أنشأ تنظيم الدولة الإسلامية المعروف إعلاميًا ب"داعش" جهاز مخابرات قوى منذ ظهوره جند فيه مجموعة كبيرة من حزب البعث التابعين لصدام حسين، كما جند أيضًا أطفال فى مقابل مادى ليبلغهم بمعلومات عمن يخالف أوامر التنظيم. ومنهم الطفل مهند الذى يعمل مخبرًا ويسترق السمع على الأحاديث فى أسواق الموصل ويبلغ التنظيم بمن يخالف قواعده. وقال صديق لأسرة مهند إن التنظيم عذب بائعًا أرشد عنه مهند هذا العام كما فرض غرامة عليه. كان أحد باعة الشوارع وأبلغ عنه مهند حين خالف حظرًا على بيع السجائر. وأنذر مقاتلو الدولة الإسلامية البائع بأن عقوبته القادمة ستكون القتل إن هو كرر فعلته وفق ما ذكرته وكالة رويترز للأنباء. ويتقاضى مهند 20 دولارًا عن كل مخالف للتعليمات يساعد فى ضبطه. مهند ليس سوى حلقة فى شبكة مخابرات أسستها الدولة الإسلامية منذ أن وضعت يدها على مساحات شاسعة من العراق وجارته سوريا. أما المخبرون فمنهم أطفال ومنهم مقاتلون أصقلتهم الحرب ومنهم ما بين هؤلاء وأولئك. ويشرف على الشبكة ضباط سابقون بالجيش والمخابرات كثيرون منهم ساعدوا فى بقاء صدام حسين وحزبه البعث فى السلطة لسنوات. كان ضباط عملوا فى عهد صدام عاملا قويا فى صعود الدولة الإسلامية وبخاصة فيما حققه التنظيم السنى المتشدد من انتصارات بالعراق العام الماضي. وفاقت الدولة الإسلامية حزب البعث قوة واجتذبت آلافا من أنصاره السنة. وانضم المجندون الجدد إلى صفوف ضباط صدام الذين يشغلون بالفعل مناصب مهمة بالدولة الإسلامية. عكف البعثيون على تعزيز شبكات جمع المعلومات التابعة للتنظيم وعززوا من التكتيكات على ساحات المعارك وهم عنصر رئيسى فى بقاء دولة الخلافة التى أعلنها زعيم التنظيم وذلك وفقا لما ورد فى مقابلات أجريت مع عشرات من بينهم قياديون سابقون بالحزب وضباط سابقون بالمخابرات والجيش ودبلوماسيون غربيون و35 عراقيا فروا فى الآونة الأخيرة من مناطق يسيطر عليها التنظيم إلى كردستان. يقول هشام الهاشمى المحلل العراقى الذى عمل لدى حكومة العراق إن من بين حقائب الدولة الإسلامية الثلاث والعشرين يدير ضباط سابقون عملوا فى نظام صدام ثلاثا من أهم الحقائب ألا وهى الأمن والجيش والمالية. قال وزير المالية العراقى هوشيار زيبارى – وهو كردى قضى سنوات فى معارضة نظام صدام- إن البعثيين السابقين الذين يعملون مع الدولة الإسلامية يقدمون للتنظيم إرشادات قيمة فيما يتعلق بالمتفجرات والإستراتيجية والتخطيط. وأضاف «هم على دراية بالأفراد والعائلات اسما اسما.» يوافقه الرأى مسئول أمنى كبير سابق فى حزب البعث قائلا «بصمات الدولة العراقية القديمة واضحة فى عملهم. يمكنك أن تحسها.» تعاون الطرفين زواج مصالح من أوجه عديدة. فليس ثمة عامل مشترك يذكر يجمع بين معظم ضباط البعث السابقين وتنظيم الدولة الإسلامية. وقد روج صدام للقومية العربية والعلمانية خلال معظم سنوات حكمه. لكن كثيرا من البعثيين السابقين الذين يعملون مع الدولة الإسلامية تدفعهم رغبة فى الحفاظ على النفس وكراهية مشتركة للحكومة التى يغلب عليها الشيعة فى بغداد. وهناك آخرون مؤمنون بفكر التنظيم بعد أن سلكوا طريق التشدد فى السنوات الأولى التى أعقبت الإطاحة بصدام وبعد أن آمنوا بذلك النهج فى ساحات المعارك أو فى السجون العسكرية الأمريكية أو السجون العراقية. وقال قائد أمنى سابق عمل فى جهاز المخابرات العامة العراقى من عام 2003 إلى عام 2009 إن بعض البعثيين السابقين الذين أبعدتهم حكومة العراق عن أجهزة الدولة كانوا فى منتهى السعادة لمجرد أنهم وجدوا مظلة جديدة تظلهم. وأضاف «داعش تدفع لهم.» وتأمل قلة قليلة من المشرعين السنة فى إقناع ضباط صدام السابقين بترك حلفائهم فى الدولة الإسلامية. لكن مسؤولا كبيرا قريبا من رئيس الوزراء العراقى حيدر العبادى قال إن التعامل مع هؤلاء صعب لأن البعثيين منقسمون بشدة بين مؤيد للدولة الإسلامية ومعارض لها. وتساءل «من هم؟ بعضهم يلوح بغصن الزيتون والبعض يلوح بالسلاح.» وقال سعد الحديثى المتحدث باسم العبادى إن الحكومة تعارض التفاوض مع البعثيين. وأضاف «لا مكان لهم فى العملية السياسية.. هم محظورون بموجب الدستور.» نقطة تحول فى تكريت بعد الإطاحة بصدام حسين عام 2003 بدأ سريعا بعض البعثيين فى التعامل مع تنظيم القاعدة فى العراق والذى كان البذرة التى انبثق عنها ما أصبح يعرف بتنظيم الدولة الإسلامية. كان صدام قد أدار دولة بوليسية قمعية. وحل الاحتلال الأمريكى حزب البعث ومنع مسؤوليه من المستويات العليا بل والمتوسطة من العمل فى الأجهزة الأمنية الجديدة. وغادر بعضهم البلاد وانضم بعضهم للتيار المناهض للولايات المتحدة. وبحلول 2014 عاد البعثيون والمتشددون لعقد تحالف فيما بينهم. ومع اجتياح مقاتلى الدولة الإسلامية لوسط العراق انضم إليهم جيش رجال الطريقة النقشبندية وهى جماعة تضم مقاتلين بعثيين. ويقول شيوخ عشائر سنية وبعثيون وقائد أمنى عراقى إن معظم المقاتلين خلال المراحل الأولى من الحملة العسكرية فى العام الماضى كانوا من رجال الطريقة النقشبندية ومن مجموعات أصغر من ضباط صدام. وقال مسؤولون عراقيون وعبد الصمد الغريرى المسؤول الكبير فى حزب البعث إن رجال الطريقة النقشبندية هم الذين جمعوا سكان الموصل فى الانتفاضة على بغداد وهم الذين خططوا وقادوا جانبا كبيرا من الزحف العسكرى فى العام الماضي. وقال الغريرى إن الدولة الإسلامية «انتزعت الثورة منا» رغم ذلك. وأضاف «لم نستطع الصمود فى المعركة.» وفى تكريت فتح مقاتلو الدولة الإسلامية سجنا وحرروا ما يصل إلى 200 من أنصار التنظيم. وتدفق المزيد من مقاتلى الدولة الإسلامية على المدينة كثيرون منهم مسلحون بأسلحة آلية ثقيلة. وقال مسؤول أمنى كبير فى صلاح الدين إن هؤلاء «أخذوا كل أسلحة الجيش ولم يعطوا رجال الطريقة النقشبندية شيئا. ركلوهم.» وبعد قليل من سقوط تكريت فى حزيران/يونيو 2014 التقى زعماء فصائل التمرد السنى الرئيسية فى منزل أحد أعضاء حزب البعث. وقال المسؤول الأمنى الكبير وشيوخ عشائر من تكريت ومسؤولون بعثيون إن الدولة الإسلامية خيرت البعثيين: إما أن تنضموا إلينا وإما أن تنتحوا جانبا. وتخلى بعض البعثيين عن التمرد وبقى آخرون ليملأوا صفوف الدولة الإسلامية الوسطى بذوى الخبرات الأمنية. وعزز هذا قوة نيران التنظيم وقوته التكتيكية. «هذه ليست القاعدة التى قاتلناها من قبل».. هكذا علق سنى بارز سبق وأن قاتل تنظيم القاعدة الذى مهد لظهور الدولة الإسلامية. وقال «تكتيكاتهم مختلفة. هؤلاء أناس تعلموا فى كلية أركان حرب. هم قادة سابقون فى الجيش وليسوا من ذوى العقول البسيطة. هم أصحاب خبرة حقيقية.» وقال كل من الغريرى وخضير المرشدى الناطق الرسمى بلسان حزب البعث إن الجناح المسلح للحزب فى حالة جمود بعد هزيمته. وقالا إن تنظيم الدولة الإسلامية قتل حوالى 600 من أنصار البعث ورجال الطريقة النقشبندية. وقال المرشدى «سياستهم هى قتل كل شخص وتدمير كل شيء… يبثون الخوف والموت فى كل مكان ويسيطرون على مناطق. كثيرون انضموا إليهم الآن. فى البداية كانوا بضع مئات أما الآن فربما تجاوزوا الخمسين ألفا.» «الجدران لها آذان» ترى إيما سكاى المستشارة السابقة بالجيش الأمريكى أن الدولة الإسلامية ابتلعت البعثيين فعليا. وقالت «الضباط ذوو الشوارب المنمقة أطلقوا لحاهم. أعتقد أن كثيرين أصبحوا ملتزمين دينيا فعلا.» وقال المسؤول الأمنى البارز فى صلاح الدين وعدد من شيوخ العشائر إن من أبرز البعثيين المنضمين للدولة الإسلامية أيمن السبعاوى ابن أخى صدام حسين ورعد حسن ابن عم صدام. وكلاهما كانا طفلين أيام صدام لكن الصلات الأسرية تحمل دلالة رمزية قوية. ومن الضباط الكبار فى الدولة الإسلامية الآن وليد جاسم الذى يعرف أيضا باسم أبو أحمد العلوانى وكان نقيبا فى المخابرات فى عهد صدام وكذلك فاضل الحيإلى المعروف باسم أبو مسلم التركمانى والذى يعتقد البعض أنه كان نائبا لأبو بكر البغدادى زعيم الدولة الإسلامية إلى أن قتل فى ضربة جوية هذا العام. وتشرف الوكالة الأمنية للتنظيم على أجهزة الأمن والمخابرات بالتنظيم فى الموصل أكبر مدن شمال العراق. وللوكالة ستة أفرع كل منها مسؤول عن الحفاظ على جانب من جوانب الأمن المختلفة. وعلى رأس الوكالة الأمنية فى العراقوسوريا ضابط مخابرات سابق من الفلوجة عمل فى عهد صدام هو إياد حامد الجميلى الذى انضم للتنظيم السنى بعد الغزو الذى قادته الولاياتالمتحدة ويعمل الآن تحت أمرة البغدادى مباشرة وفقا لما ذكره المحلل العراقى هشام الهاشمي. وتتولى (الحسبة) مسؤولية الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر فى الشوارع. ويعاقب العاملون فى الحسبة كل من يرونه مخالفا لأحكام الشريعة بدءا من باعة السجائر وانتهاء بالنساء اللاتى لا يلتزمن بالحجاب الكامل. وتدير الحسبة أيضا شبكة من المخبرين فتزرع أطفالا وفتية من أمثال مهند البالغ من العمر 14 عاما فى المساجد والأسواق وتزرع نساء فى الجنائز والتجمعات العائلية وفقا لما رواه سكان بالموصل. وقال ضابط المخابرات السابق «يجازى هؤلاء الأطفال بالهدايا أو بمكافآت مالية صغيرة. أما النساء فيجرى تجنيدهن فى الأغلب من عوائل (مقاتلى الدولة الإسلامية) وهن يجمعن المعلومات دون مقابل». ويقول سكان إن القمع بات شديدا فى الموصل حتى أن الناس بدأوا يرددون عبارة كانت متداولة فى عهد صدام: «الجدران لها آذان.» وألقت مقابلات مع 35 رجلا فروا فى الآونة الأخيرة من قرى حول الموصل تسيطر عليها الدولة الإسلامية الضوء على تفاصيل نادرة لما يجرى داخل الأراضى الخاضعة للتنظيم. وعلمت رويترز بهذه الروايات من خلال المقدم سرود عبد الصلال وهو مسؤول مخابرات كردى فى قاعدة تقع وراء خط الجبهة جنوبى إربيل. ومعظم أصحاب الروايات أعضاء سابقون فى قوات الأمن العراقية التى هزمتها الدولة الإسلامية بالموصل. وتحدث الرجال الخمسة والثلاثون عن تضييق على مناحى الحياة وعن مناخ من الشك المرضى لا يمكن الوثوق فيه بأحد حتى بين الأقارب. وأخبر رجل بالموصل عن أخيه الذى أعدمته الدولة الإسلامية فى أوائل تشرين الأول/أكتوبر بعد أن سب التنظيم والخلافة أثناء جدال مع ابنه الذى كان يريد الانضمام للتنظيم. وقال الرجل «كان أخى يصيح وسمعه الجيران. فى تلك الأثناء كانت مجموعة من الصبية تلعب أمام البيت. ولم يمض أسبوع حتى اعتقل أخى بتهمة سب الدين والدولة الإسلامية.» وقال أحد السكان إن فرق الإعدام التابعة للتنظيم تجيء عادة فى حافلة كبيرة نوافذها داكنة. وتغلق الشرطة الشوارع المحيطة بالمكان الذى سينفذ فيه الإعدام. وينفذ رجال مقنعون يرتدون السواد الإعدام إما بإطلاق النار أو بقطع الرأس. ومن يرى التنظيم أنه ارتكب أبشع جرم وهو سب الدين أو الدولة الإسلامية فتلقى جثته فى منطقة الخفسة الصحراوية إلى الجنوب مباشرة من الموصل حسبما قال سكان من المدينة. أما من أعدموا لجرائم أخف فترسل جثثهم لأسرهم ملفوفة بملاءة. شبكة من المخبرين يروى عدد من الفارين أن الوكالة الأمنية التابعة للدولة الإسلامية جمعت فى أيلول/سبتمبر نحو 400 من أفراد قوات الأمن العراقية السابقين وأعدمتهم. وتسلمت أسر من ألقيت جثثهم فى الخفسة ورقة تفيد بتنفيذ الإعدام فى ذويهم. ويصف شاب عمره 21 عاما من قرية تقع إلى الشرق من الموصل كيف أن جثة ابن عمه وصلتهم فى ثانى أيام عيد الأضحى. قال «أحضروها ملفوفة بملاءة وعليها ثلاث رصاصات.» وقال بعض الفارين الخمسة والثلاثين إن الناس ممنوعون من مغادرة أراضى الدولة الإسلامية. ومن يضبط وهو يحاول الهرب يكون مصيره الموت. وروى اثنان ما آل إليه مصير مجموعة من الرجال ضبطوا أثناء محاولتهم الرحيل فى الآونة الأخيرة. أمسكتهم الدولة الإسلامية وألقى جلادوها حاجزا خرسانيا فوق رؤوسهم. وصورت الواقعة وعرضت على شاشات ضخمة أقامها المتشددون فى ساحات عامة. ويقول الفارون إن الدولة الإسلامية زرعت نفسها فى كل قرية تقريبا وحولت بيوت ضباط الجيش العراقى السابقين إلى قواعد وأقامت شبكة من المخبرين. واستخدام الهواتف المحمولة ممنوع وكذلك الإنترنت. وقال فتحى وهو شرطى سابق عمره 30 من قرية إلى الشرق من الموصل «لديهم مخبر فى كل منطقة يبلغهم بأن فلانا وفلانا لم يذهبوا للصلاة.» وقال بعض الفارين إن محاولة هربهم امتدت شهورا حيث كانوا يتفادون نقاط تفتيش الدولة الإسلامية وبخاصة تلك المزودة بأجهزة لابتوب يستخدمها المتشددون للاطلاع على أسماء على قاعدة بيانات. واختبأ بعضهم فى مناطق أحراج على نهر دجلة. قال أحمد (32 عاما) إنه مطلوب لدى الدولة الإسلامية لانتمائه إلى فصيل عشائرى قاتل المتشددين قبل سقوط الموصل. ويروى كيف أنه لم يدخل داره منذ شهور لأنه يخشى أن تفشى إحدى بناته الصغيرات سر وجوده. قال «ربما يأتى أحد ويسأل بناتى عن مكاني.» وقال بعض الفارين إن قادة للدولة الإسلامية ترسل أبناءها لاستطلاع خبايا الأمور. وقال أحدهم إن المتشددين دفعوا مالا لباعة سجائر كى يبلغوا عمن يشترون منهم. وقال سعد خلف على الشرطى البالغ من العمر 31 عاما إن شبكة جواسيس الدولة الإسلامية منتشرة حتى أن الناس لا تتخلى عن الحذر داخل منازلها. كان على قد ألقى القبض عليه بتهمة التحدث بصورة غير لائقة عن التنظيم. نفى.. لكن مقاتلى التنظيم أظهروا له لقطات وهو فى منزله يتمنى أن تستعيد القوات الحكومية المنطقة. وقال الشرطى إن الفيديو صوره خلسة صبى من القرية. وتابع «يستغلون الأطفال الصغار لأن الناس لا ترتاب فى أمرهم.» توسل على للمتشددين كى ينال العفو وأفرجوا عنه بالفعل. لكنهم ما لبثوا أن أمسكوا به بعد أشهر بتهمة إبلاغ القوات الكردية والعراقية عن مواقع للتنظيم. هذه المرة كان من أبلغ عنه هو ابن أخيه وابن عمه. كان سيعدم لولا أنقذته غارة مشتركة من القوات الأمريكية والقوات الكردية الخاصة فى أكتوبر تشرين الأول هو و68 آخرين. تحت ضغط؟ من الصعب على بغداد إثناء البعثيين السابقين والضباط الذين عملوا فى عهد صدام عن العمل مع الدولة الإسلامية. بل إن الحكومة العراقية نفسها تكابد انقسامات داخلية فى حين أن أطراف حزب البعث التى لم تنضم للدولة الإسلامية لا تستطيع أن تتفق على ما إن كانت تريد محادثات بل وعلى من يمثلها. فى غضون ذلك.. تدور رحى الحرب. وفى تشرين الأول/أكتوبر الماضى أنشأت بغداد مكتبا خاصا لتبادل المعلومات بين العراق وإيران وروسيا والحكومة السورية. ويزود ذلك المكتب القوات الجوية العراقية بمعلومات عن مواقع الدولة الإسلامية. كثفت بغداد أيضا جهودها للتضييق ماليا على الدولة الإسلامية بمهاجمة منشآت نفطية والضغط على رجال الأعمال الذين ساعدوا المتشددين ووقف رواتب موظفى الحكومة فى المناطق الخاضعة لحكم التنظيم. وقال وزير المالية زيبارى إن الدولة الإسلامية فى الموصل ما كان منها إلا «ابتزاز مزيد من المال من الناس. يتحركون أكثر باتجاه الأعمال الإجرامية والخطف.» وشبكة مخابرات التنظيم تقف شاهدا على قدرته على النهل من موارد جديدة وعلى البقاء. بعد خروجه من السجن واجه أحمد الطائى -بائع السجائر الذى أبلغ عنه مهند ذى الأعوام الأربعة عشر- أبا الولد. وقال صديق للطائى إن الأب أقر بأن الدولة الإسلامية دفعت أموالا لمهند وفتية آخرين لمساعدتها. يقول بائع السجائر إن القبض عليه وحبسه جعلاه فى حالة تشكك جارف. يضيف «منذ خرجت من السجن تلازمنى حالة من الخوف الدائم. إذا أردت أن أقول أو أفعل شيئا يخالف أوامر وتعليمات الدولة الإسلامية أنظر حولى للتأكد من خلو المكان حتى من أصدقائى وبخاصة الأطفال الصغار. فقدت الثقة فى كل منحولي.» (شارك فى التغطية أحمد رشيد وستيفن كالين ومايكل جورجى من بغداد وفيل ستيوارت من واشنطن. (رويترز)