قررت هيئات إعلامية أوروبية, من بينها وكالة فرانس برس ومجلة تايم وصحيفة فاينانشل تايمز بنيويورك, منح المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل "ملكة أوروبا" منذ فترة طويلة, الشخصية الأكثر نفوذًا للعام 2015. وقالت صحيفة تايمز, إن ميركل "أصبحت شخصية أوروبية مرموقة، ميركل زعيمة أوروبية بلا منازع للقارة، توازي عمالقة ألمانيا ما بعد الحرب على غرار كونراد أديناور وهلموت شميت وهلموت كول، بل ربما تتجاوزهم". وصرح وزير المالية اليساري اليوناني السابق يانيس فاروفاكيس: "ربما لو كنت ألمانيًا، لصوت لميركل". ووسط فترة اضطرابات وانقسامات متنامية في أوروبا طالبت أخصائية الكيمياء، البراغماتية التي يلقبها الألمان تحببا "موتِي" (أي "ماما")، بالتقويم المالي ونادت بالمبادئ الإنسانية، وغالبًا ما أثارت ردود فعل متفاوتة. بشكل خاص أدت المبادرة الجريئة وغير المعهودة التي اتخذتها قائدة أقوى اقتصاد أوروبي بفتح أبواب ألمانيا أمام اللاجئين السوريين إلى إضعاف شعبيتها التي لطالما كانت تسجل مستويات قياسية في استطلاعات الرأي في بلدها، وإلى عزلها وسط نظرائها في ملفات رئيسية في الاتحاد الأوروبي. وصرح رئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رنزي بنبرة أكثر دبلوماسية بأنه على الرغم من تقديره لميركل "على أوروبا أن تخدم 28 بلدا، وليس واحدا فقط". وواجهت ميركل أشدَّ الانتقادات بعد قرارها في سبتمبر فتح أبواب بلادها أمام موجة قياسية من اللاجئين الذين توافدوا من بودابست، أغلبهم مشيا عبر البلاد. وكررت ميركل شعارها "سنحقق ذلك" في مسعى لتشجيع بلاد تحاول استقبال مليون مهاجر وفدوا هذا العام. ولقب لاجئون المستشارة "ماما ميركل" وتوافدوا لالتقاط الصور برفقتها، فيما وضعتها مجلة "شبيجل" على الغلاف بصورة الأم تيريزا.