قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية إن قتل أعداد من تنظيم الدولة "داعش" لن يجدي نفعا، لأن التنظيم يعتمد أيديولوجيا معينة, وينبغي مواجهة هذه الأيديولوجيا ضمن الأشياء الأخرى. وأضافت الصحيفة في افتتاحيتها في 4 ديسمبر أنه حتى قبل حدوث هجمات باريس، كانت الولاياتالمتحدة وحلفاؤها صعدوا أيضا من الضربات الجوية على المنشآت النفطية التابعة للتنظيم في شرق سوريا. وتابعت " لكن القوة الحقيقية للتنظيم لا تكمن في استيلائه على مساحات شاسعة من الأرض ولا في الإيرادات النفطية أو مرافق التدريب أو القرب من الغرب أو السيطرة على عدة ملايين من الناس، ولكن قوته تكمن في مدى تأثيره على الجهاديين حول العالم". وأشارت إلى أن هناك حاجة إلى استراتيجية غربية شاملة للتعامل مع الخطر, الذي يشكله التنظيم, وعدم الاقتصار على شن الضربات الجوية, لأنها لن تستطيع أن تقضي على الأيدلوجيا, التي يتبناها. وكان النائب البريطاني عن حزب المحافظين آدام هولواي انتقد خطة رئيس الوزراء ديفيد كاميرون بشأن التدخل العسكري لمحاربة تنظيم الدولة "داعش" في سوريا, مرجحا فشل هذه الخطة. ونقلت "الجزيرة" عن هولواي قوله إن بريطانيا تريد أن تكرر في سوريا الأخطاء نفسها, التي ارتكبتها في أماكن أخرى. وأضاف أن معاصرته للحروب في البوسنة وأفغانستان والعراق وليبيا، والسنوات التي قضاها كجندي ومراسل وبرلماني، علمته ما كان واضحا وضوح الشمس، وهو أن مشاكل هذه الدول لا يمكن حلها, إلا إذا تم إصلاح السياسات المعوجة. وتابع " التحالفات الغربية التي تم تشكيلها على مدى ال 15 عاما الماضية، والتي شاركت فيها بريطانيا, استخدمت القوة العسكرية دون فهم ماهية محرك كل صراع على الأرض". واستطرد " هذا الجهل كان له آثاره الكارثية على عشرات الملايين من الناس في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا", محذرا من أن التدخلات العسكرية الغربية الجديدة في الشرق الأوسط مصيرها الفشل, وأن حل الأزمة السورية بحاجة إلى اتفاق سريع بين أمريكا وروسيا وتركيا وإيران والسعودية. وكان مجلس العموم البريطاني صوت في 3 ديسمبر لصالح خطة كاميرون حول توجيه ضربات لتنظيم الدولة في سوريا. وحصلت خطة كاميرون على تأييد 397 نائبا, مقابل رفض 223، وذلك بعد التصويت على مذكرة مضادة وقع عليها نحو 110 برلمانيين من مختلف الأحزاب، وتم رفضها بتصويت 93 لصالحها مقابل 211 صوتا.