يقول المثل الصينى الشهير .. إذا احترت فى أمر عدوك.. فالأفضل أن تجلس على حافة النهر.. وسوف يأتى لك التيار حاملا جثته..! ويبدو أن الدكتور محمد البرادعى طبق هذا المثل مع الدكتور توفيق عكاشة الذى تخصص فى الهجوم عليه وكأنه "غريما شخصيا" له. فعكاشة الذى طلب من البرادعى لكى يثبت أنه واحد من المصريين الذين خرجوا من قاع المجتمع أن يجيب عن السؤال الخالد كم عددا فى حزمت الجرجير؟ لابد أن يلتزم الصمت الآن إذا ما رد البرادعى بالقول إن عددها أكثر من عدد الأصوات التى حصل عليها توفيق عكاشة.. فى الانتخابات مؤخرًا، والتى جاء فيها حزب مصر القومى الذى يرأسه عكاشة فى ذيل القائمة فى المرتبة الحادية عشرة..! ولن يكون البرادعى وحده هو من سيشعر بالتشفى فى سقوط عكاشة وفشله فى الانتخابات البرلمانية إذ أن تعليقات "الفيسبوكيين" قد جعلت الفيس بوك ينفجر ضاحكًا خلال الساعات الماضية من السخرية من عكاشة الذى كان دائم التحدث عن نفسه بأنه محبوب وأن الغالبية من المصريين تؤيده لأنه رجل مستهدف بسبب مواقفه الوطنية، واستهدافه يأتى من مخابرات دولية ومن الماسونية العالمية.. ولعل أقسى وأظرف التعليقات على الفيس بوك كانت تلك التى تقول إن توفيق عكاشة قدَّم طعنًا فى الانتخابات لأنهم منعوا البط من التصويت..! وعكاشة بالطبع لم يكن يتوقع هذا الفشل الذريع فى الانتخابات إذ كان يعتقد أنه قد حقق نجوميته وشعبيته ستأتى به إلى البرلمان، وربما إلى مقعد الرئاسة..! ولكنه لم يدرك أن التصويت الشعبى بالرفض لم يكن موجهًا ضده وحده وإنما كانت رسالة احتجاج شعبية برفض كل ما يبث ويقال على الفضائيات التليفزيونية التى أصبحت أدوات ومعاول للهدم والتشويه والإثارة بدلا من أن تكون طريقًا للتوعية والبناء ورسم معالم الطريق.. والناس برسالتها أرادت أن تقول إنها تبحث عن الصدق فى القول الذى يرتبط بالصدق فى الأفعال فذاكرة الشعوب لم تعد ضعيفة والناس لا تنسى الأفعال ولا الأقوال. والناس فى هذا تحترم من يعبر عن وجهة نظر عقلانية هادئة حتى وإن اختلفت مع صاحبها فى الاتجاه والطريقة ولكنها تظل تعمل له رصيدا من التقدير فى مساحة واسعة من الاحترام والتجاوب.. والإعلام الذى يحاول أن يفرض فكره وأسلوبه على الرأى العام بالإيحاءات والتجريح فى الآخرين وبالمزايدة يفقد الإعلام رسالته ويتحول إلى مهرج وإلى مهيج أيضا فى طريق تكون نهايته دائما الخسارة.. وفقدان الاحترام وهذا الطريق اختاره كثيرون وكانت نهايتهم قاسية.. وقاسية جدا..! السيد البابلي [email protected]