كشفت صحيفة "معاريف" العبرية عن حجم الخوف الذي يعيشه المستوطنون اليهود في الضفة الغربيةالمحتلة, بسبب تصاعد الهجمات الفلسطينية. وقالت الصحيفة في تقرير لها في 13 ديسمبر, إن عملية طعن حتى لو وقعت في تل أبيب, تشعر الإسرائيليين في الضفة الغربية بالخوف الشديد, وتدفعهم للبقاء بمنازلهم ثلاثة أيام متواصلة. ونقلت "معاريف" عن ضابط في قيادة المنطقة الوسطى بالجيش الإسرائيلي المسئولة عن الضفة الغربية, قوله إن أكثر ما يرعب الإسرائيليين في الضفة هو الطريق "443 ", الذي يشكل مصدر تهديد حقيقي لهم، لأنه شهد العدد الأكبر من الهجمات, التي ينفذها الفلسطينيون. وقال أحد المستوطنين الإسرائيليين الذين يسلكون هذا الطريق, وهو من سكان مستوطنة "موديعين", للصحيفة إن "الأمن مفقود على هذا الطريق, على الرغم من التواجد المكثف للجيش الإسرائيلي، الذي لم يمنع من قتل أحدهم في إحدى الهجمات الفلسطينية". وتابعت الصحيفة أن نوفمبر الماضي وحده شهد 41 عملية فلسطينية على الطريق "443 ", بين إلقاء الحجارة والزجاجات الحارقة واستخدام شعاع الليزر ضد سائقي المركبات الإسرائيلية، بجانب عمليات الطعن بالسكاكين. واستطردت " الإسرائيليون في الضفة في حالة ذعر, خاصة أن حوالي 16 ألفا منهم, يرتادون هذا الطريق". وكانت "معاريف" كشفت أيضا في 12 ديسمبر أن أجهزة الأمن الإسرائيلية غير متفائلة بشأن اقتراب نهاية موجة الهجمات الفلسطينية الحالية, بل إنها تتوقع زيادتها في الفترة المقبلة. وأضافت الصحيفة الإسرائيلية في تقرير لها أن ما يزيد ذعر الإسرائيليين أنه تم مهاجمة المواقع المرشحة لأن تكون معاقل لمنفذي الهجمات، وتم أيضا اعتقال المطلوبين من أسرتهم داخل بيوتهم، بالإضافة إلى التقييد على وسائل الإعلام "التحريضية", ورغم ذلك, لم تتراجع وتيرة الهجمات. وتابعت "الجيش الإسرائيلي بذل جهودا كبيرة في محاولة لوقف الهجمات الفلسطينية، لكنه لم ينجح حتى الآن", وأشارت إلى أن إسرائيل أصبحت تتأهب لحدوث الأسوأ. واستطردت الصحيفة " إسرائيل كانت نتعامل مع حوالي ستمائة شاب فلسطيني يشاركون في أعمال المواجهات بالضفة والقدس، إلا أنها تتخوف بشدة من سيناريو يشارك فيه ستة آلاف منهم, وهو ما يتطلب أن تكون جاهزة لمواجهة عمليات إطلاق نار أودهس أو عمليات تسلل فلسطينية إلى داخل المستوطنات في الضفة". وقالت أيضا :"الضفة تشهد جيلا من الفلسطينيين لا يخشى مواجهة الجيش الإسرائيلي, ولا يذكر جيدا عملية السور الواقي التي نفذها الجيش الإسرائيلي عام 2002، ولم يروا أيضا مشاهد الدبابات في مدن الضفة". وأضافت الصحيفة "إسرائيل لا تعرف حتى الآن إن كانت مضطرة لتنفيذ عملية سور واقٍ جديدة في الضفة، لكنها تحاول إيجاد وسيلة لإيقاف الهجمات الفلسطينية، ولم تنجح في ذلك بعد, خاصة في ظل انخراط الفلسطينيين في كل المناطق بهجمات ضد الجيش الإسرائيلي". وكانت "معاريف" قالت أيضا في وقت سابق إن المجتمع الفلسطيني يرى في العجز الإسرائيلي عن وقف الهجمات المتواصلة في القدس والضفة الغربية, ضوءا أخضر لاستمرارها. وأضافت الصحيفة الإسرائيلية في مقال نشرته في 7 ديسمبر أن على منفذي الهجمات أن يعلموا أنهم سوف يدفعون وعائلاتهم أثمانا فادحة جراء عملياتهم هذه، من خلال الإغلاق الكامل للأحياء التي يخرجون منها، وقيام الجيش الإسرائيلي بشن حملات الاعتقالات الجماعية، وهدم البيوت، والاقتحامات المتواصلة للمناطق الفلسطينية. وتابعت " الإجراءات السابقة تعني أن يدفع المنفذون ثمن عملياتهم بالقتل والموت، بينما يدفع ذووهم ثمناً آخر يتمثل في تلك العقوبات عقب موتهم". وأشارت الصحيفة إلى أنه لا بد من رفع وتيرة العقوبات ضد الفلسطينيين بما تشمله من مصادرة الأراضي، وهدم بيوت، وطرد عائلات المنفذين إلى قطاع غزة، ووضع القيود على حرية التحرك، ووقف تصاريح العمل، وفرض الإقامة الجبرية، وصولا إلى بناء تجمع استيطاني في كل مكان تحدث فيه عملية فلسطينية ضد اليهود. واستطردت "بات واضحا أن السياسة الإسرائيلية العاجزة تعني مواصلة سفك المزيد من دماء اليهود ومواصلة الهجمات الفلسطينية". وكان الكاتب الإسرائيلي أريئيل كهانا قال إن الهجمات الفلسطينية تتواصل, وكأن إسرائيل فاقدة القدرة، وعاجزة عن وقفها، رغم الموازنات المالية الهائلة, التي يتلقاها الجيش الإسرائيلي. وأضاف كهانا في مقال نشرته له صحيفة "معاريف" العبرية في 7 ديسمبر أن إسرائيل ما زالت تتلقى الهجمات الفلسطينية للشهر الثالث على التوالي, دون أن تجد حلاً لها. وتابع " رغم قرارات الحكومة الإسرائيلية بتعزيز القوات العسكرية، وإجراء الاعتقالات الجماعية وهدم منازل منفذي الهجمات، إلا أن كل هذه السياسات لم تنجح في كبح جماح الفلسطينيين، والنتيجة أن الهجمات تتواصل وكأن إسرائيل فاقدة القدرة, وعاجزة عن وقفها". واستطرد "رغم الموازنات المالية الهائلة التي يتلقاها الجيش الإسرائيلي، وكان آخرها موازنة عام 2016 التي بلغت خمسين مليار شيكل، ومع ذلك فلا ينجح هذا الجيش في الحد من الهجمات الفلسطينية، فضلاً عن وقفها كلياً، والنتيجة أن السكاكين تواصل طعن الإسرائيليين، والسيارات تواصل دهسهم في الطرقات"