تتفاعل المستجدات في ملف سد النهضة الإثيوبي مع تصاعد نبرة التهديدات المصرية لإثيوبيا بضرورة توقف العمل في السد، إذ تحاول القاهرة استدراج أديس أبابا إلى طاولة المفاوضات، بينما تسعى الأخيرة إلى انتزاع اعتراف دولي بأحقيتها في تشييد السد. ويُعقد يومي الأحد والاثنين القادمين، الاجتماع الفني بالخرطوم، والذي تأمل القاهرة الخروج منه بنتائج إيجابية وخصوصًا بعدما أبدت أديس أبابا "ليونة" في التعامل مع القضية مؤخرًا، بحسب مصدر معني بملف المياه. وأشارت المصادر إلى أن مصر أجرت خلال اليومين الماضيين عدة اتصالات بالمعنيين بملف سد النهضة في إثيوبيا، ووجدت أن هناك تجاوبًا منهم علي بعض المعطيات ومنها تقليل مدة عمل المكتب الاستشاري لتكون 9 أشهر بدلاً من 11شهر، إضافة إلي توقيع اتفاقية ملزمة فيما يخص فترة ملئ خزان سد النهضة. وفي هذا السياق، استنكر الدكتور نادر نور الدين، خبير الموارد المائية والأستاذ بجامعة القاهرة، بنود التفاوض التي يعمل عليها الجانب المصري، قائلاً: "هناك استهتار ليس له مثيل، وتغييب مصري كامل عن الوعي وعن خطورة القضية". وتساءل نور الدين: "كيف يمكن إعطاء إثيوبيا تسعة أشهر إضافية كفرصة لبناء السد دون أن تنص الاتفاقية صراحة على ضرورة توقف الأعمال الإنشائية في سد النهضة"؟! وتابع: "ستطلب مصر تخفيض مدة عمل المكاتب الاستشارية إلى 9 أشهر بدلاً من 11 بخلاف أربعة أشهر للخبير الدولي عند الطعن في التقرير، وهذا البند ستستخدمه إثيوبيا في صالحها طالما أن الاتفاقية لم تُلزم إثيوبيا بوقف البناء في السد". وأضاف "مصر ستطلب توقيع تفاهمات حول نظام الملء الأول لسد النهضة يكون ملزما لإثيوبيا؟!، مع العلم أن هناك اتفاقية إعلان المبادئ تنص على حق إثيوبيا في تغير ما يتم التوافق عليه وإخطار مصر والسودان بالتعديلات". وطالب الخبير المائي، المفاوض المصري بالتركيز على ضمان حصة مصر من المياه، والحديث عن حجم التدفقات التي ينبغي صرفها يوميًا وسنويًا من خلف السد ولا تقل عنها، وحصة مصر في سنوات الجفاف.. وهل الأولوية ستكون لتوليد الكهرباء أم للشعب المصري العطشان؟. من جانبه، قال الدكتور نور عبد المنعم، خبير المياه، إن مصر ليس أمامها طريق آخر غير التفاوض وإن طال الزمن، مضيفًا: "ليس هناك وسيلة أخرى للتعامل مع سد إثيوبيا بخلاف التفاوض". وحذر من خطورة اللجوء إلى حلول أخرى بخلاف التفاوض الفني، معتبرًا أنه "لابديل" عن الجلوس على طاولة المفاوضات لأن بغيرها ستلتهب الأوضاع والمنطقة بأكملها. ويعقد الاجتماع الفني السابع لدراسة الآثار المترتبة علي بناء سد النهضة الإثيوبي يومي الأحد والاثنين القادمين في العاصمة السودانية الخرطوم، بعد فشل الأطراف خلال الاجتماع السابق في التوصل إلي نتائج مرضية، وتعقد القاهرة آمال كبيرة على نجاح المفاوضات الفنية.