يبدو أن الخلافات التي تشهدها أروقة جماعة "الإخوان المسلمين" ألقت بظلالها على الذكرى الخامسة لذكرى 25 يناير، قبل أسابيع من حلولها، مع اختفاء نغمة الاصطفاف الثوري، وانشغال قيادات الجماعة بترميم الشرخ الداخلي على حساب الحشد في ذكرى الثورة. ومنذ حوالي أسبوع، تشهد جماعة "الإخوان" خلافات كبيرة، هي الثالثة من نوعها خلال عام بعد أزمتي في مايو وأغسطس، حيث شهدت الأزمة الثالثة بيانات متصاعدة تتحدث عن أزمة في إدارة التنظيم الأكبر في مصر الذي تم تأسيسه عام 1928. وانقسمت قيادات الإخوان لفريقين أحدهما يضم القيادات القدامى للجماعة، والثاني يمثل القيادات الشبابية، فيما وصف بالأزمة الأعنف داخل الجماعة، وقد أسفرت الأزمة عن إقالة عدد كبير من القيادات المحسوبة على الفريق الثاني، وسط مبادرات طرحها إسلاميون أبرزهم الدكتور يوسف القرضاوي لحل الأزمة. وقال سامر إسماعيل، الناشط المحسوب على جماعة "الإخوان"، إن "يناير القادم سيكون أضعف من أي يناير آخر من حيث التظاهر والفعاليات منذ 2011"، مشيرًا إلي أن "السلطة الحالية ستحاول جاهدة أن تفاجئ الشعب بشيء إيجابي كبير لإشغاله عن أي تفكير في التظاهر". وفيما يتعلق بجماعة الإخوان قال إسماعيل ل"المصريون": "إنهم في أضعف حالاتهم الآن والخلاف التنظيمي الحالي حقيقي مائة في المائة وهو منذ أكثر من عام". وأكد أن الحركات الثورية لم يتبق منها سوى مسمياتها كما لم يبق من تنظيم الإخوان المعروف بتماسكه التنظيمي وطاعة الأفراد للقيادة سوى الاسم. وطالب إسماعيل بأن تتواصل القيادة السياسية الحالية مع الشعب كله بمؤيديه ومعارضيه وحتى مع السجناء السياسيين وتدخل معهم في حوار بناء وتعمل قدر الإمكان على معالجة الجرح الذي وقع ضد أكبر قوة سياسية في البلاد عند فض اعتصامي رابعة والنهضة بالقوة. من جانبه، تمنى المهندس أحمد السباعي، عضو الهيئة العليا لحزب "الوطن" أن يتجاوز الإخوان خلافاتهم بحب ويعودوا بقوة، لأنهم "قاطرة العمل الإسلامي ليس في مصر وحدها بل في العالم". وحول ما إذا كانت الخلافات ستؤثر على الثورة، تساءل السباعي: "أي ثورة؟ هي مجرد دعوات للخروج للتظاهر لم تشارك كل قوى المعارضة فيها". في السياق ذاته، قال محمد نبيل المتحدث الإعلامي لحركة "6إبريل"، إن الرؤية لم تتضح بعد بشأن فعاليات ثورة 25 يناير. وأضاف "الحركة لم تعرف جدوى النزول حتى وقتنا هذا"، موضحًا أن "تشتت الثوار وما تعانيه جماعة الإخوان المسلمين من اضطرابات داخلية لا ينبئ بخير". يشار إلي أن نحو 40 معارضًا دعوا للاصطفاف والتوحد قبيل الذكرى الخامسة لثورة 25 يناير قائلين "آن وقت اصطفافكم فلا تتأخروا وآن وقت رفض الظلم والقمع والفساد والفشل فلا تترددوا".