لقد قرأت حوار مع الموسيقار / هاني شنودة الذي أجرته معه احدي الصحف الأسبوعية بمناسبة ذكري ميلاد سيد المرسلين سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم وقد استوقفتني كلماته التي قالها للمحاور عندما سأله . لماذا فكرت في تقديم أغاني دينية عن الرسول الكريم ؟ فقال " أنا قدمت هذه الأغاني رداً لجميل سيدنا محمد الذي قال أوصيكم بأقباط مصر خيراً فإن لنا فيهم نسباً وصهراً وعندما يقول رسول الإسلام عني أنني نسيبه وصهره ولا أمدحه أكون " قليل أصل " " وأنني أقول إن كلام هذا الموسيقار ينم عن وطنية صادقة ومشاعر جياشة لنبينا العظيم محمد وهذا يذكرني بالكثير من الشعراء والفلاسفة والأدباء من الشرق والغرب مدحوا سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم وهم لا يدينون بديانته والأمثلة كثيرة فعلي سبيل المثال نتذكر قول الشاعر اللبناني حليم داموس في قصيد مدح بها النبي محمد مطلعها . أني مسيحي أحب محمداً & واراه في فلك العلا عنواناً ونلمس أيضاً صدق مشاعر الشاعر السوري القبطي جاك شماس والذي قال في مدح الحبيب محمد في قصيدة " خاتم المرسلين " منها ماذا أسطر في نبوغ محمد & أنايا محمد من سلاله يعرب أهواك دين ومحبة وتفاني & وأذ ود عنك مولها ومتيما وإذا قرأتم للرسول تحيه & فلتقرءوه تحية النصراني مهما مدحتك يا رسول فانكم & فوق المديح وفوق كل بياني والمجال لا يتسع للكثير من الشعراء المسيحيين والذي أبدعوا في مدح الرسول الكريم ونذكر منهم مثلا الشعراء وصفي قرنفل ، وجورج صديح ، و سعد جريس وجورج سلستي ، ومحبوب الخوري ورشيد الخوري وشعبي الملاط ويوسف البقاعين وأغلبهم من بلاد الشام وغيرهم الكثير الكثير من الكتاب والفلاسفة والمفكرين والأدباء وكلهم لا يدينون بالإسلام ولكنهم قالوا قوله وحق وصدق في نبينا المرسل وها هو الشاعر الروس " بوشكين " يكتب ويقول " شق الصدر ، ونزع منه القلب ، وغسلته الملائكة ، ثم أثبت مكانه . قم أيها النبي وطف العالم وأشعل النور في قلوب الناس " ونرجع للشاعر السكندري السوري الأصل القبطي أيضاً " ميشال مغربي" والذي يقول في قصيدة مطلعها : لا عيد للعرب إلا هو سيدة & ما دارت الأرض حول الشمس دورتها هي العروبة لا ينهد حائطها & يا صاحب العيد يا من لك في الغرب عرفانا ويحضرني ونحن بصدد هذا الموضوع أن نذكر أن مسلمي ومسيحي مصر والذين يحتفلون معاً هذه الأيام ذكرى مولد سيدنا محمد وسيدنا عيسي عليهما السلام أحباء وأخواناً من قديم الأذل وفي الأفراح والأحزان يداً واحدة ونذكر أن أحد المجرمين استهدف موكب رئيس وزراء مصر أنذاك مصطفي النحاس فحاول طعنه بخنجر ليقتله ولكن تلقاه سينوت حنا باشا وأفدي النحاس بحياته وتوفي فيها سينوت حنا ونذكر أيضاً قول اللورد كرومر عندما كانت بلادة تحتل مصر أثني علي شعب مصر وعلي وحدته الوطنية وقال عن المسلمون والأقباط متحدون في كل شيء حتى أنهم يضحكون الضحكة سواء ويحزنون سواء وأنني بهذه المناسبة أتذكر قول الشاعر " علي الجارم" وهو يتكلم عن وطننا العربي بشعبه مسلميه وأقباط . بني العروبة إن الله يجمعنا & فلا يفرقنا في الأرض إنساناً وغدا الصليب هلالا في توحده & وجمع القوم أنجيلاً وقرأنا
ولله الأمر من قبل ومن بعد
صابر محمد عبد الواحد عضو اتحاد الكتاب الأفريقيين والآسيويين سوهاج / اخميم