"لماذا لم تسقط إسرائيل الطائرة الروسية التي دخلت مجالها الجوي"؟.. كان هو السؤال الذي حاولت الإجابة عنه صحيفة "جلوبز" العبرية. وبعد أيام على إسقاط الطيران التركي طائرة حربية روسية على الحدود السورية، أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعالون الأحد أن طائرة للجيش الروسي آتية من سوريا دخلت في الفترة الأخيرة "عن طريق الخطأ" المجال الجوي الإسرائيلي، وما لبثت أن عادت أدراجها. وذكرت الصحيفة أن توطد العلاقات بين موسكو وتل أبيب هو أمر ليس من قبيل المصادفة؛ ففي الشهور الأخيرة تم تشكيل محور جديد بالشرق الأوسط يتكون من إسرائيل وقبرص واليونان ومصر والأردن وسورياوروسيا والذي يستهدف بالأساس تركيا. ونقلت عن عيرين لرمان -نائب رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي السابق- قوله "إسرائيل ومصر وقبرص واليونان تعمل على إعادة القيادة التركية إلى صوابها ورشدها، والفكرة ليست فرض حصار وتطويق أنقرة وإنما إفهامها أن المطامح والمطامع التي تحرك سياساتها في السنوات الأخيرة لا يمكنها أن تتحقق، فإذا فهمت أصبحت بعد ذلك شريكا بناء في الحلف الجديد". ونقلت عن جورج بابادوبلوس -الخبير الأمريكي في شؤون الغاز - قوله إن حلفًا جديدًا نشأ بين إسرائيل وقبرص ومصر والأردن واليونان وروسيا في الشرق الأوسط؛ وعلى تل أبيب أن تعمل مع موسكو من أجل الحفاظ على أمنها؛ خاصة مع توسيع روسيا نفوذها وتأثيرها على الأرض وبشكل سريع، لهذا لم يبق لتل أبيب أي اختيار سوى التعاون مع موسكو فيما يتعلق بالملف السوري". وأضاف: "مصر في حاجا شديدة للغاز الطبيعي، فلماذا تخاطر تل أبيب وتضخ الغاز لتركيا، الدولة التي تمثل إشكالية، والتي تحتل جزءا من قبرص الآن، كما أن أنقرة ليس لديها سفير بتل أبيب ولا توجد أي علاقات سياسية بين الجانبين، إلا الحد الأدنى الضروري، وإذا أخذنا في الاعتبار وجود حلف ومنظومة جديدة بين قبرصوتركيا وإسرائيل ومصر والأردن، فلماذا إذن نضخ الغاز لتركيا؟".