس بأن الإعلام يجب أن يسانده". ومن جانبه، قال خالد البلشى رئيس لجنة الحريات بنقابة الصحفيين، إن أوضاع الصحفيين فى أسوأ مرحلة مرت بها على مر التاريخ، بسبب التضييق على حرية الصحافة والمناخ العام الذى يمارس فيه الصحفيون عملهم. وأضاف البلشى فى تصريحات خاصة ل"المصريون"، أن الدولة تفرض على الصحافة قيودا لإخفاء الحقيقة، مشيرا إلى تخوف الدولة من إظهار حقيقة الوقائع، مؤكدا أن الدولة والنظام الحالى لديه مشكلة مع الصحافة، موضحا أن دور النقابة يتمثل فى الضغط على النظام من أجل حماية الصحفيين. فيما قال أبو المعاطى السندوبي، عضو الجمعية العمومية لنقابة الصحفيين، إنه على النقابة أن تتخذ مواقف أكثر شدة للدفاع عن أبناء المهنة، فضلا عن اتخاذ إجراءات عملية لحماية الصحفيين. وأضاف السندوبى فى تصريحات خاصة ل"المصريون"، أن النظام يتمادى فى العدوان على الصحفيين من انتهاكات بتكسير معدات الصحفيين والمصورين لعدم وجود جهات رقابية عليها تحاسبها على الأخطاء فى حق الزملاء، بعد أن رفع المجلس الأعلى للصحافة يده عن أخذ حقوق الصحفيين.