أشاد السفير الإسرائيلي السابق في مصر، زفي مازل، بزيارة البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية, إلى القدس, للمشاركة في جنازة الأنبا إبرام, مطران القدس والشرق الأدنى. وقال مازل لصحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية في 27 نوفمبر إن هذه الزيارة تكتسب أهمية كبيرة, لأنها ستكون على الأرجح مقدمة, لإلغاء قرار حظر سفر المسيحيين المصريين إلى القدس, والذي تم اتخاذه في 1980 . وتابع " الزيارة هي إشارة إيجابية لإسرائيل، لأنه سيكون من الصعب جدا على البابا تواضروس الإبقاء بعد ذلك, على الحظر المفروض على زيارة رعيته لإسرائيل", حسب تعبيره. وأطلق مازل كلاما مستفزا للمصريين, قائلا :"الأقباط في مصر، الذين يشكلون نحو 10 في المائة من السكان، يتعرضون لضغوط من مواطنيهم المسلمين لمعارضة التطبيع مع إسرائيل, لكن الأوضاع تغيرت منذ أن قام الأقباط بدعم صعود الرئيس عبد الفتاح السيسي للحكم، وبات لديهم ثقة جديدة في التصرف وفق أهوائهم", حسب زعمه. وزعم أيضا أن تواضروس قد يكون حصل على الضوء الأخضر من النظام الحالي في مصر، لزيارة إسرائيل, بالنظر إلى ما سماها العلاقات الوثيقة التي تربط بين النظام المصري وإسرائيل في الوقت الراهن, وتعاونهما في الحرب على الإرهاب, على حد قوله. وأثارت زيارة تواضروس إلى القدس جدلا واسعا, بالنظر إلى أن المجمع المقدس كان قرر في جلسته بتاريخ 26 مارس 1980 منع سفر المسيحيين المصريين للحج في الأراضي المقدسة, دون حل القضية الفلسطينية. واعتبر المؤيدون للزيارة أنها دينية ولا تحمل أبعادا سياسية، فيما نظر إليها الرافضون، علي أنها كسر لقرار الحظر, الذي أصدره المجمع المقدس. وكان تواضروس وصل إلي القدس في 26 نوفمبر ، علي رأس وفدي كنسي يضم 8 من كبار القساوسة, لصلاة الجنازة علي روح الأنبا إبرام , الذى وافته المنية صباح الأربعاء 25 نوفمبر . والأنبا إبرام, الذي توفي عن عمر ناهز 73 عاما, قضى فى منصبه مطرانًا للقدس 24 عاما, دافع خلالها عن أملاك الكنيسة القبطية الأرثوذكسية فى القدس والأراضى الفلسطينية المحتلة من اعتداءات قوات الاحتلال الإسرائيلية. وقال المتحدث الرسمي باسم الكنيسة القبطية الارثوذكسية، القس بولس حليم، إن زيارة البابا إلي القدس لا علاقة لها بأي أجندة سياسية وإنما تأتي لأسباب دينية وروحية، وأوضح أن الكنيسة كانت تنوي، في بادئ الأمر إرسال وفد كنسي لحضور جنازة الأنبا إبرام دون أن يترأسه البابا شخصياً، ولكن تغير الأمر بعدما علمت الكنيسة بوصية الأنبا إبرام بأن يدفن في القدس, وليس في مصر، وهذا يعني أن البابا تواضروس لن يستطيع أن يصلي علي الجثمان داخل الأراضي المصرية، وقد دفعه هذا للسفر إلي القدس بنفسه. ورفض البابا الراحل شنودة مشاركة الكنيسة المصرية الأرثوذكسية في تطبيع العلاقات بين مصر وإسرائيل, وحظر السفر إلى القدس في 1980، على خلفية توقيع اتفاقية السلام . وكان البابا الراحل شنودة رفض السفر إلي جوار الرئيس الراحل أنور السادات في نهاية السبعينيات، الأمر الذي كان بداية الخلاف بين البابا والرئيس والذي انتهي بإبعاد البابا إلي دير وادي النطرون في سبتمبر 1971، كما أن البابا كيرلس السادس الذي سبق البابا شنودة كان له موقف ماثل، حيث رفض زيارة القدس عام 1967 , بعد وقوعها في يد الاحتلال الإسرائيلي.