أعرب وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، عن ثقته في أن تتعامل كل من روسياوتركيا، "بكل حكمة واتزان"، بعد حادث إسقاط تركيا طائرة حربية روسية، انتهكت أجواءها، أمس الأول الثلاثاء. جاء ذلك في مؤتمر صحفي، عقده الجبير اليوم الخميس، مع نظيره النمساوي سبستيان كورتس، في العاصمة السعودية الرياض، وجدد خلاله التأكيد على "موقف بلاده من الأزمة السورية"، مجدداً موقف بلاده بأن" رئيس النظام السوري بشار الأسد لا مستقبل له في سوريا"، وأن "الخيار العسكري في سوريا ما زال قائما". وفي رده على سؤال، حول توقعاته لمستقبل مباحثات فيينا (بعد إسقاط تركيا للطائرة الروسية)، قال الجبير "مباحثات فيينا، سواء عقدت في فيينا، أو في مدينة أخرى، من المتوقع أن تستمر، لأنه من مصلحة المجتمع الدولي، أن يكون هناك توحيد في الصف، وأن نحاول الوصول إلى حل بشكل سلمي". كما أوضح أن "الاجتماعات لا ترتبط بالميدان، أو بالحادث الذي حصل بين تركياوروسيا، ولكنها ترتبط بالأزمة السورية، لذلك لا أتوقع أن هذا الأمر سيؤثر على المباحثات". وأردف "نحن نأمل ونثق أن تركياوروسيا ستتعاملان بكل حكمة واتزان، بعد الحادث"، معربا عن تمنياته "ألا يكون للحادث تأثير سلبي على الأوضاع في سوريا، وأن لا يؤدي إلى مزيد من التوتر". وبيّن الجبير أنه تحدث مع نظيره النمساوي حول "العملية السياسية في سوريا، وكيفية التعامل معها، والخطوات القادمة لاجتماع المعارضة السورية المتوقع عقده في الرياض"، مؤكداً أنه "لا تغيير في مواقف البلدين، فيما يتعلق بالأزمة السورية". وحول المعارضة السورية في الرياض، قال الجبير "نحن على اتصال بجماعات عدة من المعارضة السورية، ونريد أن نضم أطياف واسعة منها، حتى يتم تمثيل الجميع، وأن تشارك كافة، الجماعات السياسية، بما في ذلك المعارضة في الخارج والداخل (في سوريا)"، مشيراً بهذا الصدد "راجعنا قوائم عدة لمرشحين تم تقديمها من بلدان عدة، وفي آخر المطاف يقرر الشعب السوري من هو سيكون معارضة شرعية، تمثل الشعب في المباحثات"، كما أكد بالقول "لا نتعاون مع من هو مدرج في قائمة الإرهاب، هؤلاء لن نوجه لهم دعوة". وأشار الجبير أن "الهدف من اللقاء هو توحيد صف المعارضة السورية، وتوضيح الأهداف التي يصبو إليها الجميع، من أجل سوريا جديدة". كما أكد أن "المباحثات ستكون على أساس جنيف1"، فيما لم يحدد موعدا لعقد الاجتماع، مشيراً أن "ذلك سيتم عاجلا أو آجلا، وسيتم الكشف عنه خلال أيام". وكانت طائرتان تركيتان من طراز "إف-16"، أسقطتا مقاتلة روسية من طراز "سوخوي-24"، انتهكت المجال الجوي التركي عند الحدود مع سوريا في ولاية "هطاي" (جنوب)، وذلك بموجب قواعد الاشتباك المعتمدة دوليًا، وقد وجهت المقاتلتان 10 تحذيرات للطائرة الروسية خلال 5 دقائق، قبل أن تسقطها. وكانت طائرات حربية تابعة لروسيا، انتهكت الأجواء التركية مطلع أكتوبر الماضي، حيث اعتذر مسؤولون روس عن ذلك، مؤكدين حرصهم على عدم تكرار مثل تلك الحوادث مستقبلًا، في حين حذرت تركيا من أنها ستطبق قواعد الاشتباك التي تتضمن ردًا عسكريًا ضد أي انتهاك لمجالها الجوي.